الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #63  
قديم 03-03-2004, 11:27 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

أخفتني!


وبعد دخولي المنزل.. نظر فيصل الى باب منزلنا.. ضرب بيده بقوة على المقود وقال:
- كم انا غبي.. كيف اضعتك من يدي..كيف؟ اه كم احبك.. احبك.. اقسم بالله اني احبك.. وكم اموت وانا اتظاهر بعكس ذلك..كم اتعذب وانا ادوس على قلبي النابض واعذبه بالصدود..كلما رايتك.. ا,د ان اضمك..ولكن كيف لي ذلك؟؟ وباي حق؟؟
اخبريني ماذا افعل وكيف اتصرف وابنتي اصبحت تشبهك لحد الخيال؟؟انت معي في كل لحظة..اراك في كل شيء..وحتى.. في وجه ابنتي.. اه يا روز .. ليتني لم اسافر..ليتني اكملت دراستي هنا.. فلا ابتعد عنك ولا لحظة واحدة..
ليت قدماي كسرت قبل ان اغادر البلاد..ليتني ليتني ليتني..
ولكن ما فائدة الندم الان؟؟ لا فائدة منه..لا فائدة..
اتم فيصل حديثه ووضع راسه على عجلة القيادة..

عندما وضعت احمد في سريري..دخلت لاستحم.. ففي وقت مماثل..أحسست اني احتاج لحمام ماء دافئ.. وبعد حوالي ساعة وربما اكثر.. ازحت الستار عن النافذة.. لا ادري لماذا ولكنني أحسست بفضول لرؤية الخارج..وفي هذا الوقت بالذات..
كانت نافذة غرفتي تطل على الباب الرئيسي للمنزل.. وعندما نظرت من النافذة..هالني ما رايت.. اسدلت الستار بسرعة ..
قلت بفزع:
- فيصل؟؟ ماذا يفعل هنا؟؟
اعدت النظر مرة اخرى..فوجدت ان السيارة لازالت تعمل.. ولكن ماذا يفعل حتى الان هناك؟؟
اخذت افكر قليلا ولكني وجدت ان افضل حل..ان انزل له بنفسي.. لارى ما به..
ارتديت عباءتي وحجابي.. تاكدت ان احمد نائما.. ومن ثم خرجت من غرفتي على عجل..
كنت احس ان قدماي تسابق عتبات الدرج.. كدت اسقط.. الا ان وقوف فيصل امام منزلنا..وسيارته تعمل..اقلقني وافزعني..
وصلت الى باب المنزل الداخلي.. فتحته بسرعة..وجريت نحو الباب الخارجي.. ركضت حتى وصلت الى سيارته.. نظرت من خلال زجاج السيارة ..فوجدته واضعا راسه على عجلة القيادة.. ارتعبت لذلك..فاخذت انقر بخفة على زجاج السيارة..عله يجيبني.. ولكنه لم يفعل.. نقرت بشدة اكبر ولكنه ايضا لم يجبني..
لم اجد امامي سوى ان ادخل السيارة.. فوضعه ليس طبيعيا ابدا..
فتحت باب السيارة وجلست بقربه.. ناديته:
- فيصل.. فيصل..
ولكنه بالطبع لم يجب..
كدت اموت من الخوف.. فاقتربت اكثر.. مددت يدي بخوف وهززته بخفة ولازلت اهتف باسمه.. الا انه رغم ذلك لم يجبني..
سالت عيناي دون شعور..ربما مات.. هكذا مر ببالي..فلم اعلم كيف اتصرف.. مددت يدي وتحسست طاقة انفه.. فشعرت بحرارة انفاسه تحرق اصبعي.. وقتها علمت انه لا يزال على قيد الحياة..
تنفست الصعداء الا ان الخوف لازال يعصرني.. ما باله لا يكلمني وهو حي يرزق؟؟
نترته بقوة وهززته وانا اصيح باسمه:
- فيصل.. اجبني يا فيصل.. ما بك؟؟
فتح فيصل عيناه بسرعة وقال فزعا:
- ماذا! ماذا حصل؟ ماذا هناك؟
ولكانه افاق وعاد لوعيه فقال:
- روز؟ لم انت هنا؟؟ ما الذي يجري هنا؟
اجبت وانا اخفي وجهي حتى لا يرى دموعي: لا ادري.. رايت سيارتك عند الباب.. اتيت لاكلمك.. فوجدتك لا تكلمني.. خفت عليك.. حسبت ان مكروها اصابك.. ولكنك الحمد لله بخير..
قال معتذرا: اعذريني يا روز.. لم اشعر بما حولي.. فانت تعلمين ان منذ ليلتين لم اذق للنوم طعما.. لذلك عندما وضعت راسي على عجلة القيادة لم اشعر بنفسي.. فلقد نمت في اللحظة ذاتها.. وحتى عندما اتيت لتناديني.. لم اشعر بك.. اعتذر ان كنت قد ازعجتك او اخفتك دون سبب..
- لا تقل هذا يا فيصل .. المهم انت بخير..
- روز! هل كنت تبكين؟؟
قلت بفزع: انا؟بالطبع لا.. انما السبب يعود الى ان الجو حار في الخارج..
- الجو حار؟ ابتسم ثم اكمل قائلا:
-حسنا روز..استاذنك الان.. ساعود الى البيت.. فانا احس بصداع شديد..
- لا لن تذهب الى البيت!
- ماذا؟ ماذا تقولين انت؟؟
- اجل لن تذهب الى منزلكم..كيف تقود السيارة وانت بهذه الحالة؟؟انظر الى نفسك.. هل استغنيت عن حياتك؟؟ إذا فعلت فلا اتوقع ان زوجتك وابنتك استغنوا عنك..
رد بضيق: والحل؟؟ ابقى هنا حتى الغد؟
- بالطبع لا.. اليس هذا منزل اختك ومنزل عمك؟
قال في نفسه: ومن قال انك اختي؟؟
اجابني: بلى..
- إذا هيا..ستنام عندنا اليوم.. وعندما تصحو من النوم افعل ما يحلو لك..
اتسعت عيناه وقال: انام عندكم؟؟؟
- اجل.. وما المشكلة؟
- لا يا روز لا يمكن!!
- لماذا؟ ما الذي يمنع؟
- انا وانت وحدنا في المنزل.. ولا استطيع ان ادخل منزلكم.. ماذا سيقول الناس؟جيرانكم؟؟ وخصوصا وهم لا يعرفونني!!
- اولا لسنا وحدنا في المنزل.. احمد معنا والخدم ايضا..واخي سعود سيعود بعد قرابة الساعة..وثانيا لن تنام معي في الغرفة.. ستنام في غرفة فهد..وثالثا وهو الاهم..انا لا اهتم للناس ما دام ما افعله صوابا!!
ابتسم وقال: لا اعلم ماذا اقول..
- لا تقل شيئا.. هيا انهض وتعال معي ارشدك لغرفة فهد..
- ولكن يا روز..
قاطعته قائلة: فيصل! انت مثل اخي.. ولطالما كنا في منزل واحد معا.. ما الذي يمنع وجودنا معا الان؟
وكان كلامي لم يعجبه لما بدا من تعابير على وجهه الا انه استدرك قائلا: اجل بالطبع.. هيا تفضلي..
سبقته نحو الباب.. الا اني صحت قائلة:
- فيصل.. لا تنسى ان تقفل سيارتك..
رد ساخرا:
- حسنا يا عمتي ..
مشيت امامه حتى وصلنا لغرفة فهد.. فتحت الباب وقلت: تفضل.. اعتبر نفسك في غرفتك..هناك ملابس لفهد..من حظك انه لم ياخذها معه.. خذها والبسها ان ناسبتك..حتى وان لم تناسبك البسها.. افضل من ان تنام بملابسك..
