عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 13-04-2007, 06:06 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الادعاءات الإيرانية في الجزر العربية الثلاث :

كانت الجزر الثلاث تابعة لعرب (القواسم)*1 وذلك منذ منتصف القرن الثامن عشر، الذين حكموا ـ وما يزالون ـ الشارقة ورأس الخيمة، وقد بلغ القواسم ذروة قوتهم خلال الاضطرابات والقلاقل التي عمت إيران إثر اغتيال حاكمها (نادر شاه)*2 عام 1747. فقد استنجد (ملا علي شاه) حاكم ميناء بندر عباس، والحاكم هذا عربي الأصل، استنجد بالقواسم لنصرته وتقوية مركزه، حيث كان حكام إيران يزيدون قيمة الإتاوة التي يدفعها لهم، عن منطقة حكمه التي شملت إضافة الى بندر عباس توابع أخرى على الخليج العربي .. وقد كان حكام إقليم (اللارستان) يطمع بإتاوات إضافية، غير التي تعطى لشاه إيران .. فساعد القواسم ذلك الحاكم، وبسطوا بالمقابل نفوذهم على كل الساحل الشرقي للخليج العربي، وأصبح شيخ (لنجة) حاكما مطلقا لكل المنطقة بما فيها جزر طنب الكبرى و الصغرى وأبي موسى ..

استمر حكم القواسم لميناء (لنجة) حتى أواخر القرن التاسع عشر، وقد تطور الميناء، حتى أن الإنجليز بعثوا قنصلا لرعاية مصالحهم في هذا الميناء مقدما أوراقه لشيخ القواسم .

في هذا الوقت كانت الحكومة الإيرانية (في العهد القاجاري) وبالذات في ظل حاكمها (ناصر الدين شاه القاجاري) 1848ـ1896، تبدي اهتماما شديدا في إنشاء قوة بحرية تتطلع للسيطرة فيها على الخليج العربي. وقد استغلت وفاة الشيخ (خليفة بن سعيد القاسمي) حاكم (لنجة) وتولي ابنه (علي) الحكم وكان قاصرا، فعينت إيران مديرا للجمارك في (لنجة) .. فهجر قسم من العرب (لنجة) متوجهين الى الساحل العماني .. ثم حصلت صدامات بين العرب والفرس، تناوبوا فيها الانتصار، وفي عام 1887 قرر الفرس وضع حدا للقواسم فهاجموا قلعة الشيخ (قضيب بن راشد) واعتقلوه، وعاملوه معاملة سيئة، لكن العرب عاودوا فطردوا الفرس من لنجة عام 1898 ولم يستمر حكمهم لها إلا شهورا، حيث عاود الفرس في عام 1899 وفرضوا حصارا عليها ودارت حرب بحرية وبرية كبيرة ليحتل الفرس (لنجة) في شهر مارس/آذار 1899.

بعث الفرس بقواتهم الى جزيرة (صري) فاحتلوها وشردوا أهلها العرب، وكانت تلك الجزيرة من ممتلكات القواسم لأجيال عديدة.. وبعد ذلك أثار الفرس المطالبة بجزيرة طنب الكبرى .. ولا يحتاج الباحث الى كثير من الجهد لإثبات عروبة تلك الجزر .. وسنسوق بعضا من تلك الحجج :

في عام 1864 أرسل حاكم الشارقة الشيخ (سلطان بن صقر) 1833ـ 1866 رسالة الى المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي الكولونيل (لويس بيلي) أشار فيها بوضوح الى تبعية الجزر الثلاث له منذ أيام أجداده.. أما ابنه الشيخ (سالم بن سلطان) 1868ـ 1883 قد أبلغ البريطانيين بأنه سيمنعهم هم وغيرهم من التصرف في الجزر، وقد تم اعتراف البريطانيين، كما اعترف حاكم (لنجة) الشيخ ( حميد بن عبد الله القاسمي) بعائدية تلك الجزر لحاكم (رأس الخيمة) ..

لقد تحرى البريطانيون عند مطالبة الفرس بالجزر الثلاث في نهاية القرن التاسع عشر، فأرسلوا الى المقيم السياسي في الخليج العربي والوزير البريطاني المفوض لدى إيران يسألونهما عن مدى شرعية الإدعاءات الإيرانية في جزر (صري وطنب) وقد رد كلاهما بأن الجزر تعود الى العرب القواسم .. وقد أرفق المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي، خطابا من حاكم (لنجة) يعترف فيه بسيادة عرب القواسم على تلك الجزر .. وهذا يفند رأي الإيرانيين بأن حكام (لنجة) من العرب ولكنهم كانوا من الرعايا الإيرانية التي تملك تلك الجزر..

يدعي الإيرانيون أن هناك خريطتين وضعتهما الحكومة البريطانية، في عام 1888 وعام 1897، قد لونت بهما الجزر الثلاث باللون الذي أعطته للأراضي الإيرانية .. وقد اعتذرت الحكومة البريطانية عن ذلك وقالت أنه خطأ غير مقصود ولا يعطي الحق لإيران باعتباره دليلا على ملكيتها للجزر..*3

كما أن من الحجج التي تسوقها إيران بأن سكان تلك الجزر كانوا يدفعون إتاوات لحاكم (لنجة) العربي الذي مررنا على قضيته مع حاكم (بندر عباس) ..

هوامش :
1*ـ القواسم أو الجواسم : اسم أطلق على كل القبائل القاطنة في المنطقة الواقعة بين (رأس مسندم) شمالا و أبو ظبي جنوبا.. كانت تتبع في النصف الثاني من القرن الثامن عشر والعقدين الأولين من القرن التاسع عشر لشيخ القواسم في رأس الخيمة .. وقد اختلفت الآراء حولهم فقيل أنهم من نجد، وقيل أنهم من عرب (الهولة) وقيل أنهم من عرب العراق..
2*ـ راجع موضوعنا (جيران العرب/ إيران)
3*ـ راجع الوثائق الملحقة لبحث الدكتور طاهر عبد موسى في ملاحق كتابه: الاحتلال العسكري الإيراني لجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى (بغداد 1983) ..
__________________
ابن حوران