عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-02-2001, 08:58 PM
محاور محاور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 1
Question فلسطين ليست قضيتنا الكبرى

بسم الله الرحمن الرحيم

( فلسطين ليست قضيتنا الكبرى )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم .
أما بعد .

إنني اتسائل وحق لي ذلك ؟
فعن أي شيء يا ترع تسائلي ؟
وماذا وراء هذا التساؤل ؟

صليت ذات يوم خلف أخد أئمة المساجد المشهورين بالقراءة الطيبة ، ممن يقف المصلي خلفهم خاشعاً متدبراً لكل آية يقرؤها بصوت رخيم خاشع ، فجزاه الله عني خيراً .
وبعد الصلاة بادرنا بكلمات طيبات شكى إلى الله فيها ما يلاقيه إخوانٌ لنا في فلسطين - لا أقول أرض العروبة وإنما أقول أرض الإسلام – حيث تهراق دمائهم ، وتنتهك أعراضهم ، وتنتهب أراضيهم وأموالهم بأيدي أبناء القردة والخنازير لا كثرهم الله . وطالب منا الدعاء لهم ومد يد العون والمساعدة بكل ما نستطيع خصوصاً في ظل تخلي القريب عنهم والبعيد ممن يدينون بدينهم ويصلون إلى قبلتهم . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
بعد ذلك شكرنا له كلمته الطيبة المؤثرة ، فجزاه الله عنا خيراً .
وبعد أن خرجت من المسجد مر بخاطري شريط كلمته التي ألقاها علينا ، فاستوقفتني عبارة قالها عفا الله عنه يوم أن قال ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) . فتساؤلي : هل فلسطين فعلاً قضيتنا الكبرى ؟

لقد قرأت لبعض الكتاب المعاصرين ممن يكتبون عن القضية الفلسطينية – حسبما يعبرون هم – فوجدتهم رغم تباين أديانهم واتجاهاتهم كلهم يقولون ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) ؟
واستمع لقادة السلطة الفلسطينية وهم يقولون : ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) .
واستمع لجميع فصائل المنظمات الفلسطينية كفتح الشيوعية وغيرها وهم يقولون : ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) .
بل استمع لإذاعة ما يسمى بـ ( الثورة الفلسطينية الإسلامية ) التي تتبناها دولة الكفر والرفــــض ، وهم يقولون : ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) . ومثلهم حزب الشيطان اللبناني – يسمونه حزب الله وكذبوا - .
بل استمع لبعض المسؤلين في الأمم المتحدة – زعموا – وهم يقولون : ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) .
بل إن قادة يهود عرب وغير عرب يتبجحون بقولهم : ( فلسطين قضيتنا الكبرى ) .

فأنكرت ذلك نفسي فرجعت إلى كتاب الله أبحث عن قضيتنا الكبرى فوجدتها في قول الله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } .
وفي قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : (( هل تدري ما حق الله على العباد ؟ وما حق العباد على الله ؟ ))
فقال معاذ : الله ورسوله أعلم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً . وحق العباد على الله : أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) رواه البخاري ومسلم .
إذن قضيتنا الكبرى هي ( التوحيد ) وكل العبادات والطاعات من النوافل والواجبات من حج وجهاد وصلاة وصوم وزكاة وصدقة وكل شرائع الدين تبع لهذه القضية .

إذا تقرر هذا فإنني أقول وبالله التوفيق ، وعليه التكلان :

أولاً : لسنا نريد من تحرير فلسطين حيازة الأرض ، أو طرد اليهود فقط ؛ كلا .
نريد من تحرير فلسطين إقامة راية التوحيد في قلب كل مسلم هناك وعلى كل شبر من أرض فلسطين .
نريد أن تنشر العقائد السليمة ، و أن تزال مظاهر الاحتلال الشركي والبدعي ، كما نريد أن يزال الاحتلال الصهيوني . ليس من فلسطين فحسب بل من كل بقاع المسلمين .

ثانياً : لا نريد المسجد الأقصى لإحياء ليلة الإسراء والمعراج ، ولا ليلة النصف من شعبان ، و لا نريده رمزاً يرسم على الجدران وعلى الصدور بقدر ما نريده عامراً بحلق الذكر ومجالس العلم حيث يدرس صحيح البخاري ومسلم وكتب السنة ، والعقيدة الطحاوية والواسطية وغيرها من كتب العقائد والتوحيد .

