تداول الكثيرون، سواء عبر أجهزة الهاتف الجوال أو عبر المواقع الالكترونية، المقطع المصور لمجموعة من الشباب وهم يعتدون على فتاتين في أحد شوارع مدينة من مدننا الكبرى، أما جدة أو مكة أو الرياض، لا أحد يستطيع أن يحدد بالضبط.
ولقد اقشعرت ابدان كل الذين شاهدوا هذا المقطع، إذ ان الفتاتين كانتا ترتديان عباءاتيهما وتغطيان وجهيهما بالكامل وتسيران في الشارع، كما يسير أي إنسان في شوارع أية مدينة.
لكن هؤلاء الشباب، الذين لا يعرفون معنى الخوف من الله أو معنى الأخلاق أو معنى الرجولة، هاجموهما وأخذوا يلمسون جسديهما من الأمام ومن الخلف، دون أن تكون لهما القدرة للدفاع عن نفسيهما، وكيف بمقدورهما أن تفعلا ذلك، وهما فتاتان عزلاوان إلا من حقيبتي يديهما الصغيرتين.
وإذا كان قد تكوّن لدينا جيل يضم في كنفاته مثل هؤلاء الذئاب، الذين انسلخوا من كل القيم والمبادئ، بسبب غياب الرقابة المنزلية وضعف المناهج المدرسية ورداءة التوجيه الإعلامي والديني وانحسار الفرص الوظيفية والتدريبية، فإن على الجهات الأمنية أن تتحمل عبء إيقاف هؤلاء الوحوش عند حدودهم ومن ثم إيوائهم اقفاصاً حديدية.
ولن يكون صعباً على هذه الجهات تحليل المقطع المصور ومعرفة موقع حدوثه ومن الأطراف التي شاركت به، كما حدث في مقطع مصور سابق كان قد راج بين الناس. إن من المهم، عند القبض على هؤلاء الحثالة، أن يشهّر بهم لكي يكونوا عبرة لمن يعتبر.
* نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية