الموضوع: أسئلة حارة
عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 22-02-2006, 02:04 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

إقتباس:

إقتباس:


الفلسطينيون يخوضون جهادا اضطرارياً لا جهاداً اختيارياً



بقلم الشيخ يوسف القرضاوي



إنّ العمليات الاستشهادية التي تقوم بها فصائل المقاومة الفلسطينية لمقاومة الاحتلال الصهيوني؛ لا تدخل في دائرة الإرهاب المحرّم والمحظور بحال من الأحوال، وإن كان من ضحاياها بعض المدنيين، وذلك لعدة أسباب:


أولاً: أن المجتمع الإسرائيلي بحكم تكوينه الاستعماري الاستيطاني الإحلالي العنصري الاغتصابي؛ مجتمع عسكري لحماً ودماً، مجتمع عسكري كله، أي أن كل من جاوز سنّ الطفولة؛ من رجل أو إمرأة مجند في جيش إسرائيل. كل إسرائيلي جندي في الجيش، إما بالفعل وإما بالقول، أي هو جندي احتياط، يمكن أن يُستدعى في أي وقت للحرب، وهذه حقيقة ماثلة للعيان وليست مجرد دعوى تحتاج إلى برهان، وهؤلاء الذين يسمونهم "مدنيين" هم في حقيقة أمرهم "عساكر" في جيش بني صهيون بالفعل أو القوة، وخصوصا سكان "المستوطنات" منهم التي أقاموها بالعنف وأنشؤوها قلاعاً للعدوان.


ثانياً: أن المجتمع الإسرائيلي له خصوصية تميِّزه عن غيرة من سائر المجتمعات البشرية، فهو بالنسبة لأهل فلسطين "مجتمع غزاة" قدموا من خارج المنطقة، من روسيا أو من أمريكا أو من أوروبا أو من بلاد الشرق، ليحتلوا وطناً ليس لهم ويطردوا شعبه منه، أي ليحتلوا فلسطين ويستعمروها ويطردوا أهلها، ويخرجوهم من ديارهم بالإرهاب المسلح ويشتتوهم في آفاق الأرض ويحلوا محلهم في ديارهم، وأموالهم, ومن حق المغزو أن يحارب غزاته بكل ما يستطيع من وسائل ليخرجهم من داره، ويردهم إلى ديارهم التي جاؤوا منها، ولا عليه أن يصيب دفاعه رجالهم أو نسائهم، كبارهم أو صغارهم، فهذا الجهاد "جهاد اضطرار" كما يسميه الفقهاء، لا جهاد اختيار، جهاد دفع لا جهاد طلب، ومن سقط من الأطفال والأبرياء فليس مقصوداً، إنما سقط تبعاً لا قصداً، ولضرورة الحرب.


ومرور الزمن لا يسقط عن الصهاينة صفة الغزاة المحتلين المستعمرين، فإنّ مضي السنين لا يغيِّر الحقائق، ولا يحلّ الحرام، ولا يبرِّر الجريمة، ولا يعطي الاغتصاب صيغة الملكية المشروعة بحال، فهؤلاء الذين يسمّون "المدنيين" لم يفارقهم وصفهم الحقيقي: وصف الغزاة البغاة الطغاة الظالمين. (ألا لعنة الله على الظالمين).


ثالثاً: يؤكد هذا أن الشريعة الإسلامية، التي هي مرجعنا الأوحد في شؤوننا كلها، تصف غير المسلمين بأحد وصفين لا ثالث لهما، وهما: مسالم ومحارب. فأما المسالم فالمطلوب منا أن نبرّه ونقسط إليه، وأما المحارب فمطلوب منا أن نحاربه، ونقابل عدوانه بمثله، كما قال تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين، واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل، ولاتقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه، فإن قاتلوكم فاقتلوهم، كذلك جزاء الكافرين، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) سورة البقرة 190-193.


وهؤلاء هم الذين يسميهم الفقهاء "الحربيين"، ولهم في الفقه أحكامهم الخاصة بهم.

ومن المقرّر شرعا أن "الحربي" لم يعد معصوم الدم والمال، فقد أسقط بحربه وعدوانه على المسلمين عصمة دمه وماله.


رابعاً: يؤكد ذلك أن فقهاء المسلمين اتفقوا أو اتفق جمهورهم على جواز قتل المسلمين إذا تترّس بهم الجيش المهاجم للمسلمين، أي اتخذ العدو منهم متاريس ودروعاً بشرية يحتمي بها، ويضعها في المقدمة، ليكونوا أول من تصيبهم نيران المسلمين أو سهامهم وحرابهم. فأجاز الفقهاء للمسلمين المدافعين أن يقتلوا هؤلاء المسلمين البرآء، الذين أكرهوا على أن يُوضَعوا في مقدمة جيش عدوهم، لأنهم أسرى عنده أو أقلية ضعيفة أو غير ذلك، إذ لم يكن لهم بد من ذلك، وإلا دخل عليهم الجيش الغازي وأهلك حرثهم ونسلهم، فكان لابد من التضحية بالبعض مقابل المحافظة على الكل، وهو من باب "فقه الموازنات" بين المصالح و المفاسد بعضها وبعض.


فإذا جاز قتل المسلمين الأبرياء المكرهين للحفاظ على جماعة المسلمين الكبرى؛ فإنه يجوز قتل غير المسلمين لتحرير أرض المسلمين من محتليها الظالمين، فهو أحق وأولى.


خامساً: أن الحرب المعاصرة تجند المجتمع كله، بكل فئاته وطوائفه، ليشارك في الحرب ويساعد على استمرارها وإمدادها بالوقود اللازم من الطاقات المادية والبشرية، حتى تنتصر الدولة المحاربة على عدوها، وكل مواطن في المجتمع عليه دور يؤديه في إمداد المعركة، وهو في مكانه، فالجبهة الداخلية كلها بما فيها من حرفيين وعمال صناع تقف وراء الجيش المحارب، وإن لم تحمل السلاح. ولذا يقول الخبراء: أن الكيان الصهيوني في الحقيقة كله جيش.


سادساً: أن الأحكام نوعان: أحكام في حالة السعة و الاختيار، وأحكام في حاله الضيق والاضطرار، والمسلم يجوز له في حالة الاضطرار ما لا يجوز له في حالة الاختيار، ولهذا حرّم الله تعالى في كتابه في أربع آيات الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله، ثم قال: (فمن اضطُرّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثمَ عليه أن الله غفورٌ رحيمٌ ) سورة البقرة 173.


ومن هذا أخذ الفقهاء قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"، وأخوتنا في فلسطين في حالة ضرورة لا شك فيها، بل هي ضرورة ماسة وقاهرة للقيام بهذه العمليات الاستشهادية لإقلاق أعدائهم وغاصبي أرضهم، وبث الرعب في قلوبهم، حتى لا يهنأ لهم عيش ولا يقرّ لهم قرار فيعزموا على الرحيل ويعودوا من حيث جاءوا، ولولا ذلك لكان عليهم أن يستسلموا لما تفرضه عليهم الدولة الصهيونية من مذلة وهوان يفقدهم كل شيء ولا تكاد تعطيهم شيئاً.


أعطوهم عشر معشار ما لدى إسرائيل من دبابات ومجنزرات، وصواريخ وطائرات، وسفن وآليات، ليقاتلوا بها، وسيدعون حينئذ هذه العمليات الاستشهادية، وإلا فليس لهم من سلاح يؤذي خصمهم، ويقضّ مضجعه، ويحرمه لذة الأمن وشعور الاستقرار؛ إلا هذه "القنابل البشرية"، أن "يقنبل" الفتى أو الفتاة نفسه ويفجرها في عدوِّه، فهذا هو السلاح الذي لا يستطيع عدوّه وإن أمدته أمريكا بالمليارات وبأقوى الأسلحة أن يملكه، فهو سلاح متفرد، ملّكه الله تعالى لأهل الإيمان وحدهم، وهو لون من العدل الإلهي في الأرض لا يدركه إلا أولو الأبصار، فهو سلاح الضعيف المغلوب في مواجهة القوي المتجبر (وما يعلم جنود ربك إلا هو) سورة المدثر31.

إقتباس:

هذه اقوال علماء لااقول عملاء