[مساهم]

يا خالد ..

تأكد يا عزيزي أنني على علم بقصدك .. ولكن لو رجعت إلى ردي السابق ودققت في ما قلت لوجدت جزءاً كبيراً من الإجابة على تساؤلك ..

ولكن يبدو أن شرحي لم يكن واضحاً بما فيه الكفاية .. او ربما لم تستوعب ما قصدت في مقالي السابق .. على العموم سأحاول أن أجمل لك ما أعرفه كإجابة على سؤالك ..


أعلم أنك تنتقد الشخصية العربية وطريقة التفكير عندهم معللاً ذلك بتوانيهم عن المطالبة بالجهاد ضد الحكومات التي وصفتها ب( المحتلة ) .. مع أنني لا اعرف كيف وظفت هذه العبارة في هذا المقام ..!

الناس يا أخي لا ينعتون وجود هذه الحكومات بالمحتلة .. وأصلاً لا تنطبق معناً ولا عرفاً .. الإحتلال له لون والحكومات الظالمة لها لون آخر مغاير تماماً .. ويجب يا عزيزي أن تفرق..

وإذا سألت لماذا نفرق فأجيبك بكل بساطة لأن كلا الحالتين عالجهما الشارع الحكيم .. إلا إذا كنت تحكم بغير ما أنزل الله فهذا أمر آخر ..

دعنا نعود إلى محور قضيتك وهو سؤالك الهام حول فساد الرأي العربي ..

أولا وقبل كل شئ أريد منك يا أخي حين تطرح رأياً وخالفك فيه الكثير أن تبتعد عن النرجسية والإعتقاد القاطع بصحة رأيك .. أنت قلت أن القضية ليست تعميم أو تخصيص وإنما موضوعنا هو شذوذ الشخصية العربية ..

وهذا هو التعميم يا عزيزي

على العموم أخبرتك أن المسألة قياسية ولا يمكن أن يطالب الشارع العربي بجهاد الحكومات المنحرفة ما دام أهلها يعيشون باستقرار ويسمح لهم بممارسة شعائر دينهم باطمئنان .. هل تريد أن يزيدوا على إخوانهم الطينة بله ...وبالمناسبة فإنك تجد ذلك حتى في أسوأ الحكومات العربية كما هو حال نظام صدام حسين .. وعلى العموم لو أن للأمة الإسلامية العربية قوة وسيطرة على العالم لربما أجهزت بنفسها على حكومة صدام حسين .. أما أن تحارَب أغلب الدول العربية .. فستكون المسألة فوضى بالتأكيد ..

أما مسألة الإحتلال الأجنبي ومطالبة الشارع العربي بجهادهم فذلك لعلمهم بكيد ومخططات الدول الكافرة كالأمريكية ورغبتهم استعباد وفرض السيطرة على الأمة العربية وإخضاعهم تحت حكمها .. وأنت تعلم الحلم الكبير الذي يتغنى به الإسرائيليون دائماً ويُدرس في مناهجاهم وهو ضم ما بين النهرين الفرات والنيل تحت نفوذهم ..

وعلى كل حال هذا لا يعني أن العرب كانوا ساكتين لرضاهم على ما يجري من تدهور الأوضاع العربية الإسلامية وسوء حكامهم .. بل كان يؤلمهم ويحز في نفوسهم .. ولكنهم لا يهملون تقدير الأولويات ..

فأنا منذ أن ولدت وأنا أسمع أئمة المساجد يقنتون ويشتكون إلى الله بقولهم : ( اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين .. وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة )

هذا مجمل ما أستطيع أن أشرح لك .. وأرجوك .. قبل أن ترد أن تعي ما أعني سواءً ما كتبت هنا أو ما قبلها وشكراً ...