عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-03-2007, 09:18 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي قضية الجزر العربية الثلاث

قضية الجزر العربية الثلاث

لا بد لمن يبحث بموضوع الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي احتلتها إيران عام 1971، والتي ما زالت قضيتها تدفع من محفل الى آخر، دون انتباه جدي من لدن العرب بشكلهم الرسمي و النخبوي، إلا أن يتذكر مسألتين يجب التوكيد عليهما وهما :

أولا : إن هذا الموضوع لا يمكن أن يدرس بمعزل عن دراسة أطماع إيران وتحركاتها السياسية والعسكرية في المنطقة وبالذات الخليج العربي.

ثانيا: إن بريطانيا كانت طرفا أساسيا في النزاع الذي دار حول هذه الجزر، بين أمارتي الشارقة و رأس الخيمة من جهة، وبين إيران من جهة أخرى.. ذلك أن بريطانيا كانت مسئولة عن شؤون الدفاع و الخارجية لتلك الإمارتين، بموجب معاهدات سنة 1892 الموقعة بين بريطانيا وإمارات ساحل عمان*1 .. وقد تعهد شيوخ هذه الإمارات في هذه الاتفاقية أيضا بعدم التنازل عن أي جزء من أراضيهم وعدم منح أي امتياز لأية جهة دون موافقة مسبقة من بريطانيا.

الموقع الجغرافي والأهمية الإستراتيجية:


تقع الجزر العربية الثلاث عند مدخل الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز الحيوي. وأولى هذه الجزر هي جزيرة (أبو موسى) التابعة لإمارة الشارقة وتقع مقابل ساحل تلك الإمارة وعلى بعد 45 ميل، في حين تبعد عن الساحل الإيراني 50 ميلا، وهي مربعة الشكل طول كل جانب منها حوالي 7كم .. ومياهها عميقة تصلح لرسو البواخر.. و تتيح لصيادي اللؤلؤ والأسماك فرصا طيبة.. كان يسكنها قبل الاحتلال الإيراني 1000 من المواطنين العرب من فروع القبائل العربية الساكنة في ساحل الشارقة .. وكان بها مسجدا كبيرا ومدرسة ودائرة للجمرك، ومشروعات ماء وكهرباء ..

أما جزيرة طنب الكبرى فهي تتبع لإمارة رأس الخيمة وتقع قبالة سواحلها على بعد 80كم شرقا وتبعد عن جزيرة أبي موسى 50كم من جهة الشمال الشرقي، كما تبعد عن مضيق هرمز قرابة 92كم.. ويبلغ طول الجزيرة 12كم وعرضها 7كم، وكان بها مركز للشرطة ومركز صحي و مدرستان ابتدائيتان، وكان عدد سكانها عند الاحتلال الإيراني 700 نسمة.

والجزيرة الثالثة، طنب الصغرى، تتبع لإمارة رأس الخيمة، وتبعد عن سواحل الإمارة 92كم، كما تبعد 106كم عن مضيق هرمز .. ولم تكن مأهولة بالسكان.

وتنبع الأهمية الإستراتيجية لتلك الجزر، كونها تقع في منطقة يتواجد بها ثلثا نفط العالم .. كما أنه من الممكن نصب أجهزة التجسس على دول الجوار من خلالها .. كما أن دول الخليج العربي بما فيها العراق، يأتيها معظم وارداتها من خلال تلك المياه المحيطة بتلك الجزر.. وهذا يعني أنه في حالات الحرب، أو إبراز سوء النوايا، فإن الصادر والوارد من تلك المنطقة سيكون تحت خطر من يتحكم بتلك الجزر..

وقد علقت وكالة الأنباء الفرنسية، عشية احتلال إيران للجزر بقولها : ( إن موقع هذه الجزر يفوق في أهميته موقع جزيرة (هرمز) التي تطل على المضيق المسمى باسمها، والجزر الثلاث لا تقل في أهميتها الإستراتيجية عن طنجة وجبل طارق، في مدخل البحر المتوسط أو عن (عدن) في مدخل البحر الأحمر) ..

كما أشار ( ديل. ر . تاهتنين) في كتابه (التسلح في الخليج العربي) والذي نشر بعد عدة سنوات من احتلال إيران للجزر الثلاث، الى أهمية تلك الجزر بقوله: (... إن إيران تقترب من كونها المسيطر على كل شحنات النقل في الخليج العربي. ومن مواقع مدافعها الساحلية الجديدة المنصوبة في جزر (أبو موسى) .. وفي طنب الكبرى يقوم الإيرانيون بمراقبة لاسلكية على بواخر الشحن المارة بالمنطقة...)

كما أن الجزر تعتبر ملاذا للسفن عند هبوب العواصف.. وفي الجزر بعض الثروات المعدنية مثل النفط و (الأوكسيد الأحمر) الذي يعتبر مادة ضرورية لطلاء السفن.. وقد حصلت شركة ( روبرت فنكهوس) الألمانية على امتياز استخراجه عام 1906 من جزيرة أبي موسى .. ولكن هذا الامتياز ألغي في السنة الثانية لاعتراض بريطانيا التي اعتبرت منحه، مخالفة واضحة لاتفاقية 1892 سالفة الذكر..

وفي عام 1934 منح شيخ الشارقة ( سلطان بن صقر) امتيازا لشركة بريطانية هي (The Golden Valley Colours Co. ) وتفاوض مع ر. سي. بايلدون على منحه استغلال الأوكسيد الأحمر في جزيرة أبي موسى. وقد بلغ إنتاج تلك المادة 16ألف طن سنويا ..

كما تم اكتشاف حقول للنفط في جزيرة أبي موسى، وبالتحديد في مياهها الإقليمية وكان عقد التنقيب عنها قد تم بين أمير الشارقة و شركة أمريكية هي Buttes Gas & Oil Co. .. وبعد احتلال الجزر من إيران أقرت الحكومة الإيرانية تلك الاتفاقية ..

يتبع ..
__________________
ابن حوران