عرض مشاركة مفردة
  #47  
قديم 15-01-2004, 05:34 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Lightbulb نتابع بإذن الله تعالى نقل كتاب "إتحاف السائل بما لفاطمة من مناقب"

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
الحَمْدُ لِلَّهِ َربِّ العَالمِين وَلاَ عُدوَان إلاَّ على الظَّالمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِين وإمام المُتَّقِين وَ عَلَى آلِهِ
وَ صَحْبِهِ أجْمَعِين.
___

(( 6 ))


( إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من على. انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وعدة من الأنصار. فلما اجتمعوا، وأخذوا مجالسهم - وكان علي غائبا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع سلطانه، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيهم محمدا إن الله - تبارك اسمه وتعالت عظمته - قال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصَهراً وَكانَ رَبُّكَ قَديراً}.
فأمر الله مجرى إلى قضائه، وقضاؤه مجرى إلى قدره، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي، فاشهدوا على أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي على بذلك
. ثم دعا بطبق من بسر. ثم قال انتبهوا فانتبهنا، ودخل علي فتبسم النبي في وجهه ثم قال: (إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضل، أرضيت؟ فقال: رضيت.زاد ابن شاذان في رواية: ثم خر علي ساجدا شكرا لله تعالى.
فقال المصطفى: (جمع الله شملكما وبارك عليكما، وأخرج منكما صالحا طيبا).
زاد في رواية ابن شاذان: (وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة ومعدن الحكمة).
وهذه واقعة محتملة كما مر لأن يكون على قبل لما حضر وعلم.
وقوله: ((إن رضى)) صورة تعليق، لا حقيقته، لأن الأمر منوط برضى الزوج.
على أن هذا الحديث قد حكم ابن الجوزى بوضعه وتبعه الذهبي.
وقالا هو من وضع (محمد بن دينار
ورواه ابن عساكر بنحوه وقال: غريب لا أعلمه.
قال ابن طاهر المهدسي: محمد بن دينار روى عن هيثم عن يونس عن الحسن عن أنس تزويج فاطمة، والراوى عنه فيه جهالة.
ورواه ابن قانع وغيره من طريق محمد بن دينار عن جابر.
قال ابن الجوزى: وضع ابن دينار هذا الحديث فوضع الطريق الأول إلى أنس، ووضع الطريق الثاني إلى جابر، وأقره على الجزم بوضعه الجلال السيوطي فيما تعقبه عليه مع تحريه لاجتهاد في أحكامه ما وجد بذلك سبيلا.
والحاصل أن هذه الكيفية من الخطبة عند العقد والاجتماع كذلك لا أصل له بالكلية.
وأما وقوع التزويج بالأمر الإلهي لعلي وخطبة الشيخين لها قبل ذلك جعل الدرع صداقا، فلا شك فيه لوروده من طرق بأسانيد صحيحة.
وأما ما زعمه الشيخ شهاب الدين بن حجر الهيتمي من أن لذلك أصلا فممنوع، وما تمسك به من كلام الحافظ بن حجر في اللسان فمدفوع، فإن الحافظ لم يقل فيه إنه غير موضوع، بل حكى عن ابن عساكر أن الرواي عن محمد بن دينار دمشقى فيه جهالة.
على أن محمد بن دينار وضاع، فمراده زيادة توهين الحديث، وأنه مع كونه من رواية ابن دينار فالراوى عنه أيضا فيه جهالة، فهي ظلمات بعضها فوق بعض.
وأخرج ابن سعد في طبقاته عن عكرمة قال لما زوج المصطفى عليا فاطمة كان فيما جهزت به سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف وقربة. وقال لعلى: إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك.
وكانت اليهود يأخذون الرجل عن امرأته، فلما أتى بها قعدا جنبا في ناحية البيت، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بماء فأتى به فمج فيه ومسه بيده، ثم دعا عليا فنضح من ذلك على كتفيه وصدره، وذراعيه، ثم دعا فاطمة فأقبلت تتعثر في ثوبها حياء من رسول الله ففعل بها مثل ذلك.
ثم قال لها يا فاطمة، أما إني ما أليت أن أنكحتك خير أهلي.
وأخرج ابن ماجه عن علي قال: لقد أهديت ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا إهاب كبش.
وروى الطبراني: (لما أهديت فاطمة إلى على لم نجد في بيته إلا رملا مبسوطا، ووسادة حشوها ليف وجزة وكوزا..).
وروى عن رجل قال: أخبرتني جدتي: أنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى على، قالت: أهديت في بردين عليها، ودملجان من فضة مصفران، فدخلت بيت علي، فإذا إهاب شاة، ووسادة فيها ليف، وقربة، ومنخل، وقدح.
وروى أحمد في الزهد عن علي قال: جهز رسول الله فاطمة في خميلة وقربة، ووسادة من أدم حشوها ليف.
وروى عن علي قال: ما كان لنا إلا إهاب كبش تنام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحتيه.
وروى أبو بكر بن فارس وابن مشدد عن ضمرة بن حبيب: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة بخدمة البيت، وقضى على علي بما كان خارج البيت.

---

يتبع بإذن الله تعالى