الموضوع: يوميات رمضانية
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 20-09-2007, 08:12 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

اليوم السابع من رمضان المبارك


ـ مبايعة ولي عهد المأمون علي بن موسى الكاظم:

في اليوم السابع من رمضان سنة 201 أمر المأمون العباسي خليفة المسلمين بالبيعة لعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ولياً لعهده وخليفة من بعده ، وسماه الرضي ، وهو من الطالبيين وليس العباسيين

قال اليعقوبي في تاريخه (2/448):

وأشخص المأمون الرضي علي بن موسى من المدينة الى خرسان ، وكان رسوله إليه رجاء بن أبي الضحاك قرابة الفضل بن سهل ، فقدم بغداد ، ثم أخذ به على طريق ماه البصرة، حتى إذا صار إلى مرو بايع له المأمون بولاية العهد من بعده.

وكان ذلك يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة 201هـ

وألبس الناس الأخضر، (شعار الطالبين) وكان السواد (شعار العباسيين قبل) وكتب بذلك إلى الآفاق ، وأخذت البيعة للرضي ، ودعي له على المنابر ، وضربت الدنانير والدراهم باسمه..

وقد أثار هذا التعيين حفيظة كثير من بني العباس!.

يقول ابن الجوزي في (المنتظم 10/97) : وغضب ولد العباس من ذلك، واجتمع بعض إلى بعض فيه, وقالوا:

ـ نولي بعضنا ونخلع المأمون!..

ولكن الأمور بعد ذلك سارت كما أراد المأمون..

وقد أشار المأمون في خطاب توليته علي بن موسى لولاية العهد إلى سبب اختياره للرضي، حيث يقول: (ولم يزل أمير المؤمنين.. مختاراً لولاية عهده، ورعاية الأمة من بعده، أفضل من علمه في دينه وورعه، وأرجاهم للقيام بأمر الله وحقه، مناجياً لله بالاستخارة ، مُعْمِلاً (مجتهداً) في طلبه في أهل بيته من ولد عبد الله بن العباس وعلي بن أبي طالب فكره ونظره.. فكانت خيرته - بعد استخارته لله وإجهاد نفسه في قضاء حقه في عبادة من البيتين - علي بن موسى.. لمّا رأى فضله البارع وعلمه الناصع وورعه الظاهر وزهده الخالص...إلخ).

ولم يعمر علي بن موسى طويلاً بعد مبالغته بولاية العهد بل مات بعد سنتين (عام 203هـ) في يوم ا لحادي والعشرين من رمضان.



ـ حادثة غريبة: طائر ينطق

ومن حوادث اليوم السابع من شهر رمضان ما جاء في (شذرات الذهب 1/100) وغيره وهي حادثة غريبة جداً.

قال: في سنة اثنتين ومائتين وأربعين وقع طائر أبيض دون الرخمة على دابة بحلب لسبع مضين من رمضان فصاح :

يا معشر الناس ، اتقوا الله الله الله حتى صاح أربعين صوتاً ، ثم طار وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً.

وكتب صاحب البريد بذلك ، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه.



ـ توليه الخليفة المعتمد أخاه لملاقاة الزنج:



ومن حوادث اليوم السابع من شهر رمضان : قال الطبري في تاريخه (5/480) ثم دخلت سنة سبع وخمسين ومائتين

وفيها: عقد المعتمد (الخلفية العباسي) لأخيه أبي أحمد على الكوفة وطريق مكة والحرمين واليمن ـ أي ولاه عليها ـ ثم عقد له أيضاً بعد ذلك لسبع خلون من شهر رمضان على بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرة والأهواز وفارس. وكانت فتنة الزنج قائمة وشديدة, وأمره بالاستعداد والتهيؤ والإناخة بإزاء عسكر صاحب الزنج.

فلما وصل أحد القواد - واسمه سعيد الحاجب - إلى نهر معقل وجد هناك جيشاً لصاحب الزبح، فأوقع بهم فهزمهم ، واستنقذ ما في أيديهم من النساء والنهب ، وأصابت سعيداً في تلك الوقعة جراحات

ثم سار حتى أناخ بموضع يقال له (هطمه) من أرض الفرات ، وبلغه أن هناك جيشاً آخر على الفرات لصاحب الزنج فقصده بجماعة من أصحابه ، فهزمهم وتفرق ذلك الجمع. قال محمد بن الحسن: فلقد رأيت المرأة من سكان الفرات تجد الزنجي مستتراً بتلك الأدغال ، فتقبض عليه حتى تأتي به عسكر سعيد ، ما به منها امتناع.



ـ رجل يسب السلف يضرب حتى الموت:

ومن حوادث سابع رمضان سنة (258) كما قال ابن الجوزي في المنتظم (5/8)

ـ وضرب في يوم الخميس لسبع خلون من رمضان رجل يعرف بأبي فقعس، أخذ من باب العامة بسامرا ، ذكر عنه أن يسب السلف الصالح وقامت عليه البنية، فضرب ألف سوط حتى مات. لا رحمه له.



