الموضوع: حليب الناقة
عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 29-04-2006, 02:29 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

وحتى تتم الفائدة من هذا الموضوع وتكتمل جوانبه
فقد سال أخونا الدكتور محمد شنيبة الشيخ عبدالرحمن السحيم
هذا السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين الى و حتى يوم الدين
************
*****
*


شيخنا الفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و جزاك الله خير على هذا الحوار الشيق و الممتع و المفيد أطال الله في عمرك و دمت منارة صاطعة تنير لنا طريق ديننا الحنيف في خضم هذا العالم المضلم و اثاب الله اصحاب هذا النتدى القيّم على إستضافتهم لكم و السماح لمتصفحي هذا المنتدى بالتحاور مع فضيلتكم.
شيخنا الفاضل إن سرّ ديننا الحنيف هو المحافظة على الكائن البشري في دنياه و في آخرته ، فهو يحث المسلم على المحافظة على جسمه و روحه و عقله، فقد أوجب المحافظة على الصحة و هذا يبدو واضحا و جليا في أقوال الحبيب المصطفى ، صلى الله عليه و سلم، :

*" تداووا يا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، إلا داء واحدا ، الهرم "
" علمه من علمه ، وجهله من جهله "


فقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء بموافقة الدواء للداء ، فلكل دواء مقدار معين يعمل به ، وينبغي ألا يزيد ولا ينقص، فتشخيص المرض و وصف الدواء هو من شأن أهل الإختصاص.


شيخنا الفاضل مؤخرا كثر الحديث عن أبوال الإبل قصد المداوات، و هو شيء في واقع الأمر يحيرني لسببين اراهما مهمين:

1- من الناحية الدينية أعرف أن البول هو من النجاسة فهو لو مسّ الثوب ينقض الوضوء و يستوجب تطهيره، فما هو حكم الشرع لو استعمل للمداواة؟

2- من الناحية العلمية معروف أن البول هو إفرازات للفضلات الضارة للجسم ، و بالتالي لا يجوز إرجاعه لأي جسم .

فالعلي القدير وهبنا ما لا يعد و لايحصى من وسائل علاجية طبيعية ناجعة بأتم معاني الكلمة لو تعاملنا معها بطرق علمية حديثة و بالتالي لست ادري لمذا ضاق الحال و اتجهنا الى أبوال الإبل؟

شيخنا الفاضل أشكرك جزيل الشكر ، راجيا الواسع العليم ان يوفقنا و إياكم الى كل ما فيه خير لديننا و دنيانا. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

*الّلهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع *



أخوكم في الله و على سنة رسول الله.




وكانت الإجابة

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .

أولاً : جاء الحثّ على التداوي ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام :
" تداووا فإن الله عز وجل لم يَضَع داء إلا وَضَع له دواء غير داء واحد : الْهَرَم " رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
وفي رواية لأحمد : تداووا عباد الله ، فإن الله عز وجل لم يُنْزِل داء ألا أنزل معه شفاء إلا الموت والهرم .
وفي رواية لأحمد أيضا : فإن الله لم يُنْزِل داء ألا أنزل له شفاء ، عَلِمَه مَن عَلِمَه ، وجَهِلَه مَن جَهِلَه
وأصل الحديث عند البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : ما أنزل الله داء إلا أنْزَل له شِفاء .
وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء بَرأ بإذن الله عز وجل .
وجاء في ذِكْر الحبة السوداء : شِفاء مِن كل داء إلا السام . قال ابن شهاب : والسَّام الموت . والحبة السوداء الشونيز . رواه البخاري ومسلم .

ثانيًا : لَم يَجْعل الله شفاء هذه الأمة فيما حرّم عليها .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام عن التداوي بالخمر : إنه ليس بدواء ولكنه داء . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حَرّم عليها . رواه أبو داود .
قال ابن حجر : والنجس حرام فلا يُتَدَاوى به ؛ لأنه غير شفاء . اهـ .
فلا يَجوز التداوي بما هو نجِس مثل : بول الآدمي وشُرْب دَمِـه .

ثالثاً : أبوال الإبل ليستْ نجِسَة على الصحيح ، وهو قول الإمام مالك والإمام أحمد والإمام البخاري ، وطائفة من السلف ، ووافقهم من الشافعية ابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان والاصطخرى والروياني ، ومن الحنفية محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة .

ودليل طهارة أبوال الإبل ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن نَفَرًا من عُكل قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها ؟ فقالوا : بلى ، فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِن أبوالها وألبانها فَصَحّوا .. الحديث .
وفي رواية للبخاري : فاشْرَبُوا من ألبانها وأبوالها ، فَخَرَجُوا فيها فَشَرِبُوا مِن أبوالها وألبانها واسْتَصَحّوا .
وفي رواية للبخاري : فأمَرَهُم أن يأتوا إبِل الصَّدَقَة فَيَشْرَبُوا مِن أبوالها وألبانها ، فَفَعَلُوا فَصَحُّوا .

ولو كانت أبوال الإبل نجِسَة لما أمرَهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يَشْرَبُوا منها .

إلا أن أهل الاختصاص لا يَنْصَحُون بِشُرِب أبوال الإبل مُفْرَدَة ، بل لا بُدّ أن تُخلَط مع ألبانِها .

وقولك – حفظك الله – (من الناحية الدينية أعرف أن البول هو من النجاسة فهو لو مسّ الثوب ينقض الوضوء ويستوجب تطهيره ، فما هو حكم الشرع لو استعمل للمداواة ؟)
هذا ليس صحيحا !
فالنجاسة لا تنقض الوضوء .
ومسّ النجاسة ليس من نواقض الوضوء
والراجح أن بول ما يُؤكَل لحمه طاهر
ويجوز استعمال أبوال الإبل في الدواء إذا خُلِطَتْ بألبانها .


والله تعالى أعلم



على هذا الرابط
http://hewar.khayma.com/showthread.p...930#post392930

فجزاكم الله خيراً
وجزى الله أختنا الفاضلة مسلمة على نقلها للسؤال للشيخ
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..
الرد مع إقتباس