عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 04-02-2005, 02:35 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

بيـان من
سماحة مفتى عام المملكة العربية السعودية


بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه .

إخواني إن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا هي هدايتنا لهذا الدين العظيم ولولا هداية الله لما اهتدينا فله الحمد ظاهرا وباطنا هذا الدين دين الإسلام هو الدين الذي أكمله الله وأتمه ورضيه لنا دينا يقول تعالى/ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا / فهو الدين الكامل التام في العقائد والعبادات والمعاملات الكامل في بيان الشؤون الأسرية والقضائية وغيرها مما فيه صلاح العباد في دنياهم واستقامة أمر معاشهم وفيه أيضا سعادتهم في أخراهم فالواجب على العباد الرضا بهذا الدين وقبوله والتسليم له والانقياد لأوامره والانزجار عن نواهيه رضا بما رضيه الله لنا / ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير / ولأن الله سبحانه لا يقبل من العباد دينا سواه / ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين / .
وهذه الشريعة العظيمة جاءت بأمور كلية لا يجوز لأحد كائنا من كان مخالفتها من ذلك أن الشريعة العظيمة جاءت بتحقيق المصالح وتكميلها وبدفع المفاسد وتقليلها وجاءت بتقديم المصالح العامة على المصالح القاصرة وجاءت هذه الشريعة بالعدل في جميع الأمور الخاصة والعامة وتحريم الظلم أيا كان نوعه ودوافعه وجاءت بالحفاظ على الكليات الخمس الدين والنفس والمال والعقل والنسل فهذه الكليات العظيمة وغيرها من كليات الشريعة وجزئياتها يجب علينا التواصي بحفظها وتطبيقها وعدم الإخلال بها فإن هذا هو سبيل النجاة يقول الله عز وجل / والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر / .
والتذكير بهذه الأمور وغيرها من شريعة الله واجب ويتأكد الوجوب والبيان ويحرم الكتمان أو تأخير البيان عند الحاجة إليه فمتى احتاج أهل الإسلام لبيان شيء من شرع الله وجب البدار ببيانه وحرم تأخير البيان أو كتمانه وحاجة الأمة للبيان تكون عند إقدامهم على شيء من الأفعال أو الأقوال عبادة أو غيرها ويجهلون صفتها أو حكمها فيجب بيان ذلك وقد يكون بأن يرى العالم من العباد من يتقحمون مالا يجوز لهم ويرتكبون ما لا يحل حينئذ يجب عليه البيان ويحرم عليه السكوت إبراء لذمته ونصحا لأمته وخروجا من العهدة يقول تعالى / وإذ أخذنا ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه / .
وإن مما ظهر في زماننا وعظم خطره واشتد على أهل الإسلام أثره ما كان من بعض أبناء المسلمين الذين استهوتهم شياطين الإنس والجن فصدوهم عن الصراط المستقيم حتى عادوا أسلحة موجهة ضد الإسلام وأهل الإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأمر هؤلاء وأمثالهم وإن كان واضحا عند من أنار الله بصيرته إلا أن بيان جرمهم وعظيم خطرهم في هذه الأوقات واجب وتأخير ذلك أو كتمانه من قبل أهل العلم محرم وقد ظهر الإنكار عليهم بحمد الله من أهل العلم مجتمعين ومنفردين فلم يبق لهم مستمسك إلا الهوى . ولمعرفة حكم أفعالهم نعد بعض جرائمهم فمنها ..

1 / التصدي للكلام في دين الله عز وجل بغير علم يؤهلهم لذلك .
2 / نسبة ما يفعلونه من الجرائم إلى دين الإسلام .
3 / تكفير المسلمين.
4 / قتلهم للمسلمين .
5 / قتلهم للمستأمنين .
6 / إعلانهم الخروج عن طاعة ولي الأمر في هذه البلاد .
7 / إعلانهم استهداف بعض الأماكن والأشخاص بالقتل والتفجير والتدمير .
8 / خفرهم ذمة ولي الأمر .
9 / اعتداؤهم على الممتلكات المحترمة وعلى أماكن حفظ الأمن في البلاد .
10 / سعيهم إلى الإخلال بأمن هذه البلاد .
11/ ترويعهم للآمنين في هذه البلاد .
12/ سعيهم لانتقاص هيبة هذه البلاد الإسلامية وتسليط الأعداء عليها وفتح ثغرات لأهل الكفر على أهل الإسلام .
وغير ذلك من الجرائم البشعة والأمور العظيمة المنكرة التي لم تعد خفية فقد شاهدها الناس وعانوا منها وشهدوا عليهم بها وقانا الله شرها. ومن المعلوم أن كل واحدة من العظائم السابقة محرمة ومن كبائر الذنوب فكيف بها مجتمعة .