ـ مقتل القائد بدر على يد المكتفي:

ويورد الطبري (5/641) قصة مقتل أكبر قواد المعتضد وصاحب جيشه (بدر) على يد خليفته المكتفي بالله ابنه ، بسبب سعي القاسم بن عبيد ـ وهو أحد الوزراء البارزين في الدولة آنذاك ـ به وإيغار صدر الخليفة عليه.

وذلك أن القاسم بن عبيد أراد أن ينقل الخلافة إلى غير ولد المعتضد فأبى (بدر) أن يوافقه قائلاً:

ـ ما كانت لأصرفها عن ولد مولاي الذي هو ولي نعمتي

فأضمر له القاسم الشر ، حتى إذا مات المعتضد و(بدر) القائد في فارس بعيداً عن بغداد ، واستتب الأمر للمكتفي ، عمل القاسم في هلاك (بدر) حذراً من أن يطلع المكتفي عما كان قد أراده من تحويل الخلافة عنه ، وحسن للمكتفي بالله (البداية والنهاية 11/95) قتل (بدر) هذا ، فبعث المكتفي فاحتاط على حواصله وأمواله وهو بواسط ، وبعث الوزير (القاسم بن عبيد) إليه بالأمان ، واستدرجه إلى بغداد بواسطة القاضي أبي عمر محمد بن يوسف الذي رفع إليه أمان المكتفي – بعد أن أظهر التمنع وأخذ حذره -، فاستقر الأمر بين بدر القائد وأبي عمر القاضي السفير على أن يدخل (بدر) بغداد سامعاً مطيعاً..

وعبر بدر رجلة فصار إلى النعمانية وأمر غلمانه وأصحابه الذين بقوا معه أن ينزعوا سلاحهم ، حتى إذا تخلوا عنه وتفرقوا دعا الوزير القاسم بن عبيد أحد غلمان السلطان، واسمه لؤلؤ، فقال له :

ـ قد ندبتك لأمر! قال :

ـ سمعاً وطاعة . قال :

ـ امضِ ، وتسلم بدراً ، وجئني برأسه

فمضى حتى استقبل بدراً ، فقال له:

ـ قم , قال:

ـ وما الخبر ؟؟ قال :

ـ لا بأس عليك .

فمضى به في مركب في الفرات إلى جزيرة بالصافية ، فأخرجه إلى الجزيرة، وخرج معه ، ودعا بسيف كان معه فاستله ، فلما أيقن بدر بالقتل سأله أن يمهله حتى يصلي ركعتين فأمهله فصلاهما ،ثم قدمه فضرب عنقه . وأقبل راجعاً إلى المكتفي.

قال : وورد الخبر إلى المكتفي بقتل بدر لسبع خلون من شهر رمضان سنة 288 للهجرة.

وقد نعى بعض الشعراء على أبي عمر القاضي تغريره بالقائد بدر، وضمانه لسلامته، ثم تسليمه إلى الموت.



ـ شبح يظهر ويختفي في قصر الخليفة المعتضد:

ومن غرائب الشطار وأصحاب الحيل التي يستخدمها البعض للوصول إلى محبوبته !!! قصة غريبة لها علاقة بالسابع من رمضان:

ذكر ابن الجوزي في المنتظم (5/175) قال:

ـ ظهر شخص إنسان في يده سيف في دار المعتضد بالثريا. فمضى إليه بعض الخدم لينظر من هو ، فضربه الشخص بالسيف ضربة قطع بها منطقته ووصل السيف إلى بدن الخادم ، وهرب الخادم ودخل الشخص في زرع في البستان فتوارى فيه ، فطلب لم يوقف له على أثر !!!

فاستوحش المعتضد من ذلك ورجم الناس الظنون حتى قالوا : إنه من الجن!!

ثم عاد الشخص للظهور مراراً كثيرة ، حتى وكل المعتضد بسور داره ، وأحكم عمارة السور .

وجيء في يوم السبت لسبع خلون من رمضان بالمعزمين بسبب ذلك الشخص وجيء معهم بالمجانين ، وكانوا قد قالوا: نحن نعزم على بعض المجانين فإذا سقط سأل الجني عن خبر ذلكم الشخص ... فصرعت امرأة فتشاءم المعتضد، وأمر بصرفهم.

وذكر أبو يوسف القزويني أنه لم يوقف على حقيقة ذلك إلا في أيام المقتدر، وأن ذلك الشخص كان خادماً أبيض يميل إلى بعض الجواري اللواتي في دواخل دور الخدم ، وكان قد أخذ لحىً على ألوان مختلفة ، وكان إذا لبس بعض اللحى لا يشك من رآه أنها لحية.

فكان يلبس في الوقت الذي يريده لحية منها ويظهر في ذلك الموضع وفي يده سيف أو غيره من السلاح ، فإذا طلب دخل بين الشجر وفي بعض الممرات والعطفات ، ونزع اللحية وجعلها في كمه، وبقي معه السلاح كأنه بعض الخدم الطالبين للشخص ، فلا يرتاب به أحد ، ويبادر هو فيسأل : هل رأيتم أحداً ..

وكان إذا وقع مثل هذا خرج الجواري من تلك الدور فيرى هو تلك الجارية ، ويخاطبها بما يريد ، وإنما كان غرضه مخاطبة الجارية ومشاهدتها وكلامها، ثم خرج من الدار في أيام المقتدر ، ومضى إلى طوس ، فأقام بها إلى أن مات وتحدثت الجارية بعد ذلك بحديثه.



ـ وفاة السلطان العثماني سليم خان:

وممن توفي في اليوم السابع من شهر رمضان السلطان العثماني سليم بن سليمان.

قال ابن العماد عنه في (شذرات الذهب 4/396): وفي سنة 982هـ توفي السلطان الأعظم سليم بن سليمان ، مولده سنة 929 هـ ، وجلوسه على تخت ملكه بالقسطنطينية في يوم الاثنين لتسع مضين من ربيع الآخر سنة 974 ، ومدة سلطنته تسع سنين, وسنه حين تسلطن ست وأربعون ، وعمره كله ثلاث وخمسون سنة.

كان سليم سلطاناً كريماً رؤوفاً بالرعية رحيماً عفوّاً عن الجرائم حليماً محباً للعلماء والصلحاء , مجاهداً، من أكبر غزواته فتح جزيرة قبرس وفتح تونس وحلق الواد وفتح ممالك اليمن واسترجاعها من العصاة. ومن خيراته تضعيف صدقة الحب على أهل الحرمين، والأمر ببناء المسجد الحرام

وتوفي لسبع مضين من شهر رمضان ودفن بقرب آيا صوفيا وتولى بعده ولده السلطان مراد ، وأرخ الشعراء جلوس ابنه على العرش بقوله

بالبخت فوق التخت أصبح جالساً ملك به رحم الإله عباده

وبه سرير الملك سُرّ فأرخوا حاز الزمان من السرور مراده



ـ عدوان إسرائيلي على قرية نحالين:

وما لا يغيب عن الذاكرة أنه في يوم الخميس السابع من رمضان من عام 1409هـ (1989م) اقتحمت قوة من حرس الحدود والجيش الإسرائيلي قرية (نحالين) وباغتت سكانها أثناء تأديتهم لصلاة الفجر، وأطلقت عليهم النار، مما أدى إلى استشهاد أربعة وجرح أكثر من اثنين وخمسين بينهم نساء وأطفال وشيوخ بعضهم جراحه خطيرة ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.



ـ جعفر الخلدي وحكايات عجيبة:

وممن توفي في هذا اليوم السابع من شهر رمضان جعفر بن محمد أبو محمد الخواص المعروف بجعفر الخلدي .

قال عنه الخطيب في (تاريخ بغداد 7/232) سافر كثيراً في طلب العلم ولقي المشايخ الكبراء من المحدثين والصوفية ، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وروى بها علماً كثيراً .

فعن الحسين بن أحمد أبي عبد الله الرازي قال :

ـ كان أهل بغداد يقولون عجائب بغداد ثلاثة: إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات جعفر.

كان من أقواله: كن شريف الهمة فإن الهمم تبلغ بالرجال لا المجاهدات.

كان شيخ الصوفية في زمنه محبوباً مقصوداً في كل بلد يحله. روى هبة الله الغرير قال: دخل جعفر حمص، فسألوه المقام عندهم سنة

فقال : على شريطة

قيل له: وما هي ؟؟

قال : تجمعون لي كذا وكذا ألف دينار!!

قال: فجمعوا له ما سأل

فقال : احملوها إلى الجامع . قال فجعلت على قطع ففرق كل ذلك على الفقراء فلم يأخذ منها شيئاً ثم قال:

ـ لم أكن احتاج إلى الدنانير، ولكن أردت أن أجرب رغبتكم في وقوفي عندكم.

قال ابن العماد عنه في (شذرات الذهب 1/378) صحب الخواص الجنيد وعرف بصحبته وكان المرجع إليه في علومالقوم وكتبهموحكاياتهموسيرهم،حج قريباً من ستين حجة . . . من كلامه :

- لا يجد العبد لذة المعاملة مع لذة النفس. الفتوة احتقار النفسوتعظيم حرمة المسلمين.

وقال لرجل : كن شريف الهمة فإن الهمم تبلغ بالرجل.

وقال جعفر : ودعته في بعض حجاتي فقلت له : زودني شيئاً!!

قال : إن ضاع منك شيء أو أردت أن يجمع الله بينك وبين إنسان فقل: يا جامعالنسا ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعات اجمع بيني وبين كذا وكذا فإن الله يجمع بينك وبين ذلك الشيء أو ذلك الإنسان!!

قال فما دعوت الله بتلك الدعوة في شيء إلا استجيب.

مات جعفر الخلدي سنة 348هـ لسبع خلون من شهر رمضان.

وذكر ابن العماد في (شذرات الذهب 1/378) أن أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير البغدادي الخواص الزاهد شيخ الصوفية ومحدثهم توفي في اليوم التاسع منشهر رمضان سنة 348هـ.
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية