هتاف الروح
لتستقل الروح ما تشاء من مركبات السماء التي تجوب الآفاق ، ولتكن على ظهر غمامة ، أو كف سحابة ، أو متن ذات جناحين تعلو فوق السحاب … فليس ذا ولا ذاك علوا حقيقيا للروح ، ولا سموا يرتقي بالوجدان .
تيهي أيتها الروح الطاهرة حينما يكثر الصخب من حولك في
الطائر بدفقه من قلبك الخفاق ، ويعلو بثقة من وهج الأعماق .
وتيهي أيتها الروح حينما تنزل بك السكينة إلى دفء الأرض،
فتسطع منك إشعاعة ذات بريق على قشرة التراب اليابسة
فتستحيل حدائق ذات بهجة.
وتيهي أيتها الروح حينما تكونين كوكبا بين الكواكب ، أو
نجما بين النجوم ، أو شمسا تسطع ، أو قمرا ينير .
لا غرو أن الروح في صعودها وفي هبوطها ، وفي أرضها
وفي جوها ، أو حتى في البحر ، هي كما هي إشعاع وطهر ونقاء .
يا كوكبا منيرا في الأرض أنت كوكب مضيء في السماء ..
ترسل ومضات برقك من بعيد لتُخضّر أجنحة الأرواح حينما
تكاد أن تيبس ، فإذا بالحياة تنبعث من جديد .
وتلتفت في طريق عروجك إلى روح خفت بريقها ونضب نضارتها ، فإذا وحي سناك – وقد أرسلته العناية الإلهية – يبرق إلى غمام السماء ليبل تلك الأغصان التي سقطت أوراقها ، لتورق مرة أخرى .
هنا وهنالك .. أومضت كل روح ،فالتقى في عنان السماء
طائران تحملهما روح واحدة .
__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
|