عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 23-09-2005, 07:43 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أزمة قيادات وليس أزمة شعوب أو أفكار :



لا كلام يعلو على كلام الله .. ولا سنة تصل الى مرتبة سنة رسول الله .. وأي فكر يوضع سواء كان المطلوب من وراءه النصح أو الترشيد لخطى نحو هدف .. فان ذلك الفكر لا يعدو كونه كلاما مقروءا أو مسموعا ، لا قيمة له ان لم يتحول لإجراء ..

يستطيع كل أبناء الأمة معرفة الحق من الباطل ، بقدر ما أشبعت أجوائهم وفضاءهم الذهني بالقول و إعادة القول و شرح القول و تأويل القول .. وان كانت تخونهم القدرة على التعبير ، فليس يعني أنهم جهلة .. فالتعبير والكتابة والكلام هي ملكات تنمو من كثرة تدريبها وتمرينها ..

لكن ليس كل من يتكلم مؤهل لجذب الناس حوله ، وعليه أن لا يتوقع أن يقدموه عليهم ليصبح قائدا لهم ..فالقيادات لها شروطها ، ولها مناهج تكوينها ، وليس رغبة فقط من الشخص في عينة من الوقت لكي يصبح قائدا ، فإنه سيتحول الى قائد بمجرد أنه أراد ذلك ..

ان القيادة تعني فيما تعنيه ، صواب رأي القائد فيمن يقود .. وفي الحديث ( ان كنتم ثلاثة فأمروا واحدا عليكم ) .. ان من يقود اثنين ، عليه معرفة مواطن القوة والضعف لديهم .. و يكلفهم بواجبات يكون هو على رأسها ، ويكون متأكدا من أنهما سيقدران عليها .. وان لا ينتقل من مهمة الى أخرى الا بعد حشد ما يلزم من مستلزمات للمضي بها قدما .. والحشد هنا يشمل التوعية و تهيئة الوازع للتحرك ، ثم التدرب على أسوأ ما سيلاقي القائد و مجموعته من مصاعب ..

واذا أراد أن يصبح قائدا على مجموعة أكبر ، فعلى أفراد مجموعته الأولى التبشير بإمكانيات قائدهم و قدراته ، ليكسبوا اليه أنصارا ، يكونون قادة فرعيين في المستقبل ..

فمن يريد أن يطرح نفسه لقيادة مدينة ، أو محافظة ، أو قطر أو أمة ، عليه أن يكون قد بدأ في قيادة الأثنين ثم تدرب على أسرة الصف المدرسي ، ثم اتحاد الطلبة والنقابة والنادي والبلدية وغيرها ، بما يجعل الناس يتذكرون تاريخه ، ويقيمونه من خلال حسن أداءه و سلوكه في تلك الدرجات الدنيا ، لكي يقبلوا به كقائد متقدم !
ان تمثل السلوك بالمبادئ ، وتشرب الذي يطمح أن يصبح قائدا بها .. فلا يعقل أن تدعو للوحدة العربية والاسلامية ، وجيرانك يشكون منك ، وانت تثير الفتن العشائرية والطائفية .. وانت تتخاصم و أخوانك على تركة !

ولا يعقل أن تنادي بالحرية .. وانت لا تحسن الاستماع لمن تحاور ! ولا يعقل أن تنادي بالاشتراكية أو المساواة بالرزق ، و أنت تنسب بحث أحد العاملين معك لإسمك ، و تغض النظر عن المرتشين .. أو تبارك لمرتشي في منصب حكومي أو تتوسط لديه ... ان الناس تراقب .. وقبلهم يراقبك الله ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس