عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 17-04-2006, 04:16 AM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة مُقبل
بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً أتقدم بكل الترحيب بشيخنا الفاضل فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم،ونسأل الله تعالى أن يُثيبكم أجزل الثواب على جهودكم المعروفه والتي سمع بها القاصي والداني في الدعوه خدمة هذا الدين،وأسأل الله أن تتحقق لنا الفائده من هذه الإستضافه وأن ننتفع بعلمكم يا شيخنا الفاضل.

ثانياً كل الشكر والتقدير لأختنا الكريمه / muslima04 على جهودها وبصماتها الواضحه في هذا المنتدى،ونسأل الله أن يكتب لها الأجر وأن يجزيها عنا خير الجزاء فهو ولي ذلك.

شيخنا الكريم هذان سؤالان يدوران في بالي منذ زمن وكم كنت ُ أتحين فرصة ً كهذه كي أجد ما يروي ظمأي ويشفي غليلي بكلمة ٍ فصل وقولٌ عدل

السؤال الأول / كما تعلمون يا شيخنا الفاضل أن الإنترنت والمنتديات الحواريه ساحة ٌ مُشاعه لكل من هب ودب وكل ٌ يُدلي بدلوه في أي موضوع ٍ يشاء وقتما يشاء،ونظراً لما تمرُّ به أُمتنا الإسلاميه فقد كثُر من يدسُّ للأمه ويكيد لها في الخفاء،ومن بين هؤلاء من يرتدي قناع الورع وثياب الفضيله ويدسُّ السُمَّ في الدسم من خلال مواضيع تلمز وتشوه صورة المُجاهدين الصادقين سواء في فلسطين أو في العراق أو في غيرها من بلاد الإسلام،بل ونجد أمثال هؤلاء لا يتورعون لحظه عن الإستشهاد بمقاله في جريده مشبوهه أو مصادر مشكوكٌ في مصداقيتها،ولعلي آتِ بمثال ٍ يتضح فيه مقصدي،كلنا نعلم مدى الصعوبات التي تواجهها الحكومه الفلسطينيه_والذين نحسبهم على خير والله حسيبهم_الجديده والمغضوب عليها من اليهود وأعوانهم،ولكن وجدنا من بني جلدتنا من يُشنع عليهم ويتهمهم في نواياهم بل وينتظر أي زله أو هفوه ليطير بها فرحاً،فكيف التعامل مع هؤلاء يا شيخنا الفاضل وما هو الأسلوب الأمثل في الحوار حول هذه القضيه ومثيلاتها بشكل ٍ عام مع أناس ٍ من هذا الصنف؟؟

أخيراً أتمنى لكم يا شيخنا كل التوفيق ولعلي أعود بإذن الله لوضع المزيد من الأسئله،وجزاكم الله خيراً على جهودكم.

ولدكم / مُقبل


الجواب :

بارك الله فيك
وأحسن الله إليك
وأجزل لك الأجر والمثوبة

أحسَنْتَ القول
طبيعة الساحات الحوارية أنها – غالباً – تضمّ الصالح والطالِح ، والعالِم والجاهل ، والساذج والخبيث
وتَخْتَفِي حيّات وعقارب خَلْف أسماء وهْميّة !
وتضمّ بين جَنَبَاتِها أُناس يَحترقون رِغبة في نُصْرَة الإسلام – رجالا ونساء – وفي الأمة خير
ويَكثُر الـتَّعالُم في تلك الساحات الحوارية .. وربما كانت ميدانا لاستعراض القُدُرات ! أو العَضلات !

ومما يُلْحَظ في بعض ساحات الحوار كثرة المنْكَرات والوقوع فيها مِن قِبَلِ بعض الصالحين !
فتجِد الغمز واللمز .. وتسمع القيل والقال ..
والطّعن في الأعراض .. والتشكيك في النوايا ..
إلى غير ذلك مما يَكاد القارئ –أحيانا – يَقيء ما في جوفه مما يَقرأ !

وأحيانا يَكون من قَعَد عن نُصْرَة الدِّين ، هو من يَطعن في المجاهِدين !
فلا هو بالذي جاهَد في سبيل الله ، ولا هو بالذي خَزَن لِسانَه وأمْسَكَه ..
وهو أجد بما قال المتنبي :
لا خَيل عندك تُهْدِيها ولا مَال *** فَلْيُسْعِد النّطق إن لم تُسْعِد الحال !

وتقدير الأحوال في كثير من الأحيان يُقدِّرها حقّ قَدْرِها من يَعيشها ..
وربما لو عاش هذا المتكلِّم تلك الظروف أو ما أشبهها لم يَكن له تصرّف إلا ذاك التصرّف ..
ولم يَكن له مَخْرَج إلا ذلك المخرَج

أحيانا يمرّ الإنسان بِظروف مُعيّنة .. فيتصرّف تصرّفا مُعيّنا .. فيكون من يَراه من بعيد .. أو من وُصِفَتْ له حالته وتصرّفه – يَقول : لو كنت مكانه لَفَعلتُ كذا وكذا .. ولتصرّفت بِغير ما تصرّف !
وقد يمرّ بنفس الظروف فَيَجِد نفسه أنه لا يُمكنه التصرّف إلا كما تصرّف ذلك الشخص الذي عَابَ تصرّفه .

وهكذا بالنسبة لمن يعيش قضية مُعينة ، أو بالنسبة للمجاهدين وما يَفعلونه ..
قد لا يَكون أمامهم سوى هذا الحلّ وذلك الْمَخْرَج ..

ولعل بعض أحكامنا الجائرة على إخواننا هنا أو هناك .. أو ضدّ بعض علماء الأمة .. قد تكون نابِعة من تصوّرات خاطئة أصلاً !
فكم هي تصوّراتنا وقناعاتنا التي نتلقّاها مِن وسائل إعلام – بعضها مَشْبُوه – وبعضها آسِن !

فتكون أحكامنا جائرة لأننا حَكَمْنا لأحد الخصمين بمجرّد سماع دعوى .. دون أن نَسْتَمِع إلى الطَّرَف الآخر .. فقد يكون الطرف الآخر مفقوء العينين !

وهكذا في كل قضية .. قد نَحْكُم على طَرَف دون سماع ما لدى الطرف الآخر ..

وقد يكون الكرف الآخر له عُذْره ونحن نلوم !

وكم مِن مَلوم وهو غير مليم

فلا تَلُم المرء في شأنه *** فَرُبّ مَلوم ولم يذنب

ويَنبغي أن يُعلَم أن السلامة من ألسِنة الناس ليست مَطْلَباً !
وإنما الاستعاذة مِن تتابُع اللسنة على الذمّ

قال مطرف بن عبد الله قال لي مَالِك : ما يقول الناس فيّ ؟ قلت : أما الصَّدِيق فيُثْنِي ، وأما العدوّ فَيَقَع . فقال : ما زال الناس كذلك ، ولكن نعوذ بالله مِن تَتابع الألسنة كلها .

والله تعالى أعلم .
الرد مع إقتباس