عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-08-2006, 05:31 AM
يوسف المغربي يوسف المغربي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 25
Post وقفات ..الوقفة الثانية

* وقفات..الوقفة الثانية*
في مناظرة النمرود و سيدنا إبراهيم عليه السلام يتكشف لنا معنى لطيف و فائدة جليلة لكل من يدعي قدرة العقل و حده على هداية الحيارى دون الحاجة الى دين يكبل الحريات بأنواع القيود!.
ولقد تواردت على ذهني , وأنا أتأمل فحوى هذه المناظرة ,أسئلة عديدة احترت كثيرا في الوصول الى منفذ للاجابة عنها من قبيل :
-ما الحاجة الى المكابرة و العناد حين يتضح العجز امام القوة المسخرة ؟.
-ما سر الحجب الكثيفة التي تحول بين العقل و بين إدراك اللطائف,و الانقياد لجلال المعاني السامية؟ هل هي شهوات النفس التي تصد كل إشراقة و تغلق كل منفذ قد يتسرب منه النور؟ أم غياب توازن بين قوى الصد و قوى الانجذاب في الفكر الانساني منذ بدء الخليقة؟.
إن النمرود الذي أجاب ابراهيم عليه السلام محاولا الطعن في القدرة الالهية على إحياء الموتى " قال أنا أحيي و أميت"{البقرة .257}.كان يسعى جاهدا للدفاع عن مكتسبات عقلية قبل أن تكون مادية!.فالتفكر في الموت انتقاص من هيبة الملك, و الحاكم الذي يستحضر مصيره و مآله لايمكن أبدا أن يستلذ بحكمه , و هي خلة لم تفارق حتى حكام المسلمين!, فقد سئل أحدهم في إحدى المقابلات الصحفية عن سبب غيابه عن جنائز القادة العرب فأجاب بأن تقاليد أسرته الحاكمة تمنعه من ذلك!!
ماذا كان الرد الالهي على تعنت النمرود؟ بعوضة ضئيلة تسربت الى دماغه..و جعلت هذا الطاغية يتوسل حاشيته ليضربوا رأسه بالنعال حتى يهدأ طنينها! و هي لعمري رسالة الهية عجيبة مفادها أن العقل الذي يودي بصاحبه الى مهاوي الضلال ..أجدى به أن يساوى بالنعال!!!