عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-03-2001, 06:22 PM
أحد المسلمين أحد المسلمين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 36
Post لا تطروني ............

عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم . إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " صحيح البخاري.

قوله : إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله أي لا تمدحوني فتغلوا في مدحي كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام فادعوا فيه الإلهية . وإنما أنا عبد الله ورسوله ، فصفوني بذلك كما وصفني ربي ، فقولوا عبد الله ورسوله ، فأبى المشركون إلا مخالفة أمره وارتكاب نهيه ، وعظموه بما نهاهم عنه وحذرهم منه ، وناقضوه أعظم مناقضة ، وضاهوا النصارى في غلوهم وشركهم ، ووقعوا في المحذور ، وجرى منهم من الغلو والشرك شعراً ونثراً ما يطول عده ، وصنفوا فيه مصنفات .
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله عن بعض أهل زمانه أنه جوز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث فيه بالله ، وصنف في ذلك مصنفاً رده شيخ الإسلام ، ورده موجود بحمد الله . ويقول : إنه يعلم مفاتيح الغيب التي لا يعلهما إلا الله . وذكر لهم أشياء من هذا النمط . نعوذ بالله من عمى البصيرة وقد اشتهر في نظم البوصيري قوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

وما بعده من الأبيات التي مضمونها إخلاص الدعاء واللياذ والرجاء والاعتماد في أضيق الحالات ، وأعظم الاضطرار لغير الله ،

فناقضوا الرسول صلى الله عليه وسلم بارتكاب ما نهى عنه أعظم مناقضة ، وشاقوا الله وروسوله أعظم مشاقة ، وذلك أن الشيطان أظهر لهم هذا الشرك العظيم في قالب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ، وأظهر لهم التوحيد والإخلاص الذي بعثه الله به في قالب تنقيصه ، وهؤلاء المشركون هم المتنقصون الناقصون ، أفرطوا في تعظيمه بها نهاهم عنه أشد النهي ، وفرطوا في متابعته ، فلم يعبأوا بأقواله وأفعاله ، ولا رضوا بحكمه ولا سلموا له .

وإنما يحصل تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بتعظيم أمره ونهيه
، والاهتداء بهديه ،
واتباع سنته ،
والدعوة إلى دينه الذي دعا إليه ونصرته ،
وموالاة من عمل به ، ومعاداة من خالفه .

فعكس أولئك المشركون ما أراد الله ورسوله علماً وعملاً ، وارتكبوا ما نهى عنه ورسوله .

فالله المستعان .