عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 28-12-2004, 07:45 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

#الحلقة (8)#

تابع مشاكل العهد الجديد

3-ماذا كانت معجزة المسيح؟؟

كان لا بدّ لكلّ نبي من معجزة لإثبات بأنّه من الله. اتى السيد المسيح أيضا إلى شعبه، اليهود، بالبعض من المعجزات ليعتقدون بأنّه أرسل من الله. عندما جاء الفريسيين إلى السيد المسيح، يسألونه بأن يأتيهم باحدى المعجزات ليؤمنوا بأنه من عند الله ماذا قال لهم؟ هل قال انى احى الموتى, او اشفى الأكمه والأبرص؟ لقد كانوا يعلمون ذلك ومنهم من راى ذلك رؤى العين فماذا اذن كان جواب المسيح، لقد أجابهم كما هو بنص الأنجيل...
“جيل شريّر وزان يطلب معجزة : لن يكون هناك معجزة ، الا معجزة النبي يونس: فكما كان النبي يونس ثلاثة أيام وثلاث ليالي في بطن الحوت: لذا سيكون إبن الرجل ثلاثة أيام وثلاث ليالي في قلب الأرض. ماثيو 12:39-40.
سألت صديقي ان كانت متتبعة قراءتى أعلاه...... أكّدت ذلك....
سألتها ثانية “ لماذا يسأل الوثنيون والفريسيون عن معجزة ؟ أجابت” “ ليؤمنوا به بالتأكيد سألتها ثانية ليؤمنوا بكونه ماذا ؟ أجابت أن يكون المسيح المنتظر، قلت ذلك عظيم. لذا، عرف السيد المسيح بأنّ المعجزة التى سيعدهم بها هى الفيصل لجعلهم يؤمنون به أن يكون السيد المسيح، النبي الذي كانوا ينتظرون. فماذا وعدهم السيد المسيح ؟ فقط معجزة واحدة، معجزة النبي يونس. لقد قطع عهدا على نفسه ان يكون مثل النبى يونس فى بقاءه حيا ثلاث أيام وثلاث ليال فى ظروف يصبح البقاء فيها على قيد الحياة معجزا. فالنبى يونس بقى حيا ثلاث أيام وثلاث ليال فى بطن الحوت, وكذلك المسيح يتعهد بأن يبقى حيا فى بطن الأرض ثلاث أيام وثلاث ليال . السيد المسيح كان مدرك بأنّ صلاحيته فى كونه السيد المسيح, معتمدة على هذه المعجزة. إذا نجح فى الأتيان بتلك المعجزة فهم يجب أن يؤمنوا به. اما إذا أخفق فعندهم العذر لرفضه وحتى لقتله لأنه سيكون كاذب.
وافقت صديقتى النصرانية على هذا. من المحتمل لأنها لم يساورها شكّ فى ان السيد المسيح قد أنجز وعده. على أية حال، طلبت منها متابعتى.
صرّحت الإناجيل الأربعة بأنّ السيد المسيح قد صلب يوم الجمعة بعد الظهر. لهذا نحتفل بالجمعة العظيمة. هي الجمعة التي دفع السيد المسيح دمّه الخاص لذنوب البشرية. على أية حال، بقدرما كان اليهود متسرعين لشنقه على الصليب، هم كانوا في نفس العجلة لإنزاله من الصليب قبل غروب يوم الجمعة..لمـاذا ؟, بسبب يوم السّبت. يبدأ السّبت في حوالي 6 مساء من يوم الجمعة حسب التقويم اليهودى واليهود حذّروا في سفر التثنية 21:23 بأنّ ضحيّة الصلب كان "ملعون من الله" ولم يكن مسموح لهم بابقائه على الصليب فى السبت. إعتماد على ذلك فقد انزلوه من الصليب و دفنوه قبل غروب شمس الجمعة. ( لاحظ وصف الرب الشخص المصلوب بأنه ملعون فاذا كات المسيح هو الرب أو ابن الرب فعلا فهل هو والعياذ بالله ملعون ؟)
