الموضوع: غسيل الدماغ
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-04-2002, 06:45 PM
بلقيس بلقيس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 378
إفتراضي غسيل الدماغ

غسيل الدماغ واستغلال المقدس

أيهما تفضل ؟ غسيل الدماغ بالطريقة الأمريكية، أم غسيل الدماغ بالطريقة المتطرفة الراديكالية... الغسيل الأمريكي يستخدم أفضل ما أنتجته التقنية، حتى أصبحنا نكذب أمام أنفسنا ولا نشعر، فنشتِم أمريكا ونحن ذاهبون لأعمالنا بسياراتنا الأمريكية... واقع خطير تجاوزناه على الرغم من تكراره وقِدمه، لكنه ليس في خطورة غسيل الدماغ بالطريقة المتطرفة الذي لا نجرؤ على الحديث عنه وإيضاحه للناس كما فعلنا مع أمريكا التي قتلنا أساليبها بحثا وفضحا، والسبب يعود في رأيي إلى عقليتنا التي لم تستوعب حتى الآن الفرق بين ما هو إسلامي وما هو إسلاموي بين الإسلام المثال والإسلام المشوه، مما جعل الكتاب يحجمون عن بحث وطرق هذا الموضوع خشية اتهامهم بالعمالة ومصادمة الثوابت، ولهذا فأنا سأعرض أساليب المتطرفين الإسلامويين في غسيل الدماغ التي استمدوها من الفكر الشيوعي، لكني مازلت حتى الآن عاجزا عن إيجاد حلقة الوصل بينهما بالرغم من اتحاد الطريقة إلى حد بعيد، حيث يقوم الشيوعيون في الماضي بإعطاء رقم للشخص المراد توجيهه لينادى به دائما دون استخدام اسمه مما يفقده الصلة بماضيه في أبسط الصور، ثم يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي العمل على تشويه ماضي الشخص بعبارات تشعره أنه كان في طريق الخطأ حيث لا أمن ولا عدالة، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة وهي حث الشخص على ذكر مساوئ ماضيه التي تاب منها لتأتي المرحلة الأخيرة وهي زرع المفاهيم الشيوعية ليدافع عنها الشخص بعد ذلك، ومن الطرق أيضا محاولة طرح المفاهيم ضمن مجموعات ليضعف الحس النقدي للفرد إلى أقل مستوياته، وأخيرا استغلال الحاجات النفسية والجسدية في التوجيه، لذلك يسهل توجيه العاطلين للسرقة مثلا. كل هذه الأساليب وغيرها ذكرها بعض من ألف في كتب غسيل الدماغ (للاستزادة كتاب أساليب الإقناع وغسيل الدماغ تأليف جي إي براون) لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما دخل المتطرفين في هذه الطرق؟ والإجابة تكون في إعمال العقل للمقارنة بين هؤلاء وأولئك، فالشيوعيون يمنحون رقما والمتطرفون يمنحون كنية ولنلاحظ مثلا أن اسمي مجاهد إبراهيم فلن يقبلوا كنية أبو إبراهيم بل يشترطون كنية لا تربطك بثقافتك الحياتية اليومية ولتكن ذات رابط تاريخي ليمنحوك فجأة كنية من نوع أبي البراء أو أبي مصعب - طبعا لا أعترض على الكنية بقدر ما هو اعتراض على المنح من قبلهم بشكل مباشر أو بالإيحاء - لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية وهي إيضاح مدى الضياع الذي يعيشه الإنسان في حياته الماضية - ولقد مورس معي شيء من هذا القبيل حيث سئلت وأنا مازلت مراهقا سؤالا يقول : مضى هذا العام فماذا قدمت وكم حفظت من كتاب الله فلو حفظت كل يوم ربع حزب ... إلخ فتذكرت أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا لم يعدوا من حفاظ القرآن فهل يعقل أنهم فرطوا؟ أم إن المسألة هدفها بذر الإحباط في النفس ولذلك قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح مسلم :"من قال هلك الناس فهو أهلكهم . ولأفاجأ بمن سألني فإذا به ليس حافظا للقرآن - أعود لموضوعي لنجد أن الشاب قد شعر بالإحباط من ماضيه ثم يبدأ يحكي رحلة توبته والتخلص من هذا الماضي وهي المرحلة الثالثة لتبدأ المرحلة الأخيرة وهي زرع المفاهيم الإسلاموية المتطرفة لنتفاجأ بالشاب وقد قاطع والديه فما بالك بعموم المسلمين بَلْهَ عموم الملل الأخرى، ولهذا لا نستغرب ما نشاهده في الجزائر من استحلال المتطرفين لدماء شعبهم... هل تستطيعون تحمل مبضع الجراح أكثر لفضح أساليب هؤلاء؟... سأرى! هل تذكرون عبارة أحدهم عندما قال: (إن بركات الجهاد نزعت من هذه الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ولم يبق سوى الشباب)ثم بدأ يستعرض الفئة العمرية المناسبة للجهاد لنجدها من فئة المراهقين... قبل أن نستعرض أسلوب غسيل الدماغ بمسمى الجهاد، أريد توضيح حقيقة الجهاد، فكلنا يذكر مراسلة النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لملوك الأرض فكان العارض الداعي للجهاد الحربي هو عدم منح الحرية الدينية وإتاحة الفرصة للتعرف إلى الإسلام.
الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يريد عالمية الإسلام لأنه يدرك أن معه دين السلام الذي يستوعب العولمة لا أن يخشاها على الرغم من التقدم الحضاري للروم وفارس، أعتقد أننا جبناء أكثر من اللازم، فحتى المسلمون في الغرب مازال لهم هوية إسلامية، وهل يعقل أن تكون اليهودية أقوى من الإسلام وقد عاشت على الرغم من تاريخ الشتات الطويل، إذًا نعود للجهاد لنجد شرطه أن يكون في سبيل الله ولتكون كلمة الله العليا لنلاحظ أنها كلمة الله لا كلمة المجتمع اليهودي أو النصراني أو الإسلامي، وعلى هذا فالجهاد واجب بسلاح العصر - العولمة - ألسنا أصحاب الرسالة الخاتمة؟ ألسنا نقول إننا أصحاب دين عالمي فلماذا الخوف من العالمية؟ لهذا لسنا بحاجة إلى سلاح بقدر ما نحن بحاجة إلى ما بدأ به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أهل مكة الذين يملكون السلطة والسلاح، أظن أني استرسلت في موضوع الجهاد الذي نتهرب منه لأننا أسقطنا المفهوم الحربي له ونسينا أن عمر ـ رضي الله عنه ـ قد أسقط سهم المؤلفة قلوبهم وهو ضمن آية تتلى كآيات الجهاد، فلماذا الخجل ؟! هاأنذا أحاول العودة لأساليب المتطرفين في توجيه المراهقين للموت، فالأمر ليس بركة نزعت من الأمة وبقيت في المراهقين بقدر ما هي سهولة التوجيه والتحكم ... وبما ذا ؟! بأسوأ أسلوب عرفته البشرية وذلك من خلال استغلال المقدس، أما الحديث بشكل جماعي فله تأثير رهيب لا يدركه سوى من قام بتجربتي حيث سمعت في أحد البلدان شريطا سألني بعض عن رأيي فيه فقلت عادي جدا فغضبوا وقالوا "بل ران على قلوبهم" فأخذت الشريط وفرغته في ورقة مطبوعة وعرضتها على بعضهم ليقرأها بشكل سريع ويعيدها قائلا: هذا كلام عادي ما الذي تقصد منه، فابتسمت وقلت: لا أقصد شيئاً ... لا أقصد شيئاً ... ختاما إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما أستشعره من عودة للأصولية المتطرفة حتى ولو ظننا أمريكا قد قامت بأكثر مما هو مطلوب منها في هذا المجال فمازال الجزائر يعاني والباكستان وكشمير، ومازال بعض الجمر تحت الرماد والأيام حبلى بخير إن شاء الله .

مجاهد إبراهيم عبد المتعالي