عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 17-04-2006, 07:15 AM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ARGUN
مرحبا بك سيد عبد الرحمن السحيم

سأقتبس بعض الأسئلة لو تفضلت من موضوع مراسلة حدثت بيني و بين احد اتباع مذهبكم الجميل فارجو ان يتسع مجال اختصاصك للرد عليها.

  • ما موقف الاسلام من الاستعباد و بيع الانسان في الاسواق...و لماذا حرّمَتْ كثير من الدول العربية الرق و المتاجرة به بعد ضغوط دولية رغم انه حلال كما أخبرني بذلك اكثر من طالب علم شرعي... اليس هذا من باب تحريم ما احل الله؟
  • القاعدة في المعاملة في الحرب واضحة و هي : " و اعتدوا عليهم بمثل ما اعتدي عليكم .." الآية
ماذا لو قرر المارينز العمل بمثل هذه القاعدة و اطلعوا على ما نخبأه لهم لو كنا مكانهم من استرقاق و جز الرؤوس و قرروا اخذ كل بنات العراق سبايا و كل غلمانه رقيقا؟ و ذبح كل رجل بالغ سواء كان محاربا او لا.

  • ما موقع الآية التي تقول : "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" مما حدث طوال التاريخ الاسلامي من سبي بطريقة آلية لكل النساء و الأطفال الصغار و تشريد العائلات تحت مسمى تحليل الغنائم؟
كيف فهم هؤلاء الآية التي تقول :" لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" علما ان النساء و الأطفال و حتى الكثير من سكان البلاد المفتوحة لا يمكن ان يكونوا من المحاربين.

  • لماذا لم نسمع عن سبي القريشيات المشركات مثلا و استرقاق غلمانهم؟
لماذا لم يتبع من جاء بعد رسول الله سنته في اطلاق سراح قريش و العفو عنهم بعد ان انتصر عليهم؟

  • ما الحكمة من تحديد الزواج بأربع و اطلاق اليد في الجواري بدون تحديد؟
  • ما الحكمة من تحريم زواج المتعة اذا كان شراء الجارية من السوق و الاستمتاع بها دون عقد زواج جائز؟ و قد يعاد بيعها بعد ذلك او اهدائها كاي سلعة.
  • جاء الاسلام لحفظ المال و النفس و الدين
اليس الأحكام المتعلقة بالعبيد من قبيل حفظ المال؟

اتوقف هنا رغم ان اسئلة اخرى لا تزال تشغلني منذ سنوات و لا اجد لها تفسيرا منطقيا

شكرا


الجواب :

ومرحبا بك يا صاح ..

أُقَدِّم بمقدِّمة للجواب ..

وهي أن العقلاء يَتّفِقون على أنه إذا أُرِيد سُلوك طريق فإنه يُمهّد ويُزال ما يَعوق السالكين من أحجار تتعثّر بها الأقْدَام ..
فإن لم يُتمكَّن من إزالة تلك الأحجار إلا بتكسيرها ، فيتم تكسيرها وإزالتها ..

وتتّفِق الشرائع السماوية على وُجوب توحيد الله ، وإفراده بالعبادة ، لأنه هو الربّ الْمُسْتَحِقّ للعبادة دون مَن سِواه
ففي التوراة والإنجيل دعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ، فمن ذلك ما جاء في :

-سفر التثنية الإصحاح 4 : 35 " أن الرب هو الإله . ليس آخر سواه "
-سفر التثنية الإصحاح 6 : 4 " الرب إلهنا رب واحد "
-رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 6 : 16 " الذي وحده له عدم الموت "
-إنجيل متى الإصحاح 4 : 10 من أقوال المسيح عليه السلام :-" للربّ إلهك تَسجد وإياه وحده تَعْبُد "
-إنجيل مرقس الإصحاح 12 : 29 من أقوال المسيح عليه السلام:-"إن أول كل الوصايا ... الرب إلهنا ربّ واحد"
-إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 18 " الله لم يَرَه أحد قط "


ولم يدعُ نبيّ واحد إلى عبادته مِن دون الله .. بل كلهم دَعَوا إلى عبادة الله وحده ..
وهذا ما جاء به الإسلام (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [القرآن الكريم – سورة آل عمران : 79 ، 80] .

ودَعوة الأنبياء من أوّلهم إلى آخرهم هي دَعوة إلى توحيد الله وإلى عبادته ، وإلى إنقاذ الإنسان من الهلاك ..

إذا عُلِم هذا فإن الأنبياء يَدْعُون إلى عبادة الله وحده .. ولا يَسْعَون أول ما يسْعَون إلى القتال .. بل لا يَكون إلا في زَمن مُتأخِّر مِن دعوتهم ..
وهذا إنما يَكون إذا كان هناك حَجَر عثرة يَقِف في هذا الطريق – في طريق تعبيد الناس لِربِّهم – ..
واتّفقنا أن الحَجَر الذي يتعثّر به الناس يُزال ، ولو أدّى ذلك إلى تكسيره !

