الحسد هو الإيذاء الفعلي الذي يقوم به الحاسد والذي قد يقتل به نفسه بنفسه ، وما يجري ويتم هو استهلاك لنفسية الإنسان ، والتي من الواجب أن توجه لخدمة الإنسانية والآخرين ، لا أن يدخل نفسه في متاهات فكرية ونفسية ، وبالتالي يؤذي نفسه أو غيره بداءاً من التوتر وحتى الكآبة وانفصام الشخصية وقد تصل أحياناً إلى الجنون ، وهذه الحالة قد تدفع صاحبها إلى النظر إلى جميع ما يكتب الآخرين ، وكمحاولة منه للخروج من هذه الحالة يقوم بإيقاع الأذية ، والإيذاء الفعلي ليس أمنية في زوال خراب ناعورته أو حلم برسوب ابنه ، وإنما الأذى أن يمسك بحجر ويكسر زجاج بيته .
هذا هو الحسد الفعلي وهذا هو المقصود والذي اخبرنا عنه رب العزة وحذرنا منه بقوله { من شر حاسد } ، ولأن الإسلام أفضل من عَلّمَ ، ووجه هذه الحياة .
على المعنيين دور هام وحيوي جداً في التعامل مع هذه القضية ، وهذا الدور يقتضي منهما أن لا يساقا إلى الاعتقاد بهذه الأمور أو اللهاث وراءها بأيديهم ، ولذلك بقليل من الوعي وروح المسئولية والإدراك والتفهم والبحث عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك ، فالقائد الذي عاد بشرذمته يستطيع أن يوجه وينهض بعقل وفكر وثقافة جماعته ، وهم كذلك يمكنهم المبادرة بزيارة الطبيب أيا كان اختصاصه وأولهما النفسي ويجب آن تكون زيارة دورية واجبيه يجب أن تتم بكل سرور ورحابة صدر ، لأن في ذلك خلاصاً لهم ، من يد الدجالين وسرقتهم وشعوذتهم .
والمجتمع ككل لن يستطيع أن يتخلص من هؤلاء إلا بوعي الأعضاء خصوصاً المسؤولين منهم ، لأن أي قرار أو إجراء إداري لن يمنع عملهم ، وإنما امتناع الناس عن ارتيادهم هو من سيمنع عملهم .
سلام