عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 17-04-2006, 07:20 AM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

بقية الحديث :


ولا يُعرف دِين أو عُرف أو نِظام أكْرم أسير الحرب ( الرقيق ) كما أكْرَمه الإسلام ، فمن ذلك :

1 - حثّ الإسلام على عِتْقِ الرِّقاب في مناسَبة وفي غير مناسبة ، بسبب أو بغير سبب .
بل جاء الترغيب الأكيد في عتق الرِّقاب .
روى البخاري ومسلم من طريق سعيد بن مرجانة - صاحب علي بن حسين – قال : قال لي أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار . قال سعيد بن مرجانة : فانطلقت به إلى عليّ بن حسين فَعَمِدَ عليّ بن حسين رضي الله عنهما إلى عَبْدٍ له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار ، فأعْتَقَـه .
وفي رواية للبخاري ومسلم : مَن أعتق رَقبة مُسْلِمة أعْتَق الله بكلّ عُضو منه عُضوا من النار حتى فَرْجَه بِفَرْجِـه .

2 – حث الإسلام على مُكاتَبة الرقيق إذا رَغِبَ في ذلك ، وأراد فكّ رِبقة الرق من رقبته ، فإنه لا يُمانَع من ذلك ، بخلاف أسير الحرب لدى أمم الأرض قاطبة !

3 - الأسير إذا اسْـتُرِقّ لم يُجعل في رجلِه قيد ، ولا في يَده غِلّ ، بل هو حُـرّ طليق في بلاد المسلمين ، إلا أنه مملوك فحسب .
فَشَـتّان ما بين الرِّق في الإسلام ، وما بين معاملة أسرى الحروب في كل مكان !

4 – الأمر بالإحسان إلى الرقيق في كلّ شيء حتى في الملبَس والمشرب .
وقد أمَرَ الله بالإحسان إلى الرقيق فقال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .
وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إخوانكم خَوَلُكم جَعَلَهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخُوه تحت يده فليُطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يَلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم . رواه البخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام : للمملوك طعامه وكسوته . رواه مسلم .

فانْظَر كيف وَصَف نبينا صلى الله عليه وسلم الرقيق بالأخ ، وفي هذا إشارة إلى أن الرقيق المسلم أخٌ للمسلم الْحُرّ ، فيُحسِن إلى أخيه .

5 – لا يُكلِّف الرقيق ما لا يُطيق ، وإذا كُلِف أُعِين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقيق : لا يُكلّف من العمل إلا ما يُطيق . رواه مسلم .

6 – مُراعاة نَفْسِيّة الرقيق .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين ، أو لقمة أو لقمتين ؛ فإنه وَلِيّ حَـرّه وعِلاجه . رواه البخاري ومسلم
وهذا فيه مراعاة لنفسيته فضلا عن تكليفه ما لا يُطاق .

7 – الرقيق له ما لنا وعليه ما علينا ، فإذا أحْسَن كان له الأجر المضاعَف .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العبد إذا نَصَحَ سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجْره مرتين . رواه البخاري ومسلم .
والمقصود بالعبد أو اللملوك : الرقيق .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للعبد المملوك الْمُصْلِح أجْران . وكان أبو هريرة يقول : والذي نفس أبي هريرة بِيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبِـرّ أمي لأحْبَبْتُ أن أموت وأنا مملوك . رواه مسلم .

وإن كانت امرأة فأحسن إليها وليها ثم أعتقها وتزوّجها كان له أجران .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كانت له جارية فَعَالَها فأحْسَن إليها ثم أعتقها وتزوّجها كان له أجْران . رواه البخاري .

وقد جاء الإسلام بالحث على العِتْق ، وجاء العِتق أيضا في الكفّارات ، فمن ذلك :

في كفارة قَتْل النفس خطأ
وفي كفّارة الظِّهار
وكفّارة الوطء في نهار رمضان
وفي كفارة اليمين


وانظر كيف جاء الحث على العِتق وتحرير الرِّقاب في الكفارة الكبيرة والصغيرة ، فهي في قتل النفس وفي في كفارة الظِّهار وفي كفارة الوطء في نهار رمضان ، وهي تُقابِل صيام شهرين مُتتابِعين .
كما جاءت في مُقابِل صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين .
وجاء الترغيب في العتق من غير سبب طلبا لمرضات الله ، كما جاء الترغيب في العتق تَقرّبا إلى الله
وجاء الأمر بالمكاتبة ، وتخليص الرقيق من رِقِّـهِ إذا رَغِبَ في ذلك ، فقال الله تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ) .

ونحن نُطالب اليوم بمعاملة أسْرى الحرب مُعاملة الرقيق في الإسلام ! وقد رضينا بذلك !
سواء من كانوا في جوانتانامو أم كانوا في العراق !


لِـيُـعْـلَم أن الرق في الإسلام رحمـة وليس نِقْمَـة .

أما إلغاء بيع الرّقيق فهناك فَرْق بين أن يُنسب الفِعل إلى الإسلام وشرائعه ، وبين أن يَكون تصرّفا من بعض أتْبَاعِه ..

فإلغاء الرقيق أو أمْر الناس بِبيع الرقيق وإعتاق مَن أسْلَم له وجْـه ، لأن الحث على عِتق الرقيق جاءت به نصوص كثيرة ، فلو جاء شخص واشترى كل رقيق يَعلمه وأعْتَقَه لم يَكن في ذلك حرَج ، بل يكون مأجوراً مشكورا .

وقد يَكون تَرْك الاسْتِرْقاق مِن باب تَرك بعض الاختيار .. فلا يَكون فيه تحليل حرام ، ولا تحريم حلال ..
مع أن تصرّفات الأشخاص ليست هي الدِّين ، بل قد تكون مِن الدِّين وقد تكون مُنافية له ..

وأما الآية القرآنية التي اسْتَشْهَدتَ بها فهي : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) .

أما تساؤلك عن المارِينـز .. وماذا لو قرّروا .. إلى آخره

فهذا سؤال لا يَرِد علينا نحن أهل الإسلام !

لماذا ؟

لأن الإسلام يَفتَح البلاد ولا يَحتلّها .. !
فما يَحصل في العراق أو في أفغانستان - أو في غيرها في الماضي – هو احتلال لِتلك البلاد إما للقضاء عليها وعلى أهلها ، أو لاستِغلال خيراتها ..
أما في الإسلام فالأمر على العكس مِن ذلك
لو أسْلَم أهل بَلَد لم يَكن الإسلام بِحاجة أصلا إلى سَلّ سيف ولا إلى إشهار سِلاح
بل يُقَرّون على ذلك ، ولهم ما بأيديهم
ومن هذا الباب أن زكاة أهل البلد تُؤخَذ مِن أغنيائهم فتُرَدّ إلى فقرائهم ..
وما كان بأيدي أهل ذلك البلد من أموال أو أعْرَاض فهو لهم ..

فالإسلام يَحقِن الدماء ، ويعصِم الأموال ، ويحفظ الأنفس ..

ولذلك يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : أُمِرْتُ أن أُقَاتِل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عَصَمَ مِنّي مَالَه ونَفْسَه إلا بِحَقّه ، وحِسَابُه على الله . رواه البخاري ومسلم .

فالجندي الأمريكي في العراق هو بمثابة العدوّ المحْتَلّ .. والعدو الْمُحارِب ..



وللحديث بقية ..
الرد مع إقتباس