ابتسم لي وهممت ان اغادر الا اني قلت:اجل فيصل تذكرت.. اتصل على خالتي عند جولي واخبرها انك ستنام واحمد عندنا..
- حسنا سافعل..
- تصبح على خير..
- وانت من اهله..
ابتسمت له وغادرت غرفة فهد متجهة نحو غرفتي ..فناداني فيصل: روز..
التفت اليه فقال: اشكرك..
اجبته بابتسامة:
- لا شكر على واجب..
دخل فيصل غرفة فهد.. القى نفسه على السرير.. تنهد بعمق وقال:
- احــبـــــــهـــــــا
بحث فيصل عن محموله ولم يجد .. قال:
ويحي.. لقد نسيته في السيارة.. ساستخدم هاتف المنزل..
رفع سماعة الهاتف.. وهاتف امي ..
- الو..السلام عليكم يا امي..
- وعليك السلام..فيصل؟
- اجل انا فيصل يا امي..كيف حالك؟ وكيف حال الصغيرة؟؟
كانت امي تتحدث وجولي تسترق السمع.. تغير وجه امي عندما لم يسال فيصل عن جولي فقالت:الصغيرة بخير..وجولي ايضا بخير..
- الحمد لله.. اماه..سانام اليوم انا واحمد في بيت عمي..لاني تعب قليلا ولا استطيع الذهاب للبيت..وفي الصباح ان شاء الله سامر عليكم..
- حسنا يا بني.. اعتني باحمد ..
- احمد عند روز.. واكيد انا انها ستعتني به جيدا.. اعذريني الان يا امي.. فانا تعب جدا..واستاذنك لانام..
- حسنا يا صغيري..تصبح على خير..
- وانت من اهله يا امي..
اغلق فيصل السماعة فسالت جولي امي: خالتي.. اكان هذا فيصل؟
- اجل يا جولي.. انه فيصل..
- فيصل؟ ما به فيصل؟
- اخبرني انه سينام في بيت اختي رحمها الله..
ردت بغضب: ينام في بيت اختك؟ لماذا ؟؟اليس لديه بيت؟
ام انه كما يقالإذا غاب القط العب يا فار)! ولماذا لم يخبرني انا بذلك؟؟
اجابت امي بهدوء: لا اعرف يا ابنتي..
اردفت بنفس الصوت المرتفع: ولكن انا اعرف.. لم يخبرني لانه يعلم ان ما يفعله خاطئ.. اراد ان ينام هناك ليحلو له الجو مع حبيبة القلب بعيدا عن الانظار..
صاحت بها امي قائلة: الى هنا وكفى يا جولي.. لا اسمح لك بالتطاول على ابنائي افهمت؟؟ روز وفيصل اشرف من الشرف ذاته.. ولا اسمح لك بالتكلم عليها بسوء..افهمت؟؟
احست جولي بالخجل من نفسها.. فكيف قالت لامي مثل هذا الكلام!! قالت معتذرة: خالتي انا اسفة.. لم اقصد.. ولكنه اغضبني حينما لم يخبرني هو بنفسه .. فهو لم يكلف نفسه عناء تمني ليلة سعيدة لي..
بحنق بالغ قالت امي: مهما يكن الامر.. لا اسمح لك بالتطاول على ابنائي في اي حال من الاحوال..افهمت؟
- اجل يا خالتي ..انا اعتذر.. واعدك انها لن تتكرر..
- حسنا.. هيا نامي الان وارتاحي قليلا..
سكتت جولي ولم تنطق بحرف..انما في داخلها براكين ثائرة لا تهدا ولا تستكين.. فهي تنتظر الصبح.. لتصب جام غضبها على فيصل..فمتى يحين الصبح؟


يتبع..
الرد مع إقتباس