اذا عرفت الله .. عرفت كل شي .. وتبينت لك حقيقة كل شي .. لان المعرفة بالله نور يكسو القلوب .. فيجلو صدأها ورانها .. فاذا بصرها حديد ...
تعرف اليه باستحضار عظمته .. وتعظيم معيته .. وذكر اطلاعه ومراقبته .. تعرف اليه بالوقوف عند نهيه .. واتباع هديه ...
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال .... يا غلام , اني اعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , اذا سالت فاسأل الله , واذا استعنت فاستعن بالله , واعلم ان الامه لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشي قد كتبه الله عليك , رفعت الاقلام وجفت الصحف "
وقال سليمان بن داود عليهما السلام :" تعلمان مما تعلم الناس , ومما لم يتعلم الناس , فما وجدنا كحفظ الله في الغيب والشهادة ".
ولن يضرك إذا كنت على طريق الطاعة والالتزام .. أن تكون فيه وحدك .. فطريق الطاعة طريق غربه ..
فالغربه صفه لازمه للمؤمن الصادق في زمن الفتنه ..... لا تضره ولكن ترفع قدره .. وتزيد اجره عند الله جل وعلا .. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :" فطوبى للغرباء ".
وكان الحسن يقول لاصحابه :" يا اهل السنه ترفقوا – رحمكم الله – فانكم من اقل الناس ".
وقال ابن رجب رحمه الله :" ولهذا وصف اهلها أي –اهل السنه – بالغربه في اخر الزمان لقلتهم وغربتهم فيه , ولهذا ورد في بعض الروايات تفسير الغرباء:" قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير من يطيعهم ".
ولهذا جاء في احاديث متعدده مدح المتمسك بدينه في اخر الزمان , وانه كالقابض على الجمر , وان للعامل منهم اجر خمسين ممن قبلهم , لانهم لا يجدون اعوانا في الخير...
فرحمك الله ... يامن عشت غريبا .. ومت غريبا .. فبكم نقتدي ... ولا يؤمن على حي فتنة ...
|