عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 28-12-2004, 07:52 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

البعض من النصرانيين على أية حال يدّعون بأنّ السيد المسيح لم يسمح لماري بلمسّه لأنه لم يذهب إلى أبّيه بعد لمعرفة ماإذا كان الدمّ الذى دفع على الصليب قد لاقى قبولا من الأب السماوى أم لا..ولكن عندما سيذهب المسيح إلى الحواريين في الغرفة العليا، فهو سيحتاج لدعوتهم للمسّه ليأكد لهم انه حى...اليس ذلك غريبا؟ اماذا يرفض أن تلمسه مارى عند القبر ثم يأتى للحواريين ويدعوهم للمسه !. من المحتمل بانه حينها قد صعد إلى الله وعرف مصير القربان الذى قدمه تم عاد مجددا ليتسلى مع حوارييه كما سنرى... هذه فكرة فظيعة وغريبة.
بعد التحدّث مع ماري ذهب السيد المسيح إلى الحواريين، رفاقه المحبوبون الذين رافقوه أثناء حياته التبشيرية. أولئك الحواريين لم يحضروا عملية الصلب طبقا لللأناجيل الأربعة.فمارك يقول عند ّالنقطة الحرجة في حياة السيد المسيح: "هم جميعا تركوه.... هم سمعوا بأنّ سيدهم قد شنق على الصليب؛ سمعوا بأنّه اسلم روحه؛ سمعوا بأنّه كان ميت ومدفون لثلاثة أيام. لا أحد منهم رأى بعينيه كما رات مريم المجدولية الحدث لأنهم جميعا كانو مختبئين . لذا عندما رأوا السيد المسيح مرة أخرى كان لا بدّ أن يعتقدوا بأنّه كان روحا. “ هم بوغتوا ورعبوا، باعتقادهم أنّهم رأوا شبحا ” لوك: 24: 37 فلا عجب لهؤلاء الرجال الشجعان العشر انهم قد أرعبوا." هم أرعبوا لأنهم ووجهوا بروح للمرّة الأولى على الإطلاق في حياتهم. لاحظ السيد المسيح تخوّفهم ولذا قال لهم ' انظروا يديي وأقدامي لماذا يدخل الشكّ عقولكم؟ ، ليس للروح لحم وعظام كما ترون بأنّه عندي. ، ' (لوك 24:39).
لم يكن الحواريين مطمئنين رغم ذلك لهويته, لذا كان لا بدّ أن يطمأنهم أكثر. كان لا بدّ أن يثبت لهم بأنّه ليس روحا. قال لهم “ هل اجد عندكم أيّ لحم؟ "وهم أعطوه قطعة السمك المشوي وقرص عسل، وهو أخذه، وأكل أمامهم." (لوك 24:41-43).
لماذا يطلب منهم لمسّه ؟ لماذا يأكل أمامهم ؟ هل هو جائع ؟

عرف السيد المسيح بأنّ الحواريين إعتقدوا بأنّه كان روحا. فإذا كان حقا روح, فهو كان سيخبرهم بالأحرى ...نعم أنا الروح. لكنّه كان يعمل ما بوسعه للإثبات لهم بأنّه كان نفسه وليس روحا“ بإنّني نفسي ”، السيد المسيح، الرجل ليس الروح. هو يثبت هذا بجعلهم يلمسّون لحمه وعظامه فالروح ليس لها عظام. هو أيضا كان لا بدّ أن يأكل أمامهم , فالروح لا تأكل ، اما إذا كان حقا روح فهل كان يخدعهم؟
لقد كان يثبت لهم انه حى
المشكلة الأخرى.....
لماذا تذهب مريم المجدولية إلى القبر يوم الأحد في وقت مبكّر صباحا ؟ ان السيد المسيح وعد بالبقاء ثلاثة أيام وثلاث ليالي في القبر،و ليس يوم واحد وليلتين. كان لا بدّ لمريم المجدولية أن تذهب إلى القبر في مساء الإثنين و ليس صباح الأحد. علاوة على ذلك إذا كانت حقا قد ذهبت لتتأكّد بأنّ السيد المسيح قد قام من الموتى، كان يجب للحواريينن ان يذهبوا معها أيضا ، لكن مريم المجدولية على أية حال ذهبت قبل موعد قيام المسيح، وذهبت لوحدها.اذن كان عندها سبب آخر للذهاب هناك فى ذلك الوقت, فماذا ياترى ؟.
