عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-05-2002, 01:06 PM
مراقب الاسلامية مراقب الاسلامية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 60
إفتراضي الدعاء على الكفار

يقوم بعض أئمة المساجد بالدعاء على أعداء المسلمين قائلين‏:‏ اللهم يتم أطفالهم ورمل نساءهم‏.‏ فهل هذا الدعاء جائز شرعا؟


نص الإجابة
بسم الله ،والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا على الكافرين ،كما ثبت أنه دعا لهم بالهداية ،والدعاء عليهم يكون في حالة الحرب ،لأنهم استكبروا ،كما أن الدعاء في حالة الحرب هو سلاح المؤمن ،وقد أمرنا الله تعالى به ،أما في حالة السلم ،فالأصل أننا ندعوهم إلى الإسلام فليس هناك داع للدعاء عليهم ،بل هم في حاجة للدعاء لهم عسى الله أن يفتح قلوبهم للإيمان.


يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر

‏ الدعاء شكل من أشكال العبادة‏،‏ وهو إظهار لموقف الخضوع‏ أمام الله عز وجل‏،‏ وهو استعانة بمن بيده ملكوت كل شيء ؛ طلبًا لعطاء أو دفعًا لبلاء‏.‏
والمسلم حين يدعو يمارس الأسباب ويستخدم الوسائل المشروعة ولا يتكاسل أو يتباطأ‏.‏
قال تعالى( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏)[‏ غافر ـ‏60]‏

والدعاء على الأعداء الكافرين هو سلاح يستخدمه المسلم لتأييد جهاده وتأمين مسيرة فدائه‏،‏ واستلهام الرشد في إدارة المعارك الحربية وهو من أفضل أنواع الذكر المأمور به في قوله تعالى( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون‏)[‏ الأنفال‏/45]‏
والدعاء على الأعداء الكافرين يستخدم في حالين‏:‏ في حال الجهاد وفي حال العجز عنه‏.‏

وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلي الله عليه وسلم دعا على المشركين ودعا لهم‏،‏ ومن أحاديث الدعاء عليهم ما رواه علي بن أبي طالب قال‏:‏ لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا‏،‏ شغلونا عن الصلاة الوسطي حين غابت الشمس ).ومارواه أبوهريرة قال‏:‏ كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو في القنوت‏:‏( اللهم أنج سلمة بن هشام‏،‏ اللهم أنج الوليد بن الوليد‏،‏ اللهم أنج عباش بن أبي ربيعة‏،‏ اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين‏،‏ اللهم اشدد وطأتك علي مضر، اللهم سنين كسني يوسف.

ومن أحاديث الدعاء للمشركين ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة قال‏:‏ قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يارسول الله إن دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها‏،‏ فقيل‏:‏ هلكت دوس‏، قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ (اللهم اهد دوسا وائت بهم‏.‏)

وللتوفيق بين الموقفين نقول‏:‏ إن لكل مقام مقالًا، وحيث تكون الأمور هادئة فالدعاء بالهداية أولى،‏ أما في وقت المعركة وأثناء الهجوم أو الدفاع‏،‏ فالدعاء عليهم هو مقتضى الحال‏.‏
والدعاء بيتم الأطفال وترمل النساء هو دعاء بالهزيمة على الأعداء حتى يستأصل الله شأفة الطغاة المستكبرين‏.‏
والله أعلم،