الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #49  
قديم 04-09-2006, 11:49 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-144-

(( ... ولا يغمط جيل الصحابة فيما قاموا به للانسانية من ذلك الا ظالم يغالط في الحق ان كان غير مسلم ، أو زنديق يبطن للاسلام غير الذي يظهره لأهله ان كان من المنتسبين إليه)) .

واستشهد الخطيب بالرواية التالية :
(( .. ويوم كنا لا نزال أصحاب السلطان على اسبانيا كان أحبار النصارى من الاسبانيين يحتجون على الامام ابن حزم بدعوى الروافض تحريف القرآن ، فكان يضطر عند رده عليهم أن يقول ما ذكره في كتاب (الفصل) )) ج/2 ص/78 :

(( وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين )) .

وينتهي الخطيب باستحالة الالتقاء مع الرافضة لأن الأسس التي يقوم عليها بنيان الدينين مختلفة من أصولها والعميق العميق من جذورها ثم يعدد اختلاف ديننا عن دينهم في القرآن ، وفي الأحاديث النبوية ، وفي عصمة الأئمة ، وفي الاجماع ، ويستدل على كفرهم بقول أبي زرعة الرازي :
( اذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة"40" ) .


(39) مقدمة منهاج الاعتدال للخطيب ، ص6_10 .

-145-

وأقوال محب الدين الخطيب هذه خير تلخيص لمنهاج السنة الذي ألفه شيخ الاسلام ابن تيمية والمنتقى من هذا المنهاج الذي ألفه الامام الذهبي .

3_ البيطار :
قال علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار في نقد علماء وكتاب الشيعة :

(( .. وقد كنت قرأت كتاب (أوائل المقالات) للشيخ المفيد (م413)"41" ومعه شرح عقائد شيخه ابن بابويه القمى المعروف بالصدوق (م381) فرأيت فيهما بعض ما في غيرهما _ كالكافي والتهذيب الوافي _ من الأحكام الصادرة : باللعن والتكفير والتخليد في النار ، لمن أورثوهم الأرض والديار !! قلت :

لاشك أن هذه الكتب تورث قراءها وغرا وحقدا ، وعداء وبغضا ، وتنطق ألسنتهم بأفحش القول وأوحشه ، لرجال الصدر الأول فمن دونهم ، وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة ، وبعض أمهات المؤمنين ، ومن معهم من المهاجرين والأنصار ، ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه بنص القرآن ، ولم نر انتقادا ولا اعتراضا على الكتابين الأولين ممن صححوها ، وهم ثلة من أشهر مجتهدي الشيعة في عصرنا ، بل رأينا حركة الطبع والنشر قد قويت في العراق وايران والشام ، وصدرت منها كتب كثيرة في هذه الأعوام الأخيرة ، وكلها ردود على السنيين ، وزراية على أهل المفاخر والمآثر في الاسلام .

(40) حياة شيخ الاسلام ابن تيمية للشيخ العلامة البيطار ص131. المكتب الاسلامي

-146-

ويرى الشيخ البيطار أن كتاب المنتقى من منهاج الاعتدال خير رد يرد به على الشيعة لأنه تلخيص لمنهاج السنة مع اضافات مفيدة للكاتب الكبير السيد محب الدين الخطيب ، ولهذا قام الشيخ بتقديم دراسة حول الكتاب نشرت في مجلة المجمع العلمي بدمشق الذي كان عضوا فيه ، وتبنى كل ما ورد في هذا الكتاب ،. ومن المعلوم أن فيكتاب المنتقى أدلة مفحمة تثبت كفريات الرافضة وإلحادهم .

4_ رشيد رضا :
سعى رشيد رضا كثيرا من أجل التقارب السني الشيعي ، وقامت علاقات طيبة بينه وبين عدد من أعلام الرافضة منهم صاحب مجلة (العرفان) ، والمدعو هبة الله الشهرستاني النجفي ، والمدعو عبد الحسين العاملي _ صاحب المراجعات _ ، والمدعو محي الدين عسيران . وظن رشيد رضا أن أصحابه هؤلاء من المعتدلين لكنه فوجئ بكتاب للمدعو محسن الأمين العاملي اسمه : ( الرد على الوهابية ) ثم ظهر له كتاب آخر اسمه : (الحصون المنيعة ، في الرد على ما أورده صاحب المنار في حق الشيعة ) .

فعلم صاحب المنار أن الاعتدال الذي كان يتظاهر به أصحابه الشيعة ليس إلا من تقية ونفاقا وتأكد من ذلك عندما راح صديقه صاحب مجلة العرفان يشيد بكتب معدوم الأمانة محسن العاملي .

ووجد رشيد رضا نفسه مضطرا للرد على أباطيلهم ، وبيان الحق الذي حاولوا طمسه فكتب رسالته الأولى التي أسماها : ( السنة والشيعة ) .

-147-

وبين فيها مذهب أهل الرفض الذين يزعمون أن الصحابة قد حذفوا آيات من القرآن ، والسنة عندهم هي قول إمامهم المعصوم أو فعله وتقريره ، وأخيرا كشف وقاحتهم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعنهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم وزعمهم أن معظم الصحابة قد ارتدوا .

وأجمل ما في كتاب رشيد رضا رسالتان تبادلهما علامة العراق محمود شكري الألوسي وعلامة الشام جمال الدين القاسمي في الرد على محسن العاملي . ويبدو أن القاسمي كان قد كتب للألوسي في أمر الكتابين الصادرين عن العاملي ، فأجابه الألوسي مؤكدا أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن وانكار السنة وكان مما قاله :

وأما العترة أي زعمهم بأخذ أصولهم عن العترة فاعلم أن الروافض زعموا أن أصح كتبهم أربعة : الكافي ، وفقه من لا يحضره الفقيه ، والتهذيب والاستبصار .

وقالوا أن العمل بما في هذه الكتب الأربعة من الأخبار واجب .
وبدأ الألوسي بنقد رواة هذه الكتب وهم بين فاسد المذهب كابن مهران وابن بكير ، ووضاع كجعفر القزاز وابن عياش ، وكذاب كمجمد بن عيسى ، ومجاهيل كابن عمار وابن سكره ، ومجسمه كالهشامين وشيطان الطاق المعبر عنه لديهم بمؤمنة .

ثم تتبع الألوسي شركيات الرافضة في العقيدة والعبادة ولا عجب أن ينالوا من أعلامنا لأنهم قالوا بكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وردتهم ، واستدل بقول الشاعر:



-148-

ان الروافض قوم لا خلاق لهم
من أجهل الناس في علم وأكذبه
وقال صاحب المنار أنه حذف عبارات من رسالة الألوسي لأنها جاءت قاسية ، وليته لم يفعل ، فرسالة (السنة والشيعة) لرشيد رضا تتضمن شهادة عالمين جليلين : القاسمي والأولوسية اضافة الى شهادة المؤلف وجميعهم قالوا بفساد عقيدتهم واستحالة الالتقاء معهم

5_ الهلالي :
تنقل علامة المغرب العربي الدكتور تقي الدين الهلالي بين الهند والعراق وشبه الجزيرة العربية ، وعاش مع الرافضة عن كثب ، وسجل لنا في هذه الرسالة من رسائله حوارا دار بينه وبين بعض علمائهم ، وعنوان هذه الرسالة :
( مناظرتان بين رجل سني وهو الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني وامامين مجتهدين شيعيين ) .

ورسالة الهلالي تقوم على تكفير الرافضة بدءا من أسمائهم :
عبد الحسين ، عبد علي ، عبد الزهراء ، عبد الأمير ، ثم يتحدث عن مناظرته لشيخهم عبد المحسن الكاظمي في المحمرة وكان هذا الشيخ الشيعي بين جمع من أصحابه يزيد عددهم على ثلاثمائة .

وسمع الهلالي منهم جميعا قولهم عن عائشة رضي الله عنها (لا يا ملعونة) كما سمع من الكاظمي شتيمة وضيعة لأبي بكر رضي الله عنه نعف عن ذكرها ، وزعم أن قريشا حذفت كثيرا من القرآن .
ثم ذكر المؤلف نقاشا حصل بينه وبين الشيخ مهدي القزويني تنصل الأخير من قول الكاظمي بتحريف القرآن ، لكن تنصله كان تقية بدليل أنه ألف كتابا يرد فيه على الهلالي

-149-

الذي كتب في مجلة المنار سبع حلقات تحت عنوان :
( القاضي العدل في حكم البناء على القبور )
بارك الله في عمر الدكتور الهلالي الذي ما زال مقتنعا أشد الاقتناع بفساد عقيدة الرافضة واختلافهم مع أهل السنة في أصول الدين وفروعه .

6_ السباعي :
كان الدكتور الشيخ مصطفى السباعي من الداعين الى التقارب السني الشيعي ، وبدأ بنفسه فبدأ يعرض فقه الشيعة في مؤلفاته ودروسه في كلية الشريعة بجامعة دمشق"42" ، ويتحدث عن تجاربه فيقول :
( في عام 1953م زرت المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي في بيته بمدينة صور في جبل عامل ، وكان عنده بعض علماء الشيعة ، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة ، واشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة ، وأن من أكبر العوامل في ذلك زيارة علماء الفريقين بعضهم بعضا ، واصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو الى هذا التقارب ، وكان السيد عبد الحسين متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها ، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض ، وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة ، ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسيين وتجار وأدباء لهذا الغرض ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة ، ثم ما هي فترة من الزمن

(41) انظر مقدمة السنة ومكانتها في التشريع ص17 .
-150-

حتى فوجئت بأن السيد عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة"43" مليئا بالسباب والشتائم ، ولم يتح لي الآن قراءة هذا الكتاب الذي ما أزال أسعى للحصول على نسخة منه ، ولكني علمت بما فيه مما جاء في كتاب الأستاذ محمود أبي ريه"44" من نقل بعض محتوياته ومن ثناء الأستاذ عليه لأنه يتفق مع رأيه في هذا الصحابي الجليل .

لقد عجبت من موقف الأستاذ عبد الحسين في كلامه وفي كتابه معا ، ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي ، وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة، اذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات في القاهرة ، ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية ، لم نر أثرا لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وايران وغيرهما ، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف ، كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة الى مذهب الشيعة ، لا تقريب المذهبين بعضهما مع بعض"45" .

وعن حديث السباعي عن الوضع في الحديث يقول : ( ويكاد المسلم يقف مذهولا من هذه الجرأة البالغة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لولا أن يعلم أن هؤلاء الرافضة أكثرهم من الفرس الذين تستروا بالتشيع لينقصوا عرى الاسلام ، أو ممن أسلموا ولم يستطيعوا أن يتخلوا عن كل آثار ديانتهم القديمة ،

(42) هو كتاب (أبو هريرة) الذي كفر فيه هذا الصحابي الجليل .
(43) هو كتاب (أضواء على السنة المحمدية) .
(44) السنة ومكانتها في التشريع للسباعي ص18 . مكتبة دار العروبة
.


-151-

فانتقلوا الى الاسلام بعقلية وثنية لا يهمها أن تكذب على صاحب الرسالة ، لتؤيد حبا ثاويا في أعماق أفئدتها ، وهكذا يصنع الجهال والأطفال حين يحبون وحين يكرهون"46"

*************
لقد اكتفينا بسرد آراء ستة من أبرز علماء هذا العصر لأن المجال أضيق من أن يتسع لعرض آراء أخرى ، ونكتفي هنا بذكر بعض العلماء الذين تجاوزنا عن ذكر فتاويهم في الرافضة:

_ علامة الجزيرة الشيخ عبد العزيز بن باز ورأيه لا يخرج عن رأي العلماء الستة .
_ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ويشهد طلاب الجامعة الاسلامية على موقفه وخاصة عندما أجاب بعض آياتهم الذين جاؤوا لمناظرته قال :

لو كنا نتفق على أصول واحدة لناظرتكم ولكن لنا أصول ولكم أصول وبصورة أوضح لنا دين ولكم دين ، وفوق هذا كله أنتم أهل كذب ونفاق .

_ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدث بلاد الشام .
_ شيخ علماء الأزهر البشير الابراهيمي الذي شاهد بعينيه كتاب (الزهراء) في ثلاثة أجزاء نشره علماء النجف وقالوا فيه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه


(45) المصدر السابق ص95 .