عندما نتذكّر بأنّ مريم المجدولية كانت الوحيدة من كلّ التوابع الذي حضروا الصلب حقا، يمكن أن نستنبط السبب. لقد رأت مريم المجدولية شيءا علي المسيح قبل ان ينزلوه من الصليب. هذاالشيء جعلها تعتقد بل تؤمن بإنّه ما زال حيّ. وفقا لذلك في صباح اليوم الأول بعد السّبت ذهبت للتدقيق بنفسها.
هذه الفكرة ما زالت منطقية فى ظل ردود فعل مريم المجدولية. فعندما رأت القبر فارغ والحجارة أزيلت فهي لم تهتم بل ظلت تبحث, كانت هناك لتبحث عن السيد المسيح الحيّ و ليس السيد المسيح الروح المنبعث من الموت. . . ماذا حدث عندما لم تجده؟ بدأت البكاء. لماذا تبكي؟ إذا كانت هناك لترى ان كان السيد المسيح قد قام من موته حقا ووجدت القبر فارغا, فكان بالأحرى أن تبدو سعيدة لأن ذلك يعني بأنّه قام حقا. إنّ الحقيقة هى أنّها عرفت بأنّه كان حيّ, لهذا كانت تبكي عندما لم تجده. علاوة على ذلك، فعندما رأت (البستاني) سألته مباشرة , “ أين أخذته؟ إذا كنت قد أخذته إلى مكان أكثر أمانا اخبرنى لذا أنا سآخذه؟ ” ..ولماذا مكان أكثر آمانا؟ ، جثث الموتى لا يلزمها أماكن آمنة. ولماذا تعتقد ّ مريم المجدولية ان البستاني قد أخذه إلى مكان آخر. لماذا لم تفكّر بأنّه قد بعث ثانية حسب وعده ؟ ولماذا كانت تبحث عن جثّة؟ ماذا يمكن ان تعمل مريم المجدولية بجثّة رجل لوحدها؟ هلّ بالإمكان أن تأخذ جسم ميت متعفّن لوحدها ؟ إنّ الأجوبة لهذه الأسئلة بسيطة. فهولم يكن ميتا، وهي لم تكن تبحث عن جثّة. هي كانت تبحث عن رجلا حى، ربما جريح. لهذا عندما ادركت بأنّ هذا (البستاني) ليس الا السيد المسيح بنفسه، ركضت إليه ولم تحسّ بالرعب, لأنها جاءت الى القبر لرؤية رجل حيّ و ليس رجلا ميتا أو منبعثا.
الآن اذ نقارن ردّ الفعل هذا بردّ فعل الحواريين ,يمكن أن نرى الإختلاف. الحوارييون ,عشر رجال شجعان لم يركضوا اليه ، بدلا من ذلك، أرعبوا وخافوا منه, لماذا ؟ لأنهم لم يشهدوا الصلب فقد كانوا مختبأين واعتقدوا بأنه مات وعليه فهذا الذى أمامهم ليس ألا روحا.
صديقتى النصرانية كانت ساكنة تماما الآن فالمنطق كان يتكلّم. على الرغم من هذا، أرادت المجادلة. على أية حال، كان عندي حجر واحد في جيبي يتعلّق بالموضوع... وأردت التخلص منه.
سألتها “ إذا كان المسيح قد بعث حقا فهو يجب أن يكون خالدا... هل توافقين ؟ وافقت.
سألت ثانية “ إذا كان خالدا فيجب أن يكون روحيا و ليس بشريا هل توافقين ؟ “ وافقت .
سألت ثالثة, “ إذا كان روحيا فهو لن يحتاج لفتح الباب للدخول ؟ ” قالت , صحيح ....
هنا رميت بحجارتي الأخيرة إلى صحنها , “ لماذا اذن تجد مارى الحجر الكبير الذى كان يغلق القبر قد تزحزح من مكانه؟ لماذا كان لزاما على الملابس التي قد لفّ فيها أن تفكك؟ .. لماذا؟ لم أنتظرها للإجابة. بدلا من ذلك، أجبت " حتى يستطيع أن يتحرك و يخرج من القبر. هل الروح بحاجة إلى هذا؟... لا. فاذن ، لماذا ؟ لأن السيد المسيح لم يكن منبعثا ، ، لم يكن خالدا, بل هو كان رجلا طبيعيا، حيّ و ليس منبعثا من الموتى. هو لا يستطيع الخروج من القبر مالم يزيل شخص ما الحجر, ويفكك الشرائط الملفوفة حول جسده.
ان السيد المسيح لم يمت على الصليب ولم يدفع دمه لتخليص البشر.
شعرت صديقتى النصرانية باللاحباط لأن الحقائق الجديدة كانت تحطّم إحدى الأعمدة الرئيسية للنصرانية. إنّ الخلاص ومفهومه محض خدعة....
يخفق الأنجيل ثانية في تدعيم الخلاص.....