من قصة الصلب نستنتج أن السيد المسيح يفترض بأنه كان في القبر في ليلة الجمعة. وهو ما زال مفترض أن يكون في القبر في نهار السّبت. هو ما زال مفترض أن يكون في القبر أيضا في ليلة السّبت. يوافق النصرانيون بشكل متحمّس لهذا ولكن لماذا ترانى اردد كلمة ( كان مفترض ) ان الأجابة بسيطة , إنّ الإنجيل صامت بالنسبة لتحديد الوقت بالضبط الذى خرج فيه السيد المسيح من القبر, فالأنجيل لا يحدد أبدا متى قام المسيح من قبره ولكنه فقط يشير الى أنه لم يكن فى القبر يوم الأحد صباحا , كان يمكن لتوابعه السريون أن يأخذوه ليلة الجمعة مثلا أو نهار السبت إلى مكان مناسب وأكثر راحة، لكنّي ليس لي حقّ للإفتراض حول شيىء ما بقى الكتّاب الإلهي صامت حياله. فنحن لانعرف متى قام المسيح من قبره. ولكن عموما نعرف بأنه لم يكن فى قبره صباح الأحد. بعد السّبت، عند الفجر في اليوم الأول في من الإسبوع، ذهبت ماري مجدلين للنظر إلى القبر ” ماثيو 28:1-7. ومريم المجدولية بالطبع لم تجده هناك, اذن لنفترض انه قام من قبره يوم الأحد صباحا
دعينا ننتقل إلى النقطة الأخرى، المعجزة نفسها.
بقى يونس في بطن الحوت لثلاثة أيام وثلاث ليالي. فكم بقى السيد المسيح في بطن الأرض؟.
يمكن أن نحسب ذلك بسهولة... ليلة الجمعة + يوم السّبت + ليلة السّبت.
سألت صديقتي النصراني “ كم بقى في القبر ؟ يوم واحد وليلتان، اليس كذلك؟ ” وافقت، فالمسألة كانت واضحة جدا. “
هل أوفى السيد المسيح بوعوده في البقاء ثلاثة أيام وثلاث ليالي فى باطن الأرض مثل يونس؟
هل كان مشابه ليونس فى عامل الزمن؟ ”
إنّ الجواب كلا
ليس الوقت الذي بقاه السيد المسيح في القبر هو المشكلة الوحيدة على أية حال. هناك مشكلة أخرى في تنبؤ السيد المسيح. انها الحالة التى بقى عليها فى القبر.
ان سفر النبى يونس فى العهد القديم يخبرنا بأنّ يونس طلب من رفاقه فى المركب لأخذه ورميه فى البحر. “ خذونى والقونى”. لقد كان حيّا عندما أسقطوه فى البحر.وإبتلعه الحوت بينما هو حي ّو وبقى في بطن الحوت لثلاثة أيام وثلاث ليالي حيّ ,فهو كان يصلّي إلى الله بينما هو في بطن الحوت وبالتأكيد لا يصلّي الميتون..أليس كذلك؟ يقول الأنجيل: صلّى يونس إلى الله من داخل بطن الحوت (يونس 2:1).
سألت صديقتي بعد كل تلك البيانات “ هل كان يونس في بطن الحوت، حيّا ام ميّتا؟. ” قالت, حيا
… ان سألت أيّ نصراني نفس السؤال فهو سيجيب حيّا حيّا حيّا. . .
الآن عندما نتحدّث عن السيد المسيح، سألتها مجددا.. “ كيف كان السيد المسيح في القبر، حيّا أو ميّتا؟ أجابت بعد ان ادركت حجم المعضلة التى هى بصدد أن توقع نفسها بها..لقد كان ميتا !!!”
لا شكّ فى اننى اننى لو سألت أى مسيحى آخر نفس السؤال، فهم سيصيحون بصوت عال في صوت واحد بدون تردد ميت ميت.
هل أوفى السيد المسيح بوعده حيال بقائه حيّا في القبر؟
هل كان مشابه ليونس فى الحالة التى بقى عليها فى القبر؟
إنّ الجواب كلا
ان المسيح لم يكن كيونس ابدا.. فهو لم يأتى بما أتى به يونس. لقد بقى يونس حيا لثلاثة أيام وثلاثة ليال فى بطن الحوت. اما المسيح فقد بقى فى القبر ميتا ليوم واحد وليلتان . أين التشابه هنا؟ هل كذب المسيح؟
طلبت من صديقتي بـخبث نسيان أن يكون السيد المسيح ميتا في القبر. دعينا نعتبره حيّ في القبر. أنا كمسلم لاأجد اى أذى في إعتباره حياّ في القبر. رفضت صديقتى الموافقة على هذه الفرضية، ببساطة لأنها إذا وافقت على هذا الرأي فكأنما تقول بالأحرى بأنّ السيد المسيح لم يمت على الصليب. وبذلك فهو لم يدفع دمّه من اجل ذنوبنا , وعندها تكون النصرانية مزيفة ويصبح المسيح رجل عادى. انه لأهون على المسيحى الصادق ان يموت ولا ان يفترض مجرد الأفتراض أن المسيح لم يمت على الصليب وأنه كان حيا فى قبره.

أردت ان اسأل سؤالا آخر.
“ إذا كان السيد المسيح قد مات على الصليب،وفقا لذلك فهو كان ميتا في القبر، أين المعجزة اذن..؟ يمكن لأي واحد أيا كان أن يبقى ميتا في القبر لثلاث سنوات وليس لثلاثة أيام. قد يجادل بـعض النصرانيون فى هذا.. سيقولون أن المعجزة كانت القيامة بحد ذاتها..، القيام من بين الموتى,. هذا خاطئ. السيد المسيح كان واضح في كلماته.. هو لم يقل بأنّني سأقوم حياّ من بين الموتى, ان كانت تلك هى معجزته، فقد كان يمكن له أن يقول ذلك بشكل واضح. ولكنه لم يحدث..لقد ضرب مثلا بيونس ووعد أن يكون مثله. يونس لم يمت, ولم يقم من بين الموتى. هذه هى المعجزة الوحيدة التي كان عليه أن ينجزها لجعلهم يؤمنون بأنّه كان السيد المسيح, أن يكون مثل يونس.
على أية حال فهو لم يأتى بتلك المعجزة أبدا، ووفقا لذلك فهم لم يؤمنوا به حتى اليوم.
سألت صديقتى ..ماقولك؟.. أجابت ان كل ماقلته صحيح..…
همست إلى صديقتي. “ استعدى الآن للكارثة التالية..
هل تصدقين ان كل ماقلناه عن المعجزات حتى الآن ليس الا هراء..؟ لأن التوراة تبقي تفاجئنا ”. تسائلت لماذا أقول هذا.!!. إستجديتها لفتح مارك 8:11 وان تقرأ بصوت عالي من انجيل القديس مارك هذه المرة عن نفس الموضوع. ..فتحت الأنجيل وبدأت القراءة.
“جاء الفريسيون وبدأو بسؤال وإستجواب السيد المسيح لإختباره، سألوه عن معجزة من السماء. ..نظر اليهم بعمق وقال .. “ لماذا يسأل هذا الجيل عن معجزة !! ؟ أقول لكم الحقّ، انه لن تعطي إليه واحدة.. ” ثمّ تركهم وعاد إلى المركب وعبرالى الجانب الآخر ” مارك 8:11-13.
ماذا أقول؟ لا معجزة؟ أين الأيام الثلاثة واليالي الثلاث ؟ أين الحوت؟ من يكذب هنا؟ مارك؟ .هل وعد السيد المسيح بمعجزة ام لا؟.
صمت عميق لمدة طويلة … مئات من علامات الإستفهام … لكن دون اجابة.