وهكذا من يَقِف في طريق تعبيد الناس لِرَبِّهم .. يُزال .. لأنه هو الذي اختار هذه الطريقة !
وإزالته بِقِتَالِه ..
وليس القِتال مقصودا لِذاتِه .. بل لأجل تعبيد الناس لِربِّهم .. لأن ذلك الحجر هو الذي منَع الناس من عِبادَة ربّهم .. إذ الناس عادة تَبَع لكبرائهم ..
فالمقصود هو إنفاذ أمْر الله .. والذي يَعترِض إنما يَعترَض على أمْر الله .

أمّا مَن أسْلَم فإنه يُقَـرّ على مُلكِه ..
ومن أسْلَم واستجاب لِداعِي الله لم يَكن بِحاجة إلى قِتال ..

وأما مَن لم يَسْتَجِب فإنه يَحتاج إلى جِدال فإن لم يَنفع فيحتاج إلى جِلاد !

ولذا جاء الجهاد في الشرائع السابقة ، فمن ذلك :

جاء ذِكْر الجهاد في سِفْر العدد - الإصحاح 31 : 1-13

والكافِر الذي كَفَر بِربِّه وبِرُسُلِه مُعانِد لِربِّه .. مُتنكِّر لِسَيِّدِه وخالِقِه .

ولذا جاء قَتل الكافر في الشرائع السابقة :

حيث جاء في :
سفر الخروج الإصحاح 34 : 11-15 تدمير ممتلكاتهم
سفر التثنية الإصحاح 13 : 1-6 وجوب قتل النبي الذي يَدعو لعبادة غير الله سبحانه وتعالى
سفر التثنية الإصحاح 13 : 8-9 وجوب قَتْل الْمُرْتَدّ
سفر التثنية - الإصحاح 13 : 15-17 قَتْل الكفار وحَرْق ممتلكاتهم
سفر التثنية - الإصحاح 13 : 10 وسفر التثنية - الإصحاح 17 : 5
رجم الذي يَعْبُد غير الله سبحانه وتعالى حتى الموت أمام شُهود

وفي إنجيل مَتّى – الإصحاح 10 : 34 - 37
لا تَظُنُّوا أنِّي جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا .
فإنّي جِئتُ لأُفرِّقَ بَينَ الاَبنِ وأبـيهِ ، والبِنتِ وأمِّها ، والكَنَّةِ وحماتِها.

وفي إنجيل لوقا – الإصحاح 22 : 36
أمَّا الآنَ ، فمَنْ عِندَهُ مالٌ فَلْيأخُذْهُ ، أو كِيسٌ فَلْيَحمِلْهُ . ومَنْ لا سيفَ عِندَهُ ، فَلْيبِـعْ ثوبَهُ ويَشتَرِ سَيفًا .



إذا اتّفقنا على هذا فإن الرِّق في الإسلام لم يَكن لِمجرّد شَهوة التملّك ، أو إذلال الناس ..
بل الإنسان هو الذي وَضَع رِبْقَة العبودية والذّل في رَقَبَتِه .. لأنه لم يَسْتَجِب لله ولا لِرُسُلِه ..
بل حارَب الله ورُسُلَه .. فاستِحقّ هذا الذّلّ ..

وهذا أمْر مُتّفق عليه بين العقلاء ، ولذا كانتْ دَعوة الإسلام : أسْلِم تَسْلَم .

فالذي لم يُسْلِم ولم يُسالِم هو الذي اختار قرار الحرب والمحارَبَة .. فإذن غُلِب فإن الذّل حليف المغلوب غالبا ..

فإذا كان المحارِب كافِرًا فإنه يُسْتَرَقّ ، فيكون رقيقاً .. وهذا أمْر لا يَخلو مِن حِكَم ، منا :

1 – أن يشعر بِذلّة وصَغَار الكُفْر ، ومضادّة الله ورُسُلِه
2 – أن يَكون بين المسلمين ، فيَرى أخلاقهم ومعاملتهم التي بَعثَهم عليها الدِّين فيُؤثِّر فيه فيُسْلِم ، فينجو من النار في الآخرة .
3 – أن يَكون بعيدا عن قادته وكبراء قومِه ، فيستطيع أن يتّخِذ قراره بِنفسه .

وفي عالمنا المعاصر شَهِدتُ حالات وسمِعت عن أُخْرَيات – عن أُناس ينتحِلون مذاهب باطلة ، ويُريدون الدخول في الإسلام ، ولكنهم لا يستطيعون لِسيطرة الأكابر عليهم !

وفي الرِّق إبعاد الشخص عن مُحيط التأثير ليتّخِذ قراره بِنَفْسِه ..

وللحديث بقية ..
الرد مع إقتباس