ومن أدلة تحريم ذلك ..

قول الله تعالى .. / ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون / .
ويقول سبحانه وتعالى .. / قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون / .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم / أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما / متفق عليه .
ويقول صلى الله عليه وسلم / ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه / أخرجه الإمام مسلم .
وقال تعالى في تحريم قتل المسلمين وغيرهم بغير حق .. / ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق / .
وقال .. / ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما / .
وأما تحريم الخروج على ولي الأمر فظاهر جدا فإن الله أمر بطاعته في قوله سبحانه .. / وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم / .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم .. / من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية / أخرجه البخاري ومسلم .
وأما خفر الذمم ونقض العهود فإن الله تعالى يقول .. / يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود / .
ويقول صلى الله عليه وسلم .. / المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم / أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
قال البغوي في شرح السنة يسعى بذمتهم أدناهم أي أن واحدا من المسلمين إذا أمن كافرا حرم على عامة المسلمين دمه وإن كان هذا المجير أدناهم قبل أن يكون عبدا أو امرأة أو عينا تابعا أو نحو ذلك فلا يخفر ذمته.
وكل ذلك تحقيقا للصدق الذي جاء به الإسلام والوفاء بالعهد وتحريم الغدر فالإسلام ليس دين الغدر والخيانة بل تلك صفات أهل النفاق.
وإذا كان هذا في أدنى المسلمين فكيف بذمة ولي الأمر وإذا كان الكافر قد دخل البلاد بأمان أو بما يعتقده هو أنه أمان وجب تأمينه وحرم الاعتداء عليه والغدر به .
هذه بعض الأدلة التي تبين شناعة تلك الأفعال أوردناها مختصرة لقصد التحذير من تلك الفعال وإلا فنصوص الكتاب والسنة بحمد الله جاءت وافية شافية في هذا الباب .
ثم إن من نظر إلى هذه الجرائم وما يترتب عليها من السعي في إخلال الأمن وترويع الناس واضطراب أحوالهم علم أن هذا ضرب من الحرابة والفساد التي حرمها الله أشد التحريم في قوله تعالى .. / إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم / .
ويقول تعالى .. / ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يجب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد / .
وهذه الأفعال المشينة مخالفة لكليات الشريعة أصرح مخالفة ففيها من المفاسد مالا يحصى ولا مصلحة ظاهرة منها وفيها الاعتداء على المصالح العليا العامة لبلاد المسلمين وفيها الاعتداء على جملة من الضرورات الخمس كالدين والنفس والمال وفيها الظلم ظلم للنفس وظلم للغير بالاعتداء عليهم .
وأيضا فإن هذه الفعال فيها مخالفة لإجماع من يعتد برأيه في هذا العصر وإجماع السلف على ما ذكرنا حكمه وفيها مشاقة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لأوامرهما وارتكاب لنواهيهما والله تعالى يقول .. / ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا / .
فإذا تبين هذا وجب على الجميع تقوى الله عز وجل والتعاون على البر والتقوى والسعي فيما من شأنه اجتثاث هذا الخطر العظيم على الدين والدنيا وتوعية المسلمين بخطورة هذه المسالك الردية ونصيحة من وقعوا في هذا الطريق السيء المظلم أو تأثروا بتلك الأفكار والشبهات ومن نصح فلم يعتبر وأصر على باطله أو علم من حالة التخطيط لأعمال إجرامية وجب الإبلاغ عنه كفا لشره عن المسلمين وحقنا لدمائهم وردا له عن ظلمه لنفسه ولغيره
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول .. / انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره / أخرجه البخاري . كما يجب على من آتاه الله العلم والبصيرة في دين الله مواصلة التحذير من هذا السبيل ونصيحة المسلمين وتكرار ذلك وتحصين شبابنا ضد هذه التيارات الخبيثة والتصدي لكشف شبه المشبهين الذين ينسبون لدين الله ما ليس منه فإن هذا من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله والله تعالى يقول .. / والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.
وقى الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين الشرور والفتن وسائر المصائب والآفات وأقر أعيننا بعز دينه ونصرة عباده الموحدين في كل مكان ووفق الله ولاة أمرنا لما فيه الخير والصلاح والهداية للإسلام والمسلمين في كل مكان إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


جزى الله الشيخ خير الجزاء وأثابه على ما قال

تحياتي



__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }