الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #84  
قديم 14-05-2004, 01:56 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

- هل كل شيء بخير؟ هل تحتاج للمساعده؟؟
التفت سعود بعد أن سمع النداء وتذكره.. أجل زياد..
أجابه: زياد.. أرأيت سليم؟؟ سائقنا الخاص؟
هز رأسه بالنفي.. فصاح سعود غاضبا: ذلك الأحمق.. أين ذهب؟؟
قال زياد: هل تريدني أن أساعدك بشيء؟؟
- أختى تعبه وأود إيصالها إلى المشفى.. وذلك الأحمق لا أدري أين هو..
- هيا سأوصلكم أنا..
- لا أريد أن أتعبك معي..
- أنا السبب في ذلك كله.. فلا تعب لي ولا شيء.. هيا قم..
- تلك سيارتي.. المفاتيح بداخلها شغلها وسآتي حاملا روز معي..
نظر إليه الفتى مستغربا.. روز؟ هل هو اسمها؟؟
صاح به سعود: ما بك؟؟ هيا بسرعه..
- حسنا حسنا أنا أعتذر..
ركض زياد بسرعه إلى سياره سعود التي كانت مفتوحه.. أدار المفتاح مشغلا إياها..ولكنها أبت أن تشتغل.. حاول كثيرا ولكنها لم تشتغل..
- اشتغلي.. اشتغلي أرجوك..
ولكنها أيضا لم تشتغل..
- ماذا حصل؟؟ لماذا لم تشغل السياره؟؟
قال زياد: السيارة لا تشتغل.. يبدو أن البطارية فارغه!!!
ضرب بقبضته على الباب وقال: ويحي.. لقد نسيتها مفتوحه..
نظر إلى المقود في سياره السائق..ولم يجد المفتاح!!
نهض غاضبا وصاح: ما العمل؟؟ كيف أتصرف؟؟
جاء زياد مسرعا وقال: أخي.. سأذهب وأحضر سيارتي انتظر ثوان فقط..
لم يعط سعود مجالا للإعتراض فلقد ذهب مسرعا..قفز في سيارته..شغلها وأتى مسرعا..
ترجل من سيارته فتح الباب الخلفي لسعود وقال له: هيا بسرعه..
حملني سعود ووضعني في سيارة زياد.. أغلق الباب وقفز بجانب زياد..
- زياد أرجوك إلى المستشفى الخاص.. إنه قريب جدا من هنا.. أرجوك..
- حسنا حسنا.. هيا..
انطلق زياد بسرعه محاولا مسابقة الوقت للوصول إلى المشفى وسعود إما ناظرا إلى خلفه وإما يصيح بزياد أن يعجل من سرعته.. حتى وصولوا إلى المستشفى..
حملني سعود إلى الداخل حيث الممرضات اللاتي أخذنني منه بسرعه وأدخلوني إلى الغرفة.. وضعوني على السرير وركضت إحداهن إلى الطبيب المناوب لتخبره بما يحصل..
وبقية الممرضات حاولن إفاقتي وسعود واقفا برعب هناك خارج الغرفه.. لم يرني بهذه الحالة من قبل.. رغم أنها ليست المره الأولى التي أفقد فيها وعيي..ولكنها المره الأولى التي يكون فيها سعود معي..
أتى الطبيب مسرعا ومعه الممرضة التي أخبرته.. جاء إلي فقابله سعود وقال بهلع: دكتور.. حرارتها..إنها حرارتها.. مرتفعة جدا..
قال الطبيب مطمئنا: اطمئن أختك بخير..
اقترب مني وبدأ بإلقاء الأوامر للممرضات: سلوى قيسي حرارتها.. مريم أين نتيجة الفحص؟ ساره خذي هذا وأعطيه للدكتور أحمد..
قالت الممرضه: دكتور.. حرارتها تفوق الأربعين..إنها إحدى وأربعون درجة..
