عرض مشاركة مفردة
  #92  
قديم 06-10-2006, 04:16 PM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي

بحر لكنه أنثى ..


-أنتم مساكين يا معشر الرجال، قالتها و على وجهها ابتسامة ماكرة..
-و لما نحن كذلك؟ أجبتها و قد بدأت أستعد لتلقي استفزازها المعهود
-و هل في كلامي تهمة؟ قالتها و هي تمني النفس باستثارتي..
-و هل في سؤالي دفاع عن تهمة؟ قلتها مستنكرا
-أنتم فعلا مساكين، أعادت نفس الابتسامة الماكرة..
-حسنا، ربما نحن كذلك لكن هل أعطيتيني سببا لاستنتاجك الخطير؟ قلتها مستهزئا
-لانكم تعتقدون بأن البحر ذكرا، لأنكم ترونه رجل، قالتها بثقة و و عنجهية إمراة.
-ليس برجل؟! إذا هو أنثى؟ قلتها مستغربا من تلك الأحجية.
-هو كذلك، قالتها ببساطة و برودة قاتلة..
-بالله عليكي كيف توصلتي إلى هذا الإكتشاف الخطير؟ قلتها و قد بدأ انفعالي يبدو واضحا..
-حسنا سأسألك و لتجبني باختصار، قالتها بنشوة ، فالأنثى تشعر بنشوة عندما تتمكن من استفزاز رجل..


-من لا يعطي حتى يأخذ؟
الأنثى
-من أكثر غموضا؟
الأنثى
-من هدوؤه يخيف أكثر؟
الأنثى
-من أشد مكرا؟
الأنثى
-من أشد انتقاما اذا خدع؟
الأنثى
-من أكثر جمالا اذا أحب؟
الانثى
-و من أشد بشاعة اذا كره؟
الأنثى


-إذا بالله عليك كل ذلك و مازلتم ترونه ذكر؟ قالتها بنشوة لا تقل عن سابقتها


حينها ادركت بان تلك المستفزة ربما كانت على حق و أدركت حينها كم نحن حمقى عندما لا ندرك أنوثة الأشياء من حولنا، فننخدع بسرعة و نفضي ما بجعبتنا من كلام لمن حولنا دون إدراك حقيقتها.
قطعت ذلك الصمت المطبق محاولا أن أخفي عليها ما يدور في فكري و قلت لها.

-هل أنت سعيدة بانضمام أنثى جديدة لعالمكم الماكر؟
-و لما لا و هو بئر أسراركم يا أيها الرجال؟
-هنيئا لكم ذاك البئر إذا


قلتها ملتفتا للبحر معلنا نهاية حديثي مع تلك النسمة الربيعية القادمة من ما وراء البحر ناظرا لامواجه بحسرة و كأنني أقف لحظة حداد على من كنت أعتقد بانه مستمع جيد لبوحي و بئر عميق لاسراري.

ربما هذا هو السر في كوني دائما أرى البحر عالما من الغدر.

من أحدى المدونات الرائعة
__________________