بني ادم اثـنــان : أحــدهما صحيـح و الآخـر مـعـاق و كـل له قصته ... المعــاق قصته تجـسـده لنا فتاه صحيحة العقل صحيحة النفس و الجسد ... هكذا ولدت و هكذا عاشت طفولتها ... حلمت كما يحلم الاطفال ... مرة تريد ان تكون طبيبة لتعالج الاطفال و مرة تريد ان تكون معلمة و لكن حلمها الكبير هو أن تصبح أم عظيمة كـوالـدتـها الـحـنــون
شاءت قدرة الله ان يحدث لها حادث مروري أصيبت على اثره باعاقة جسديـة لم تعيقها عن مسيـرة حيـاتـها بل زادتـها رغبـة و طموحاً و كفاحاً في متاهات الحياة ... نجحت في دراستها و بتفـوق انشئت لها مـشـروعا صغيراً أخـذ يكبـر و يتوسـع مع عـزمـها و اصرارها على ان يكون الافضل
واتى اليوم الذي كانت تحلم به ... طرق بابها خاطب قريب من فارس احلامها في صورته و اخلاقه تحلم به اي فـتـاه ... عرف بطيبته و حسن خلـقـه أهـلـه انـاس طـيبـون و تربطها بهم علاقة قوية ... وافقت عليه و تمت الرؤيه الشرعيه ... اعجب بكل شيء فيها ماعدا اعاقتها ... انسحب بهدوء و تبخر معه الحلم
صدمت من موقفه الذي لم تتخيل ان يصدر منه ... لم تتوقع ان ينظر اليها من هذه الزاوية الضيقه ( اعاقتها ) ... كانت سعيده ان هناك من تقبل بها على الرغم من اعاقتها ... فهو على علم بحالها ... و لكن عنـدما اقتـرب تحـول الامـر إلى واقـع تـراجع و انسحب ... انسحب مصادراً معه حلمها بالزواج كبقية الفتيات ... و لكن رفضه لها لم يزدها إلا كفاحاً و رغبة في أن تكون الأفضل ... ركزت جهدها لمشروعها و اعطته كل وقتها .... اخذ يكبر و كبرت احلامها معه
حدثها والدها ذات ليله ... عن شاب يرغب بالاقتران بها ... رفضت خوفاً من تكرار التجربة السابقة ... لا داعي يا والدي فالنهاية معروفة سيتراجع عندما يرى اعاقتي ... اجابها و لكنه معجب باخلاقك و كفاحك معجب بذاتك و اصرارك معجب باتصارك على اعاقتك التي لم تقف عائقاً امـامـك لعمل ما عجـز عنه الاصحـاء ... هنا هـدأت نفسها و قبلت به فقد قبل باعاقتها قبل ان يقبل بها
اخي الكريم ... اختي الكريمه
رجــلان احـدهما رفضها بسبب اعـاقتها و الاخـر قبل بها بسبب الاعـاقـة
ايهما تحب أن تكون ؟؟؟
هل سيختلف الموقف لو كان الشاب هو المعاق ؟؟؟
سؤال اخر ... يطرح نفسه في هذا الاطار
لماذا هذه النظرة للمعاق ؟؟؟
منقوووول