- ماذا؟؟ أحضري خافض الحرارة بسرعة.. وانزعي عنها العباءة وضعي الثلج على رأسها.. لا أريد أن أعطيها الخافض.. سأحاول أن أخفض الحرارة قبل أي شيء.. مريم.. أغلقي الباب وأخبري أخاها أنها بخير.. فقط حرارتها مرتفعه.. وأطلبي منه أن ينتظر في غرفة الانتظار..
خرجت الممرضه إلى سعود الذي كان واقفا بالباب وقالت: أخ سعود..
هب إليها بسرعه وقال: أجل أنا سعود.. ما بها روز؟؟
- حرارتها مرتفعه ولكنها بخير لا تخف.. نحن نعمل على خفض حرارتها..
- ويحي!!
- لا تخف.. قليلا وستفيق أختك.. ولكن الطبيب يطلب منك الإنتظار في غرفة الإنتظار.. فلا يصح بقاءك هنا بالباب..
هز رأسه إيجابا ومشى حتى وصل لغرفة الإنتظار.. ألقى بجسده على الكرسي ووضع رأسه بين يديه يفكر..
تبعه زياد الذي كان معه منذ دخولهم المستشفى.. دق الباب ودخل.. رفع رأسه سعود فوجد زياد.. ابتسم له زياد وقال: لن يحدث إلا كل خير يا سعود..
- إن شاء الله.. أشكرك يا زياد.. أتعبناك معنا..
- لا تقل هذا الكلام.. كلنا أخوة.. كلنا أبناء آدم..
صمت سعود ولم يجبه فجلس زياد بقربه وهمس: يارب
وفي غرفة الكشف.. كنت أنا ملقاة على السرير.. لا أتحرك.. لا أتكلم.. وكأني جثة هامدة.. جثة تتقد نارا.. تحرق كل من يقربها..
أثار الثلج الموضوع على رأسي إحساسي فبدات أتحرك.. بدأ رأسي يتململ على المخدة.. وشفتي تنطقان.. ولكن أحد لم يفهم ما أقول.. كنت أهذي..
حاول الطبيب أن يوقظني باستخدام مادة ما ولكني أبيت أن أفيق..وكأن العيش في عالم الغيبه أعجبني..
شفتاي تهمسان.. لم يفهم الجميع ما أقول.. ولكن أذناي فهمته.. نواف.. لم رحلت..عد.. أحتاجك.. أمي.. أبي حسن.. أحبك يا أبي.. عد يا أبي..
(( الهذيان بداية الصحوة ))
كذلك قال الطبيب لسعود مطمئنا أياه.. ولكن سعود لم يقبل بكلام الطبيب فاستأذنه واستأذن زياد الذي كان قد أطال الحديث معه في شتى الأمور وقدم ليراني..
دخل علي ورآني أهذي.. أمسك بيدي وقال: روز.. أختي روز..
بدأ مفعول الدواء يعمل.. فلقد خفت الحرارة قليلا ففتحت عيناي.. أجل.. صحوت..عدت لعالمي الكريه..
ابتسم سعود بسرور وقال: مرحبا بعودتك..
ابتسمت له بوهن وأغمضت عيني برهة ثم فتحتها.. قلت: أين أنا؟
- أنت في المستشفى يا أختي.. تعبت قليلا وأحضرناك..
لم أجب بل أشحت بوجهي عنه.. نظرت إلى نفسي أريد أن أتحقق من ملابسي.. لأعلم هل كنت في الزفاف أم أني كنت أحلم؟؟ ولكني صدمت بمرارة الواقع.. أجل يا روز كنت بالزفاف.. أنظري ما ترتدين..فستان أمك ياروز..أجل رأيته يقبل يدها.. أجل فعل أيتها المسكينه..فعل.. قبل يدها..
- ألم أخبرك أن لا تذهبي؟؟
نظرت إليه بسرعه فزعه.. هل قرأت ما في فكري يا سعود؟؟
- ماذا؟؟
- أخبرتك أنك تعبه ويجب أن لا تبارحي فراشك.. فلم تسمعي كلامي.. لأنك عنيدة..
- آسفه
- وما فائدة الأسف الآن؟؟ كدت أن تموتين بسبب الحرارة..
ليس من عادتي أن أسكت ولكني سكت.. فيبدو أني من اليوم.. لن أكون كعادتي..

طال انتظار زياد في غرفة الانتظار.. فخرج منها متجها إلى غرفتي..حيث أدخلتني الممرضات.. دق الباب ودخل.. كان السرير موضوعا بحيث يقابل الباب.. وكنت أنا قد رفعت بصري أنظر إلى الباب حيث سعود كان غافلا لا أعلم ماذا يفعل هناك بالجانب الآخر من الغرفة..
نظرت إلى الباب فوجدت عينان غريبتان.. عينان سمراوتان جميلتان.. عجبت لمن تكون؟؟ ولكني اكتشفت الجواب بسرعه.. وأدركت الكيان ككل..إنها لرجل..
غطيت رأسي بالفراش بسرعه وعاد هو للخلف متمتم باعتذار.. فالتفت سعود ورآه يغادر الغرفه.. قال لي: عن إذنك يا روز..
خرج بسرعه خلف زياد وقال: زياد.. زياد انتظر..
كان زياد قد سار مبتعدا عن الغرفه لأنه أحس بالإحراج.. كيف يدخل دون أن يأذن له؟؟ إنها ليست غرفته أو غرفة أحد محارمه!!
توقف زياد على نداء سعود فالتفت إليه .. اقترب منه سعود لاهثا وقال: أنت تركض أم تمشي؟؟
ضحك زياد وقال: أمشي ولكني رياضي.. خطوتي بقفزه..
صمت ثم استطرد: سعود أنا آسف.. لم أقصد الدخول .. ولكني أحببت أن أتطمن عليكما..
- لا عليك.. لم يحصل شيئا.. روز بخير.. أشكرك..
- الحمدلله..
- سنغادر المستشفى بعد قليل.. فقط ننتظر الطبيب ليأتي ونذهب..
- أتودان أن أوصلكما؟؟
- لا أشكرك.. فلقد اتصلت بسليم وسيأتي..
- حسنا.. نراك لاحقا إذن.. وستكون أختك بخير..
- أشكر.. إلى اللقاء..
صافحه زياد ورحل مبتعدا.. ابتسم سعود في نفسه وقال: رجل محترم..
واستدار عائدا إلى غرفتي.. حيث كنت أنا أنتظره.. أموت فضولا لأعرف..من هو هذا الرجل؟
دخل سعود فنظرت إليه مستفهمه..وعيناي تحمل مئات الأسئله.. من بينها..من هو؟
جلس سعود بقربي وقال: أرأيت هذا الشاب؟
وباصطناع اللامبالاة قلت: أي شاب؟
- ذلك الذي دخل قبل قليل؟؟
- أجل من هو هذا؟
- هذا الشاب الذي اصطدم بسيارتنا..
- حقا؟؟ وما الذي أتى به هنا؟
- هو من أحضرنا..
- لماذا أين هو سليم؟
- لا أدري.. هاتفني قبل قليل من هاتف عمومي يقول أنه ذهب لاستدعاء الإسعاف وعاد فلم يجدنا..ولكن بصراحه هذا الفتى محترم لأبعد درجه..
- حقا؟
- أجل يا روز..لم تر عيناي مثله.. حفظه الله لأهله..روز..ارتاحي قليلا.. سيأتي الطبيب بعد قليل ونذهب للبيت..
- حسنا..
استلقيت في استسلام وأغمضت عيني.. ولعالمي المجهول رحلت..



يتبع..
الرد مع إقتباس