الموضوع: الارض لن تدور
عرض مشاركة مفردة
  #37  
قديم 10-07-2003, 01:35 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي

في مسائل العلم الطبيعي إن لم يؤكد القرآن ولم ينف نعتمد على رأي المختصين.
وهذا كان الخطأ.
إذ أن قضية دوران الأرض حول الشمس هي من القضايا المسلمة في العلم الحديث ولا جدال فيها.
وحيث أنها حق فهي لا يمكن أن تتعارض مع الحق المنزل الذي هو كتاب الله.
وقد جلب أحبار الكاثوليكية لدينهم الوبال حين تنطحوا لمواجهة علماء الفلك وبدؤوا يحرقونهم ويضطهدونهم لقولهم بكروية الأرض ودورانها حول الشمس إذ أن الناس حين رأت أن حسابات علماء الفلك صحيحة قاطعة ورأت أن الأحبار نسبت تخطئة العلماء إلى الدين ظنت أن الدين خطأ فتركته.
ومن الجدير بالذكر أن عبقري الإسلام وحجته أبو حامد الغزالي كان يعرف ذلك ويحذر منه فهو يقول في كتابه "تهافت الفلاسفة" إنه لا يرى تخطئة الحكماء في حساباتهم الطبيعية :
"كقولهم إن الكسوف القمري عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس وكقولهم: عن كسوف الشمس معناه وقوع جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما في العقدتين على دقيقة واحدة.
وهذا الفن أيضاً لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض. ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين فقد جنى على الدين وضعف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية لا يبقى معها ريبة. فمن يطلع عليها ويتحقق أدلتها حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوفين وقدرهما ومدة بقائهما إلى الانجلاء إذا قيل له: إن هذا على خلاف الشرع لم يسترب فيه وإنما يستريب في الشرع وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقة أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقة وهو كما قيل: "عدو عاقل خير من صديق جاهل".

فإن قيل: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر لآيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة" فكيف يلائم هذا ما قالوه؟ قلنا: و ليس في هذا ما يناقض ما قالوه، إذ ليس فيه إلا نفي وقوع الكسوف لموت أحد أو لحياته والأمر بالصلاة عنده. والشرع الذي يأمر بالصلاة عند الزوال والغروب والطلوع من أين يبعد منه أن يأمر عند الكسوف بها استحباباً؟ فإن قيل: فقد روي أنه قال في آخر الحديث: "ولكن الله إذا تجلى لشيء خضع له" فيدل على أن الكسوف خضوع بسبب التجلي قلنا هذه الزيادة لم يصح نقلها فيجب تكذيب ناقلها، وإنما المروي ما ذكرناه، كيف ولو كان صحيحاً لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية. فكم من ظواهر أولت بالأدلة العقلية التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد. وأعظم ما يفرح به الملاحدة أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا وأمثاله على خلاف الشرع فيسهل عليه طريق إبطال الشرع إن كان شرطه أمثال ذلك."

فاقرأ وافهم!
هذا هو الاستنتاج المفيد حين نبحث في خطأ هؤلاء المشايخ ولا يعجبني المنطلق الذي ينطلق منه السيد صلاح الدين القاسمي فهو منطلق جدلي كلامي يريد أن يجرح بفرقة لصالح فرقة.
وأنا أدعو إلى العودة إلى المذهب السني كما شهدناه في زمن فقهائنا العظام الذين كانوا يتسامحون مع بعضهم حين يختلفون في الاجتهاد ويعذر بعضهم بعضاً ولا يتناحرون بل هي الأخوة مستمرة بينهم.