د :- أمانته
إن الإسلام دين كامل ، وشرع شامل ، جاء به محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين من تمسك به أعزه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله ، وإن مما أمر به هذا الدين الكريم الكامل ، وهذا الشرع العظيم الشامل ، " الأمانة " فهي خلق فاضل ، وسلوك محمود ، حث عليه ودعا إليه الإسلام قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
وقال سبحانه وتعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ( أخرجه الترمذي ( 1264 ) .
وحسنه وأبو داود ( 2 / 260 ) وإسناده حسن وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : أن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال مخاطبا النجاشي ملك الحبشة : " أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام . . . وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار . . . " ( أخرجه أحمد في المسند ( 1 / 202 ) وصححه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - ) .
فليس من الغريب أن يكون الشيخ / عبد العزيز متصفا بهذه الصفة الحميدة والخلة الرشيدة ، والمنقبة الجليلة ، وهي من أبرز صفات من لنا به الأسوة الحسنة ، والقدوة الصادقة ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك ، من أن العالم الإسلامي بأجمعه قد ائتمنوه ليس فقط على أموالهم وودائعهم وأمانتهم؛ بل على أفكارهم وتوجهاتهم الدينية ، فهو مفتي المسلمين ، ومرجعهم الأول في هذا العصر ، ومما يؤكد ذلك حرص ولاة الأمر ، والوجهاء وأعيان البلاد والقضاة وغيرهم ، على استشارته في دقائق الأمور وعسيرها ، مما يستلزم فكرا وقَّادا ، وحجة نيرة ، ونزاهة في القصد ، وإخلاصا في العمل ، وأمانة في الفتوى ، ولقد رأيت بأم عيني كثير من هؤلاء ، وأولئك ، يأتون إليه في منزله ومكتبه لأخذ المشورة الصادقة ، والنصح السديد ، والتوجيه المفيد ، ومما يدل على حبه للأمانة ، حرصه الشديد على تذكير الأمة بالأصول النافعة ، والكلمات السديدة ، في المناسبات العامة : وذلك بكلمة وعظية ، وإرشادات دينية ، يرى أن القيام بدورها ، والتضلع بمسئوليتها أمانة في عنق كل مسلم وهبه الله علما وفقها في الدين ، فجزاه الله خيرا ، وأعظم له الثواب .
.. يتبع ..