عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-01-2004, 06:22 PM
issam issam غير متصل
اهبل تربح
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 409
إفتراضي البرنامج الشعبي : فتاوى على الهوى ............... سوا

ما زالت الضجة التي أثارها أحد أئمة المساجد بأوربا لم تهدأ بعد. و قد كان هذا الإمام غفر الله له أصدر قبل مدة كتابا حول الطرق الممكنة لضرب المرأة دون ترك الآثار. و يا له من مبحث غريب في الدين هذا الذي اختار هذا الفقيه التعمق فيه إلى درجة إصدار كتاب حوله، و كأن كل وسائل التعامل الشرعي مع المرأة وصلت في الإسلام إلى الباب المسدود و لم يبق للمسلمين من حل آخر للتعامل مع زوجاتهم غير ضربهن.

و يبدو أن الإمام الذي أصدر هذا الكتاب كانت لديه سوابق مهنية مع المخابرات و أقبيتها و طرق تعذيبها، لأن الضرب دون ترك الآثار هو أحد اختصاصات الجلادين الذين يتقنون الضرب فقط في الاماكن التي تسبب أقصى درجة من الألم و أقل درجة من الأثر.

و لسوء حظ هذا الإمام أنه أصدر كتابه في أوربا التي تعرف أكبر نسبة من الجمعيات النسائية و المدنية المستعدة على مدار اليوم و الساعة لمهاجمة كل رجل يرفع يده في وجه امرأته و لو بالتهديد، فما بالك بالضرب.

لكن، إذا تركنا الجانب القانوني في هذه القضية و اقتصرنا على الجانب العلمي للكتاب، فإننا من باب النقد العلمي نجده ناقصا لا محالة. فهو مثلا يشرح فقط طرق الضرب و وسائله و أهدافه، بينما يغفل جوانب أخرى مهمة تتعلق بردود فعل المرأة، أو بالأحرى رضوض فعلها. فالنساء اكتشفن صالات كمال الأجسام و الايروبيك و رياضات الدفاع الذاتي و الفنون الحربية بعدما كن يقتصرن فقط في تمرين عضلاتهن أمام الطماطم و البطاطس و آلة الغسيل و نشر الملابس فوق السطوح.

و كتاب صاحبنا الإمام غفر الله له لا يخبرنا ماذا يمكننا القيام به إذا أراد المسلم منا ضرب زوجته بلطف دون غاية ترك الأثر فسددت له لكمة نحو جدارة أذنه أو قامت له و جمعته بشمال ليسقط مغشيا عليه بسببه.

و يبدو أن إمام الغفلة هذا لا يتصور أن تكون هناك امرأه ترد الصاع صاعين، و لذلك فقد أزاح من مخيلته و من حدود اجتهاده هذه الفرضية. و ستكون أمامه فرصة للتفكير في هذا الفصل الجديد داخل السجن حيث يوجد الآن، فربما بعد خروجه يضيفه الى الطبعة الجديدة و المنقحة لكتابه "كيف نضرب النساء دون ترك الآثار" ليصبح عنوانه الجديد : "كيف نتضارب نحن و النساء دون ترك آثار" و الأهم من ذلك دون أن نصل الى السجن.

و المؤسف حقا في هذه المهزلة أن كتاب الإمام المزعوم قد أشاع بخصوص تعامل الإسلام مع المرأة نوعا من الحط من كرامتها في الوقت الذي نسي فيه وصايا الرسول الكريم حين قال مخاطبا الرجال بأن يرفقوا بالقوارير، مؤكدا على أنه لا يكرمهن إلا كريم و لا يذلهن إلا لئيم. و الضرب هو اقصى درجات الإذلال سواء كان موجها للمرأة أو الرجل.و من لم يصدق فليسأل أي معتقل سياسي سابق هل استطاعت الدراهم التي صرفتها الدولة لتعويضه، أن تنسيه مذلة العصا و الضربات التي لم تترك أثرها على جسده و إنما تركت جراحا لن تندمل بين أثلام روحه.

و يبدو أن هذه الأمة العربية لديها مشكلة حقيقية مع المرأة، فهذا يصدر كتابا يعلم فيه المسلمين كيف يضربون زوجاتهم، و آخر يصدر فتوى يمنعها من قيادة السيارات، و ثالث يمنعها من السفر، و رابع يحذر من الاختلاط بها في الجامعات و المعاهد. لم يبق سوى أن يجمعوا كل النساء و يرسلوهن الى كوكب المريخ ليرتاح الرجل من غوايتهن. خاصة و قد وجدوا هناك جليدا و أثرا للماء.

و أعتقد جازما أن هذا الكتاب لو صدر في العالم العربي للقي الترحيب و التصفيق في أكثر من جامعة و معهد، فهناك في هذا العالم العربي المتخلف من لا يحلم فقط بسن قانون يسمح له بضرب زوجته و إنما بدفنها حية وراء البيت.
( يقال أن هذه كانت عادة قديمة عند العرب يمارسها القوم مع بناتهم خاصة ).

و لحسن الحظ أنهم في أوربا ليس لهم فرع للازهر الشريف.

و أود أن أختم بنصيحة للقارئ. إنني أرى أن من الضروري على الأسر العاقلة السوية ألا تعلم بناتها فقط القراءة و الكتابة، و إنما أيضا إحدى رياضات الدفاع الذاتي ليكون بمستطاعها أن تدافع عن نفسها كلما حاول زوجها الاعتداء عليها بالضرب، و لا تنقص الامثلة هنا فكم من عربي من أنصاف الرجال جرب أن يمد يديه على زوجته فغادر بيته و أسنانه في يديه.

طابت أوقاتكن.
__________________
حـسـب الـواجـد إفـراد الـواحـد لـه ...
حـسـب الـعاشـق تـلـمـيـح الـمـعـشـوق دلالا ...
و أنـا حـسـبـي انـي ولـدتـنـي كـل نـسـاء الأرض و أن امـرأتـي لا تـلـد ...