# لقــطـــــات فضــائيـــــة .
إن العصر الذي نعيشه هو عصـر الإتصال الجمـاهيري ، فلولا وسائله لما تمكنا من التزود باالمعلومات والأخبار ، وقراءة الصحف والمجلات ، ومشاهدة الأفلام ومختلف البرامج الترفيهية والنافعة ، ولاسيما دور تلك الوسائل بتفعيل تواصلنا مع الآخرين في إطار من التبادل المفيد والحوار الجاد ، فاالإعلام سلاح ذو حدين ، فهو يبث كل ما فيه جنيٌ لباقات الخير ، وما فيه الإنجراف مع غثاء السيل وزبده ، فنترك لهذا القلم أن يكتب لبعض الآفات التي يعرضها إعلامنا العري المرئي ، ومن هذه الآفات:
• تقدم فضائياتنا أفلاماً عربية في غاية الغرابة والتناقض ، فتقدم الشاب الملتزم على أنه مجرم ، وربة المنزل على أنها ساذجة وغير متحررة ، فهذه الأفلام تحمل أهدافاً غبية ومبادئ شاذة وأفلاماً مقلوبة وعكسية !
• هناك مسلسلات عربية تلفزيونية لها أفكار لا تمت لديننا ولا لعاداتنا بأدنى صلة ، فمثلاً هناك مسلسل أفكاره جداً بغيضة ، إذ أنه يشجع الشباب على المكالمات الهاتفية ، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى مقابلات ، فقط ليتأكد كلا الطرفين من أنه يصلح للآخر وذلك تمهيداً للدخول في القفص الذهبي .
• مسلسل تعرضه إحدى الفضائيات منذ ثلاثة أشهر في تسعين حلقة ، ويشجع على الإباحية وإقامة العلاقات الغرامية ، إنه بلا شك مسلسل مكسيكي ، ولا يمكن أن يمثل المشاهد العربـي .
• ينصب اهتمام إعلامنا هذه الأيام على موسيقى الطفل ، في جـو من الغناء الصاخب والرقص والبهرجـة ، أعتقد أنه يتطلع لبناء جيل يصدح على أنغام الفن والطرب ولا يصلح لأي شئ آخر .
• انتهى برنامج " سوبر ستار " ، ذلك البرنامج الغنائي الذي تهافت شباب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج على المشاركة فيه ، فظهر برنامج آخر يشجع شبابنا العربي على ما كان عليه " سوبر ستار " وهو برنامج يرحب بروح المنافسة بين الشباب في مجال الغناء ، فأين نحن من قيمنا ؟ وأين نحن من قوله تعالى: { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } ؟
أغانينا العربية تحمل معاني وكلمات مستهجنة ، وكل همها تصوير حال العاشقين وهم أسرى الهوى ، ولا ننسى البرامج المخصصة للإهداءات على الأغاني والتي تبث على الهواء مباشرة في زمن لا يقل عن الساعات الثلاث ، فإذا أردت أن تعبر عن حبك لشخص أو تهنئه فما عليك إلا أن تتصل باالبرنامج وتهديه أغنية .
• يهاجم بعض من فضائياتنا الفنانات المعتزلات اللاتي دخلن دوحة الدين والإلتزام ، فقد صرحت فنانة معتزلة يوماً بأنها بعد اعتزالها هاجمتها فضائية بطريقة غير شريفة وذلك من خلال عرض جميع أفلامها ومسلسلاتها بكثافة !
• تتيح البرامج السياسية فرصة مشاركة الجمهور فيها ، ولكن ما إن تتعارض فكرة أو رأي المشاهد المتصل مع استراتيجية البرنامج ، يقطع المخرج الإتصال ، فيعتذر المذيع باالقول: " للأسف انقطع الخط ، ونأمل يا فلان لو تعيد الإتصال " .
ختاماً: إن كان إعلامنا يعتقد أنه بهذه الطريقة يعرض كل ما فيه الرقي باالمستوى الفكري والثقافي للمشاهد العربي ، معللاً باالقول: " هكذا يريد الجمهـور " وإن لم تكن هناك رقابة تامة حول ما يقدمه ، فأهلاً بجيل " بـابـا فيـن " .