عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 24-03-2006, 12:19 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

ونحن أمّة لنا الحق أن نقاتل دون ديننا ، وعزتنا ، وكرامتنا ، ودماءنا ، وأعراض نساءنا ، وأنتم أمـّة قـد بغت علينا ، واعتدت ، وما تنقمون منا إلا أن آمنا بالله ربنا ، على الله توكلنا ، والله يفتح بيننا ، وبينكم بالحق ، وهو خير الفاتحين .



قالوا : غير أننا كنـّا في صلاتنا ، نقنت على هؤلاء الشيوخ المخذلين ، وندعو الله عليهم ، لأنّنـا لم نجد شيئا أثقل على نفوسنا ، من أن يُسمعنا الأعداء ، كلاما لمن هم من بني جلدتنا ، أشـدّ ما يكونون هم فرحا به ، وأشد ما نكون نحن حزنا بسببه ، فكنـّا نقنت عليهم لنريح صدورنا من غمّها .



فقلت لهم حينئذ : فإني والله كنتُ أقول ، ما هذا الخذلان الذي يقع من بعض المنتسبين إلى العلم ، فيستعملهم الشيطان في الصدّ عن دين الله ، ومحاربة المجاهدين ، فيفرح بهم أعداء الله ، إلا بدعاء أصابهم بذنوبهم ، نسأل الله العافية من الفتن ، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيـلا .



ومما ذكروه أيضا : أن بعض السجّانين كانوا يسلمون لما يسمعونـه منـّا ، وما يرونه علينا ، فكانـت إدارة السجن تخرج من يُسلم ، قالوا : وعلمنا بعد ذلك أن السجانين الجدد ، كانوا يُهدّدون أنهم إذا أسلموا ، سيعاقبون بنقلهم إلى العراق !



ومما ذكروه أيضا : أن إدارة السجن ـ وجميعهم أطباء نفسانيين ـ قالوا لنا : إننا لنعجب من شيء لانجد له تفسيرا، إذ كيف بقيتم انتم ثابتين على عقولكم ، بيننا نحن قد أسسنا هذا الحبس ، وجعلنا فيه كل ما درسناه في علم النفس ، مما يضمن أن لايخرج منه شخص بعقله ، فلا يخرج إلا مخبولا ،



فقلنا لهم : إن ما في قلوبنا من الإيمان أمر عظيم وراء معارفكم كلها ، لايعرفه إلا من جربه ، ومن خالطت بشاشته قلبه لم يسخطه أبدا ، وهو لنا ثبات القلب ، وسكينة الروح ، وجنّتنا في هذه الحياة .



ومن القصص أيضا : أنهم كانوا يحضرون لنا العاهرات لإغوائنا ، بعدما رأوا أن التعذيب لايزيدنا إلا إصرارا على الحق الذي نحن عليه ـ فكانت أحداهن تفعل كل شيء لإيقاع المجاهد في هاوية الشهوات ، غير أن الله تعالى ألقى على الإخوة سكينة من عنده وتثبيتا ، فكنا نحتقرهــنّ ، حتى إنّ أحد الإخوة المجاهدين ، بصق في وجه إحداهن فوقع ما بصقه في فمهـا ، فكان من أمره العجب ، كالسم الناقع ، وأخذت تقيء قيئا منكرا ، وتبكي ، وتصرخ ، حتى أخرجوها من غرفة التحقيق ، ثم جاءت في يوم آخر ، وبينا المجاهد في قيوده ، وجعلت تمسح على جسده بدم حيضها ، وهو على ثباته وسكينته .



ومما ذكروه : أنهم رأوا بعض الخونة الذين استعملهم العدوّ ، ثم سخط عليهم ، فألقاهم في السجون ، فكنـّا نراهم في حـال من البؤس ، والكآبة ،والخذلان ، فنحمد الله تعالى على ما من به علينا من الثبات ، والسكينة ، والاطمئنان .



ومما ذكروه أيضا أن العدوّ ، كان يقول لهم : إننا لانأمن مـن أحدٍ منكم مهما كان صغيرا ، فشبابكم أشد خطرا ، وقد رأينا من أفعالهم وشجاعتهم ما أكّد لنا ذلك .



ومما ذكروه أيضا : أن الوقت كان يمر علينا فلا نشعربه ، حتى إنّا كنا لانصدق أن السنة مضت ، ودخلت السنة التي تليها ، فقلت لهم : هذا من آيات الله تعالى ، يبارك في الزمان أحيانا فيطول على المؤمن ، فيعمل فيه من العمل الصالح مالا يقدر عليه غيره ، ومن هذا ما أثر عن كثير من السلف من ختم القرآن في وقت قصير ، وكما صح في الحديث أن داود عليه السلام كان يختم القرآن ـ أي الزبور ـ ما بين أن يأمر بسرج دابته حتى تسرج .



ومن ذلك أنه سبحانه يمُضي الزمن سريعا على المؤمن المبتلى ، ليهوّن عليه البلاء ، ولهذا كان زمن يوم القيامة خمسين ألف سنة ، غير أنه على المؤمنين كما بين العصر والمغرب .



ومما ذكروه أيضا : ما فتح الله عليهم من حفظ القرآن ، ولذّة المناجاة ، وحلاوة الشعور بالقرب من الله تعالى ، قالوا : لو كنـّا نعلم أنه يأتي في ذلك المكان ، لطلبناه بالقتال ، ولولا أن العبد لايشرع له أن يسأل البلاء لطلبناه ، ونحن الآن في فتنة السراء وهي أشـدّ علينا .



ونختم بالمسك : فمما ذكروه أيضا ، أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، يعظهم ويثبتهم ، كانت تقع لهـم كثيرة جدا ،



قال أحدهم رأيته صلى الله عليه وسلم وقال لي : ستخرجون ، وإنكم منصورون ، غير أنكم قوم تستعجلون .



فالله أكبـر ، ولله الحمد ، والعزة للإســـلام ،،
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)