عرض مشاركة مفردة
  #44  
قديم 01-08-2004, 01:21 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

لما خطب عمروبن حجر الكندي إبنة عوف بن ملجم الشيباني ووافق دخلت عليها أمها وقالت : أي بنية ! إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي فيه درجت , إلى رجل لم تعرفيه , وقرين لم تألفيه , فكوني له أمة يكن لك عبدا , وإحفظي له عشرا يكن لك ذخرا ,
الأولى : الرضا بالقناعة .
والثانية : حسن السمع له والطاعة .
الثالثة : التفقد لمواقع عينه فلا تقع منك على قبيح .
الرابعة : تفقد مواقع أنفه فلا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح .
الخامسة : الحرص على وقت طعامه فإن شدة الجوع ملهبة ( مثيرة للغضب ).
السادسة : تفقد وقت منامه فتنغيص النوم مغضبة .
السابعة : إحراز ماله . ( الحفاظ عليه )
الثامنة : الحرص على حشمة عياله .
التاسعة : لا تعصي له أمرا , فتوغري صدره .
العاشرة : لا تفشي له سرا , فتأمني غدره .
وختاما لاتفرحي بين يديه إذا كان مهتما , والكآبة لديه إذا كان فرحا .
فقبلت وصية أمها فأنجبت له الحارث بن عمرو جد إمرئ القيس , الملك الشاعر .


الهوى باب تفتق به الأذهان , وينفسح به الجنان , وله سورة ( ثورة ) في القلب , يحيا به اللب , ويشجع الجبان , ويسخي البخيل , ويطلق لسان العي ( صعب النطق ) , ويقوي حزم العاجز , ويخضع له المتجبر , ويبرز له كل محتجب , وينقاد له كل ممتنع , وهو أمير مطاع , وقائد متبع .


قيل أن المأمون ركب للصيد , ومعه سرية من العسكر فبينما هو سائر إذ لاحت له طريدة , فأطلق عنان جواده , وكان على سابق من الخيل , فأشرف على نهر متفرع من الفرات , فإذا بجارية عربية جميلة , بيدها قربة قد ملئتها على كتفها وصعدت بها من حافة النهر , فإنحل رباط القربة , فصاحت :" يا أبت أدرك فاها , قد غلبني فوها , لا طاقة لي ببفيبها " .
فعجب المأمون من فصاحتها , فدنا منها وقال : من أي العرب أنت ؟ فقالت : أنا من بني كلاب . فقال : وما الذي حملك أن تكوني من الكلاب ؟ فقالت : والله لست من الكلاب , أنا من قوم يقرون الضيف ويضربون بالسيف .
ثم قالت : يا فتى من أي العرب أنت ؟ فقال : أ وعندك علم بالأنساب ؟ قالت : نعم .
فقال : أنا من مضر الحمراء . فقالت : من أي مضر ؟ قال : من أكرمها نسبا وأعظمها حسبا , وخيرها أما وأبا , ممن تهابه مضر كلها . قالت : أضنك من كنانة . قال : نعم . قالت : من أي كنانة ؟ قال : من أكرمها مولدا , وأشرفها محتدا , وأطولها في المكرمات يدا , ممن تهابه كنانة وتخافه . قالت :أنت من قريش . قال : أنا منها . قالت : من أي قريش أنت ؟ قال : من أجملها ذكرا وأعظمها فخرا . قالت : انت والله من بني هاشم . قال : أنا من بني هاشم . قالت : من أي بني هاشم ؟ قال: من أعظمها منزلة وأشرفها قبيلة .
عند ذلك قبلت الأرض بين يديه وقالت : السلام عليك أمير المؤمنين . فعجب المأمون من ذلك وقال : لأتزوجن من هذه الجارية لأنها من أكبر الغنائم . وإنتظر حتى تلاحقته العساكر , فنزل هناك وأرسل إلى أبيها وخطبها منه وتزوجها .
__________________
يدنو فيرحب بي سم الخياط كما** يضيق بي حين ينأى السهل والجبل