عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 01-10-2003, 08:11 AM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي ممكن أضيف

يافاتح الباب ياوهاب

إقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية التسامح
بسم الله الرحمن الرحيم


أولاً : عقيدة التشبيه والتجسيم في حق الله سبحانه وتعالى :

يعتقد الوهابية السلفيون أن الله تعالى جسم له حد وغاية (44) ، وأن له صورة ووجهاً وعينين وفماً وأضراساً وأضواء لوجه هي السبحات ويدين وكفاً وخنصراً وإبهاماً وأصابع وصدراً وجنباً وساقين ورجلين وقدمين ، وأنه جالس على العرش وأنه ينتقل من مكان إلى مكان فينزل في النصف الثاني من الليل إلى السماء الدينا وينادى ثم يصعد !! .
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
قال الإمام الحافظ ابن الجوزي(45) (المنزه) في كتابه ( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ) ص (97) مانصه :
( ورأيت من أصحابنا(46) من تكلم في الأصول(47) بما لا يصلح ، وانتدب للتصنيف ثلاثة : أبو عبد الله بن حامد وصاحبه القاضي وابن الزاغوني ، فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس ، فسمعوا أن الله تعالى خالق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات ، وعينين وفماً ولهوات وأضراساً وأضواء لوجهه هي السبحات ، ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين ، وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس !! .
وقالوا : يجوز أن يمس ويمس ، ويدني العبد من ذاته .
وقال بعضهم : ويتنفس .
ثم يرضون العوام بقولهم : لا كما يعقل !! .

وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات ، فسموها تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى ا لنصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث ) .
انتهى كلام الحافظ ابن الجوزي .
وقال العلامة المؤرخ ابن الأثير في كتابه ( الكامل في التاريخ ) في حوادث سنة تسع وعشرين وأربعمائة ما نصه :
( وفيها أنكر العلماء على أبي يعلي الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم ، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد بجامع المنصور وتكلم في ذلك ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ) .
وقال العلامة : ابن الأثير في حوادث سنة ثمان وخمسين وأربعمائة :
( وفيها توفي أبو يعلي الفراء الحنبلي ، وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة ، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض ، تعالى الله عن ذلك ) .
وقال الحافظ أبو شامة في كتابه ( ذيل الروضتين ) ص ( 139 ) في حق ابن قدامة المقدسي الحنبلي(48) المشهور صاحب كتاب ( ذم التأويل) وكتاب ( لمعة الاعتقاد ) وكتاب ( العلو ) ما نصه :
( لكن كلامه في العقائد على الطريقة المشهورة عن أهل مذهبه ! فسبحان من لم يوضح له الأمر فيها على جلالته في العلم . . . ) أ هـ .
وللحنابلة قبل ذلك كتب كثيرة في إثبات التشبيه والتجسيم مثل :
1 ـ الرد على الجهمية الذي نسبوه لأحمد بن حنبل ، وبين الذهبي أنه موضوع عليه إذ قال في ( سير أعلام النبلاء ) ( 11 /286 ) في ترجمة أحمد بن حنبل :
( لا كرسالة الاصطخري ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله . . ) .
2 ـ كتاب السنة لعبد الله بن أحمد وفيه من الطامات والعبارات المنافية لعقيدة التنزيه ، عقيدة الإسلام ما الله به عليم .
3 ـ كتاب السنة للخلال الحنبلي .
4 ـ كتاب العرش لعثمان بن أبي شيبة .
5 ـ كتاب ( إثبات الحد لله عز وجل وأنه قاعد وجالس على عرشه ) لمحمد بن أبي القاسم بن بدران الدشتي الحنبلي ، ذكره الإماام الكوثري رحمه الله تعالى في التعليق على كتاب ( الأسماء والصفات ) للحافظ البيهقي ص ( 415 ) .

وقد صنف المجسمة السابقون والمعاصرون كتباً كثيرة عقدوا فيها مثل الأبواب التالية :
باب إثبات الوجه لله تعالى ، باب إثبات اليدين لله تعالى ، باب إثبات العينين ، باب إثبات الساق ، باب إثبات الرجل ، باب إثبات القدم ، باب إثبات الجنب . . .
حتى أنهم صوروا رب العزة جل جلاله بصورة الآدمي
!! .
ودونك كتاب ابن خزيمة ( كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ) الذي وصفه الإمام الرازي في تفسيره ( 14 / 27 / 151 ) بكتاب ( الشرك ) وقد ندم ابن خزيمة على تصنيفه ورجع عنه كما جاء عنه بإسنادين في كتاب ( الأسماء والصفات ) للحافظ البيهقي ص ( 267 ) بتحقيق الإمام المحدث الكوثري .
وقال الحافظ أبا بكر ابن العربي قال في ( العواصم ) ( 2 / 283 ) .
( أخبرني من أثق به من مشيختي أن القاضي أبا يعلي الحنبلي كان إذا ذكر الله سبحانه يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى : ( ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة ) ، وقال بعض أئمة أهل الحق : وهذا كفر قبيح واستهزاء بالله تعالى وقائله جاهل به لا يقتدى به ولا يلتفت إليه ولا متبع لإمامه الذي ينتسب إليه ويتستر به بل هو شريك للمشركين في عبادة الأصنام فإنه ما عبد الله ولا عرفه ، وإنما صور صنماً في نفسه تعالى عما يقول الملحدون والجاحدون علواً كبيراً ) أ هـ .
وابن تيمية جاء ليجمع ذلك التجسيم والتشبيه ويؤصل له الأصول ويقعد له القواعد في كتبه ، وهو جامع التشبيه والتجسيم من عند الحنابلة الذين كانوا قبله ! فبرمجه ونظمه ودافع عنه وحاول أن ينفي عنه الشناعة بعبارات إنشائية مردورد !! .
ولئلا نطيل في ذلك لأن فيه طولاً نقتصر نصوصاً لابن تيمية من كتبه تثبت بأنه كان يقول بالتجسيم والتشبيه فنقول :
من أعجب ما قرأناه لابن تيمية قوله في كتابه ( بيان تلبيس الجهمية ) أو المسمي أيضاً ( نقض أساس التقديس ) !! ( 1 / 109 ) مانصه :
( وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين . . .
) .
وقال قبل ذلك ص ( 100 ـ 101 ) ناقلاً مقراً :
( والموصوف بهذه الصفات لايكون إلا جسماً فالله تعالى جسم لا كالأجسام ) (49) .
وقال ص ( 101 ) :
( وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم ، وأن صفاته ليست أجساماً وأعراضاً ، ففي المعاني الثابتة بالشرع بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال ) .
فهذا تصريح واضح بعقيدة التجسيم والتشبيه أعاذنا الله تعالى من ذلك .
ومن جملة ما يستدل به ابن القيم في كتابه ( اجتماع الجيوش الإسلامية ) قوله هناك ص ( 109 )(50) :
( وذكر عبد الرازق عن معمر عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : ( إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا وله في كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى سماء الدنيا جلس على كرسيه ثم يقول من ذا . . . فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه !!!! .
فتأملوا في هذا التجسيم والتشبيه الصريح كيف يصور الله تعالى بأنه جسم يرتفع فيجلس على كرسي وله في كل سماء كرسي .
وقبل هذا النص مباشرة قال ابن القيم هناك مستدلاً مباركاً غير منكر : ( وفي مسند الإمام أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قصة الشفاعة الحديث بطوله مرفوعاً وفيه : فآتي ربي عز وجل فأجده على كرسيه أو سريره جالساً ) .
قلت : لفظة (جالساً زادها ابن القيم من كيسه ولا وجود لها في الحديث في مسند أحمد(51) ( 1 / 282 / 296 ) !! فهذه الكلمة من جملة وضعه في الحديث !! .
وأورد الذهبي في ( العلو ) برقم ( 77 ) نصاً فيه أن الله تعالى بعدما خلق السماوات ( نزل إلى الأرض فدحاها ) تعالى الله عن ذلك !! وعزاه للبخاري ولا وجور لهذا اللفظ فيه !! .
وقد ذكر ابن القيم في كتابه ( بدائع الفوائد ) ( 4 / 39 ) فائدة هناك من ضمن أبيات مروية عن الدارقطني فيها أن الله يقعد بجنبه على العرش سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً !! .
والوهابية المتمسلفون يطبعون هذه الكتب التي فيها هذه العبارات وينشرونها ويروجونها ويعظمون مصنفيها ويقولون بأنهم أئمة التوحيد والدين !! .
بل إن الوهابيين والسلفيين يصنفون وينقلون من هذه الكتب ما تحويه من العقائد فيثبتون اليدين والساق والوجه والحقو(52) والجنب والقدم والعينين والأصابع . . . وغيرها لله تعالى تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ويعتبرون حديث الجارية الذي فيه لفظ مضطرب شاذ مردود وهو لفظ ( أين الله ) من أساس العقيدة وأصلها ! بحيث أن الألباني كان يسأل كل من يلقاه ممن يريد أن يختبر عقيدته فيقول له : ( أين الله ؟ ) !! .
تعالى الله عن الأين والكيف علواً كبيراً !
.
وكل هذه الأمور التي ذكرناها وغيرها كثيروكثير يثبت أن القوم مجسمة ومشبهة وهذا معروف ومشهور ! .
ومن الغرائب والعجائب أن الأهوازي المجسم الحنبلي نزيل دمشق ( 362 ــ 446 هـ ) صنف كتاباً في الصفات ذكر فيه حديث عرق الخيل وهو ( أن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق )(53) . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
ومن منكرات ما رواه الأهوازي أيضاً حديث ( رأيت ربي بمنى على جبل أورق عليه جبة )(54) وليس بعد هذا التجسيم تجسيم ولا تشبيه !! .
( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) ( ولم يكن له كفواً أحد ) ( وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .




اسلم تسلم