ثاالثاً : كم هي الأراضي المحتلة غير فلسطين ، وهي لعمر الله أشد حاجة لإنقاذها من براثن من يحتلها من طواغيت القبورية ، ومنها :
. أكثر من ستة آلاف ضريح ومشهد في مصر وحدها .
. وأكثر من 194 ضريح في دمشق وحدها .
. وأكثر من 481 ضريح في اسطنبول وحدها .
. وأكثر من مائة وخمسين ضريح في الهند وحدها .
. وفي بغداد والموصل أكثر من ا96 ضريح .
. وفي أوز باكستان الكثير والكثير .
وهذه الأعداد قد أحصيت في سنين غابرة فما بالك بأعدادها الآن ولم أذكر منها ما ذكرت إلا لمجرد التمثيل .
فبالله عليكم من يحرر هذه الأراضي ، ويطهرها من حمأة الشرك وأوضار البدعة .

رابعاً : تعج سجون اليهود والرافضة ، والحاكمين بغير ما أزل الله بالآف الأسرى المسلمين عجل الله فرجهم مما هم فيه من الغم والهم ، وتتفاوت الحملات الإعلامية في لفت أنظار الناس لأحوال هؤلاء البؤساء ممن لم يكن ذنبهم إلا أنهم يشهدون أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
إلا أن هناك الكثير والكثير من الأسارى ممن يشهدون بشهادة الإسلام ، قد كبلتهم طواغيت الشرك والخرافة ، وهم لا زالوا يقبعون في سجون القبورية فأين من يدعون إلى حقوق الإنسان عن أمثال هؤلاء . إن من هؤلاء الأسرى على سبيل المثال لا الحصر :
. أكثر من ثلاثة ملايين زائر لمولد البدوي . ( حدث هذا عام 1996 م ) .
. الآف الباكستانيين الذين يحجون لقبر الشيخ على الهجوري .
. مئات الآلاف ممن ينذرون لقبور ويذبحون لأهل القبور .
. الآلاف الذين يحجون لقبر البرهاني ( شيخ الطريقة البرهانية ) بالخرطوم – السوق الشعبي .
. وغيرها في الشام ومشارق الأرض ومغاربها .
فبالله عليكم من ينقذ هؤلاء الأسرى من أسرهم .
إن المسجون في السجون الصهيونية قد يموت شهيداً مظلوماً ، أما هؤلاء إن ماتوا في أسرهم فعلى ماذا يموتون ؟

خامساً : الذين يتباكون على ضياع مقدرات الأمة ، وتدهور الحالة الاقتصادية ، ونهب الحكام لأموال شعوبهم ، أقول لهم مهلاً ، وأنظروا إلى مقدار ما ترزح به صناديق النذور وجيوب سدنة الأضرحة ، وما يضيع من الأموال في إحياء الموالد ، وإقامة المآتم . ولا حول ولا قوة إلا بالله .

سادساً : الذين أقض مضاجعهم انتشار الزنا والخنا ودور الغناء والسينما والمسارح في بلاد الإسلام ، أقول لهم ، هلموا إخوتاه لتنظروا ما يدور خلف ستارة الموالد ، وإحياء الليالي الدينية – زعموا – من الرقص والهز للأرداف والاصطلام والاضطرام والنشوة باسم الدين ، إن كثير من المسلمين يذهب إلى السينما ويعلم أنها حرام ، ولكن كثير منهم يذهب إلى الموالد وهو يعتقد أن ذلك من الدين ويتقرب إلى الله تعالى بذلك .

ختاماً : أسأل الله العظيم العليم أن يبرم لأمتنا أمر رشد ، وأن يحق الحق ويزهق الباطل ، وأن يخرج لها من يجدد لها دينها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهاج سلفنا الصالح رحمهم الله .
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
والله أعلم وأحكم .
وصلى الله وسلم عل نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ملاحظة : ( يرجع للمعلومات عن القبور والأضرحة وأعدادها في العالم الإسلامي لكتاب : دمعة على التوحيد – كتاب المنتدى ) .