عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 23-09-2005, 07:45 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ليس هناك مشكلة في تقديم من يريد على الآخرين :



اذا توفرت النوايا بالتحرك نحو تغيير حال الأمة فلا أظن أن العاقلين سيجدون مشكلة ما في تقديم أي كان عليهم ليقودهم لعبور جسر التغيير .. هذا اذا تساوت فيما بين حلفاء التغيير الرغبة على التغيير ، وقبول من يشاركهم في تلك العملية ، أما فيما لو كانت الرغبة بالتفرد بالتغيير للإستحواذ على السلطة ، بعد نيلها ، فليبشر من أراد التفرد بتكرار أزمات الأمة الى مالا نهاية ..

و قد أكون متفائلا ، فيما لو قلت أن معظم الأطياف الحالمة بالتغيير قد دربت أنفسها على التعاون مع آخرين ، حتى لو كان التطابق بين تلك الأطياف غير كامل .. وان كان الأمر كذلك .. فان مسألة تقديم أي طيف لقيادة الآخرين لن تكون أكثر من مشكلة فنية بحتة وذلك للأسباب التالية :
1 ـ ان حسم شكل التغيير والإتفاق عليه ، بات يشكل تراثا نضاليا مشتركا لكل الأطياف حيث معرفة الواقع الراهن تحتم التسليم بما يلي :
أ ـ ان الحكومات العربية الراهنة ، هي غير تلك الحكومات التي كانت في أواسط القرن الماضي ، الذي كانت تتم فيه الانقلابات العسكرية بجهد تكتيكي متواضع ، لا يتطلب سوى مجموعة من الضباط الشجعان .. وكتابة بيان رقم 1

ب ـ لقد احترفت الحكومات العربية ، أساليب التعامل مع الانقلابات العسكرية ، حتى أصبح من غير الممكن نجاحه دون تخطيط خارجي .. وذلك كون تلك الحكومات أو معظمها هي نتاج لتلك الانقلابات ..

ج ـ لقد تكونت حول الحكومات العربية ، هالات من المستفيدين منها سياسيا واقتصاديا ، بالاضافة لطبقات الموظفين الهائلة التي لا تود المغامرة بوضعها الحرج أصلا للتزاحم على غنائم غير واضح أنها سهلة المنال ..

د ـ لقد كانت معظم مكونات الشعب في أواسط القرن الماضي ، بعيدة عن الدولة حيث الطبيعة الاقتصادية الخاصة لمعاش المواطنين هي السائدة .. فكان هذا العزل للشعب ، أحد العوامل التي تساعد في انفراد المتصارعين على السلطة ، الذي كان ينتج عنه انقلابا ما ..

هـ ـ لقد تكونت لدى الحكومات العربية سجلات متواصلة قد يصل عمرها في بعض الدول الى حوالي تسعون عاما .. في حين الذاكرة لدى المعارضة ، والتي ممكن أن توظف في دحر من في الحكم ، لا تتعدى سنوات قليلة بفعل تبديل المواقف السياسية الدائم لدى قياداتها التنفيذية ..

2 ـ من هنا فإن التقدم نحو التغيير ، لا بد من أن يكون سلميا ، شعبيا يوظف طاقات المجتمع المدني كاملة المتمثلة ب :
أ ـ النشاط الانتخابي على صعد البرلمان والنقابات و الأندية و الجمعيات والبلديات و غيرها من الروابط و المنظمات التي تعني بتمثيل شريحة من الرأي العام ..

ب ـ التنسيق في المواقف الإعلامية و الأدبية و المسرحية .. لتبسيط خطاب التغيير ليصل الى كل المواطنين ، من أجل استثمار مواقفهم في الضخ داخل الفضاء الذهني الذي يسود المجتمع الكلياني ، حتى يضغط باتجاه المجتمع السياسي ( الدولة ) ، لتبدأ التعامل مع ظروف التغيير بجدية ..

3 ـ توقف الأطياف السياسية ( المحسوبة على المعارضة) من دفع خلافاتها فيما بينها الى السطح .. و توظيف نشاطها للحوار فيما بينها من أجل صياغة برنامج سياسي ، بسيط اللغة ، واضح المعالم ، يوزع الأدوار بين قوى الشعب ، ويؤشر على الثوابت التي لا يفترض تخطيها من قبل كل طيف ..

4 ـ ان صناعة تلك الكراديس وفرق العمل الوطنية .. كفيلة من نقل حركة قوى التغيير من حالة الشرذمة الى حالة التيار المؤثر .. والذي لا يستطيع وزير داخلية أو رئيس دولة من تجاهله ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس