عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 31-08-2001, 05:01 AM
عندي أمل عندي أمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 54
Post

الاخت اليمامه
اخوتي في الله جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لليمامه على هذا الموضوع الجيد،والذي اتوقع له ان يرشح كموضوع الاسبوع.
(مبروك لليمامه مقدما) .كان في نيتي ان اشارك في هذا الموضوع بمشاركه مختصره، ولكن لأهمية هذا الموضوع وحيث انه كتب فيه الكثير من الكتاب قرارت ان تكون مشاركتي طويله نسبيا حيث انني سوف اقوم بنقل (قص ولزق؟؟؟)احد اهم ماكتب عن حرب الخليج (يبدولي ان هناك الكثير من الاخوه لم يتسنا لهم الاطلاع على مسوف انقله من قبل) ....ومن بعد نناقش هذا الموضوع ان بقي لنا ما نقول!!!!!!! ولن اذكر لكم اسم كاتب هذه الماده في الوقت الحالي وارجوا من الاخوة الذين سبق وان اطلاعوا عليها عدم ذكر اسم الكاتب ليتم النقاش على ضوء المعلومات دون اي تحيز

ملاحظه...هذه الماده كتبة عام 1991
____________________

-1- النفط والسيطرة الدولية

لا ريب أن أساس هيمنة الغرب على العالم المعاصر هو تفوقه الصناعي واحتكاره للقوى وتطفيفه في التعامل، ولا ريب أن النفط هو السلعة الضرورية الحيوية للصناعة والحياة الغربيتين، ليس لأنه مصدر الطاقة الرئيسي في العالم بعد انتهاء عصر الفحم الحجري فحسب، بل لأن استخدام النفط في الطاقة على أهميته أصبح هدفاً من جملة أهداف أخرى مهمة كثيرة، فلا يكاد يخلو مجال من مجالات الصناعة الحديثة من استخدام النفط حتى الأدوية والعطور والملابس والأواني والصناعات الحربية... الخ.
ومع هذه الأهمية العظمى فإن العالم الغربي (وأمريكا خاصة) الذي يخطط إلى ما بعد 500سنة من الآن بالنسبة لبدائل الطاقة واحتياطي المعادن وجد نفسه أمام تراجع كبير في احتياطيه من النفط كما أن توابعه (اليابان مثلأ) لا تنتج النفط أصلاً.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن احتياطي الولايات المتحدة الأمريكية سينفد سنة 2000 وسينفد احتياطي الاتحاد السوفيتي سنة 2003.
أما أكبر مخزون للنفط في العالم فهو منطقة الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة حيث لا يقل هذا الاحتياطي عن 60% من الاحتياطي العالمي كله وإذا استمر الإنتاج في معدله الحالي فإن المخزون السعودي سوف يستمر 125سنة والكويت 144سنة والعراق 98سنة والإمارات 120سنة (انظر مجلة الأسبوع العربي عدد 22/ 10/ 1990).

يضاف إلى ذلك الفرق الهائل جداً في تكاليف الإنتاج وكميته فالبئر الأمريكية تنتج18 برميلاً في اليوم في حين أن البئر السعودية قد تنتج 18000 برميل لمدة تزيد عن 45 سنة !!

ومن هنا برز الخليج العربي باعتباره أهم منطقة في العالم على الإطلاق وأصبح محط شراهة القوى الطامعة، وبذلك تكون القوة المسيطرة على الخليج هي القوة المتحكمة في شرايين الحياة في العالم الغربي ويمكن لها أن تخنق الغرب إلى أن يموت.

يقول الرئيس نيكسون: "أصبحت الآن مسألة من يسيطر على ما في الخليج العربي والشرق الأوسط تشكل مفتاحاً بيد من يسيطر على ما في العالم" المذكرات ص 105 وقال : "إن منطقة كانت ذات يوم تنعم إلى حد كبير بخيال رومانتيكي أصبحت الآن تمسك مصير العالم بذراعيها أو برمالها بتعبير أدق" ص100.

أما الرئيس كارتر فقد عبر أحد مستشاريه عن مشاعره قائلأ: "لو أن الله أبعد النفط العربي قليلاً نحو الغرب لكانت مشكلتنا أسهل" (التدخل العسكري في منابع النفط ص 12). فهو يتمنى لو أن الله جعل النفط في محيط سيطرة الدولة اليهودية التي هي جزء من الغرب دينياً وعرقياً، وهذه العبارة الصليبية ليس أسوأ منها إلا ما قاله أكثر من مسؤول أمريكي ومنهم السفير السابق في السعودية :
"إننا ذهبنا لتصحيح خطأ الرب حيث جعل الثروة هنا بينما العالم المتحضر في مكان آخر" (قاتله الله وأخزاه).

ومع هذه الأهمية الحيوية البالغة فإن لهذه المنطقة أهمية من جوانب أخرى فهي مهد الحضارات وملتقى الطرق العالمية (كما أن لها حساسيتها الدينية والتاريخية التي لا يتجاهلها أحد) ومن هنا كانت محط التنافس الضاري طوال القرون (البيزنطيون، التتار، العثمانيون، البرتغاليون، الإنجليز) كما أن تركيبتها العرقية والطائفية تجعلها منطقة قابلة للالتهاب بسرعة (عرب، فرس، أكراد، ترك، بلوش، سنة، شيعة، خوارج، يهود في إيران، نصارى في العراق... الخ.)
ولهذا ظلت هذه المنطقة بؤرة للتناقضات والحروب والصراع الفكري، وبعبارة أصح للفتن التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تأتي من قبل تلك الجهة. وأصبح لزاماً على كل من يتعامل معها أن يراعي هذه الحساسيات البالغة والأوضاع المعقدة

***************

-2- الخليج هدف السيطرة

والغرب الصليبي حاول منذ أربعة قرون تقريباً السيطرة على المنطقة (كمحاولات البرتغاليين) وفي القرن الماضي اشتد التنافس بين فرنسا وبريطانيا عليها ثم تفرد الإنجليز بالهيمنة المطلقة وسلم لها سائر الغرب بذلك حتى بعد اكتشاف النفط وقدوم الشركات الأمريكية إلى المنطقة(1*).

وابتدأ أفول شمس الإمبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية واستقلال أكثر مستعمراتها ومع ذلك ظلت متشبثة بمنطقة الخليج وجنوب الجزيرة. إلا أن هذا لم يمنع حليفتها الأقوى ومنافستها الكبرى (الولايات المتحدة) من الاضطلاع بدور ما في المنطقة وبداية السعي لاحتوائها. فكان ما سمي "مبدأ ترومان" الذي أمر في منتصف عام 1948 بتشكيل القوة الخاصة السادسة التي كانت سابقاً تدير الأسطول السادس الأمريكي... وبدأت الطائرات الأمريكية على الفور باستخدام قواعد في ليبيا وتركيا والعربية السعودية (ضمن قانون الإعارة والتأجير الذي سعى الرئيس روزفلت إلى إدخال المملكة فيه كدليل على حسن النية تجاهها) وهكذا تشكل وجود عسكري أمريكي في الشرق الأوسط لأول مرة). (مذكرات نيكسون ص 104).

وبعد سنوات حدثت أحداث كبرى منها النزاع العربي الإسرائيلي واشتداد المنافسة السوفيتية وهو ما استدعى وجوداً أمريكياً أقوى وأكثر تمركزاً إلا أن الأوضاع السائدة في المنطقة كانت لا تسمح بوجود عسكري أمريكي مباشر فكان التركيز الأمريكي على أن تتم السيطرة على البحر الأبيض من جهة والمحيط الهندي من جهة أخرى. ومن هنا كانت القواعد الأمريكية تحيط المنطقة من بعيد ولكن باهتمام شديد "فى أسبانيا، تركيا، اليونان، كينيا، الصومال، تايلند، فيتنام" على أن أهمها اتخذ الجزيرتين الاستراتيجيتين مقراً له وهما:
"دييغو غارسيا" في المحيط الهندي وهي من أرخبيل موريشس وتبعد 3700 كم عن منطقة الخليجومع ذلك يعلق الأمريكيون، عليها أهمية كبرى ويعدونها أهم قاعدة لهم لحماية الخليج! فكيف نتصور ابتهاجهم اذا أصبح لهم وجود فعلي في الخليج نفسه.

والأخرى جزيرة "كريت" في البحر الأبيض وكلاهما رغم البعد النسبي تجعلان منطقة الخليج ضمن دائرة هيمنة الطائرات الأمريكية الحديثة (مثل بي 52، إف 14، 15، 16) التى تنطلق من حاملات طائرات متطورة.

وفي سنة 1387 هـ- 1967م، كانت الحرب المعروفة بين العرب واليهود وصحبها إغلاق قناة السويس وما هو أعظم منه وهو الاستياء الشديد الذي عم العالم الإسلامي كله والعرب خاصة من الموقف الأمريكي المنحاز جدأ إلى اليهود، مما فسح المجال للمنافسة السوفيتية وأعطى الأنظمة والأحزاب الثورية الاشتراكية الموالية للسوفييت الوقود لإشعال العداوة ضد الأمريكان ليل نهار، حتى شهدت المنطقة ثورات ومظاهرات تتغذى بشعار "بترول العرب للعرب" (وقد شملت هذه المظاهرات عمال آرامكو العرب)، وأعقب هذا إعلان بريطانيا عام 1389هـ (1969م) تخليها عن منطقة الخليج بعد عامين أي سنة 1971م مما أحدث قضية كبرى بالنسبة للعرب أسموها "الفراغ الأمني في الخليج) وكان طبيعياً أن تكون الولايات المتحدة هي المهتم الأول بالأمر. وكان المفترض أن يكون لها وجود مباشر في الخليج وخاصة في مضيق هرمز ولكن "لسوء الطالع"، كما عبَّر نيكسون، حدث ذلك عندما كانت صرخات الشعب الأمريكي تتعالى ضد الحرب في فيتنام، وهنا برزت أعقد مشكلة داخلية حيال الوجود الأمريكي المباشر في الخليج وهي عقدة فيتنام التي ظلت أمريكا تحسب كل حساب لتلافيها (وهذا ما هيأ له ريجان ونجح فيه بوش إلى حدٍ كبير).

- هذا وفي أثناء ذلك كانت المملكة السعودية بيد الملك فيصل الذي أجمع ساسة العالم على حنكته ودهائه والذي كان يدرك مخاطر المنطقة كلها فكانت سياسته تسعى إلى إبعاد الوجود الأجنبي كله سوفيتياً أو أمريكياً عن المنطقة ومن أعماله في ذلك:-

1- نزع الفتيل الذي أراد الغرب تفجير المنطقة به وهو النزاع على واحة البريمي وذلك بالصلح مع الإمارات، بل السعي إلى قيام الاتحاد بينها وحث قطر والبحرين على الدخول في الاتحاد ولما لم تدخلا سعى إلى ربطهما بالمملكة بأقوى الروابط الممكنة.
2- إقامة علاقة متينة مع شاه إيران -الذي سيأتي الحديث عنه- وقد أعلنا ومعهما الرئيس الصومالي ثم أبو رقيبة فكرة "التضامن الإسلامي" لتجابه الفكر الثوري (الناصري والبعثي).

وما أن هلك عبد الناصرسنة 1390 هـ- 1970م وجاء السادات حتى انضمت مصر إلى الفكرة وقام ما يشبه التحالف القوي في المنطقة بين "إيران، السعودية، مصر" وكان الكل يعلن رفض الوجود العسكري الأجنبي، وإن كانت هناك بعض التسهيلات للقوات الأمريكية وخاصة في مصر وعمان وإيران.

وفي سنة (1393 هـ-1973م) وقعت حرب رمضان واستطاع الملك فيصل فيها تحقيق هدفين كبيرين:-

* الأول : سلب القوى الثورية شعارها القديم حيث أعلن هو حظر النفط عن الغرب الذي وقف مع الدولة اليهودية في حرب صليبية سافرة.
* الثاني : إثبات أن أمر المنطقة بيد أهلها وأن التحدي للغرب ممكن ولو جزئياً. ومع أن الحرب نفسها كانت حرب تحريك للقضية لا تحرير لفلسطين "كما اعترف السادات" فإن الغرب استجاب للتحدي بأقوى ما يمكن ولم ينس وزير الخارجية الأمريكي اليهودي- هنري كيسنجر- إهانة الملك فيصل له وتحديه لأمته حين قال: (نحن نستطيع أن نعيش على اللبن والتمر كما كان أجدادنا من قرون!!).
وأعقب تلك الحرب بروز منظمة الأوبك كقوة عالمية وارتفاع أسعار النفط بشكل لم يسبق له نظير (مع أنه سعر عادي للغاية) وهو ما كانت له آثاره الواضحة في الاستراتيجية الغربية كما سنرى، كما أعقبها اغتيال الملك فيصل واختفت تماماً فكرة حظر النفط ودخلت المنطقة في دوامة فك الاشتباك ثم الحلول والمبادرات السلمية (التي منها معاهدة كامب ديفيد) وبرز شرطي الخليج "الشاه" ليكون أقوى قوة في المنطقة وقام بإذلال العراق (اتفاقية شط العرب التي وقعها صدام) وتهديد دول الخليج الأخرى!!

وحاول إحكام قبضته على الخليج بل سعى إلى تزعم المنطقة بكاملها إلا أن الغرب أدرك في النهاية أنه وضع ثقته في غير موضعها وأخذ يعيد النظر في تقديراته بشأنه، وهنا نعود قليلاً إلى الوراء ثم نتابع سقوط الشاه ونتائجه.
(1*) انظر مثلاً السلام البريطاني في الخليج و كتاب تاريخ الخليج العربي و كلا المؤلفين انجليزي !

***************

-3- برامج لاحتلال الخليج والجزيرة


أثناء ذلك كان أيضاً المعسكر الشرقي يعيش أقوى مرحلة في تاريخه فقد سيطر على دول ومناطق وممرات استراتيجية "القرن الأفريقي، عدن، إثيوبيا، أنغولا، ليبيا".

وكادت منظماته الثورية تسيطر على أندنوسيا ثم السودان وعمان وأخيراً اليمن الشمالي، وحاولت أكثر من مرة الانقلاب على حكومة العراق، وقل مثل ذلك عن تركيا وإيران وغيرهما، هذا فضلاً عنالتنين الشيوعي الآخر الصين! لقد كان زحفاً شيوعياً هائلاً اجتاح العالم ابتداء من أوروبا الشرقية وانتهاء بأفغانستان المسلمة التي أراد الله أن تكون بداية النهاية وله الحمد والمنة.. وكان هذا من أعظم الأسباب لزيادة المخاوف الأمريكية إلا أن عقدة فيتنام الكبرى لم تنحل بعد، وفي هذه الحقبة اتسمت السياسة الأمريكية بشيء من التخبط والتناقض واختلاف الرأي بشدة بين الإدارة والكونجرس والمجالس المتخصصة واللجان الاستشارية... الخ رغم ثبات الأهداف الاستراتيجية التي من أهمها: تحجيم الوجود السوفييتي، وضمان تدفق النفط. ووجدت أمريكا نفسها مرغمة أكثر من ذي قبل على انتهاج سياسة الحوار مع الاتحاد السوفييتي والاعتراف له بكثير من المطالب إلى درجة أقلقت الشعب الأمريكي وكادت تفقده الثقة في تفوق أمريكا وسيادتها.
والواقع أنه مع الضعف الأمريكي الواضح أيام "فورد وكارتر" فإن أمريكا ومعها حلفاؤها الغربيون يخططون في الخفاء لإقحام المعسكر الشرقي في مآزق كثيرة تجعله ينساق لهم في النهاية مستغلين في ذلك الاستبداد والظلم ومجافاة الفكر الماركسي للفطرة الإنسانية أصلاً.
ويهمنا هنا المنطقة الإسلامية حيث عمد الأمريكان إلى سياسة"اللقاح والشراء" إذ تركوا كثيراً من الشعوب تقع في شباك الشيوعية وسرعان ما وجدت هذه الدول نفسها في ضوائق إقتصادية كبيرة ولم يكن في إمكان موسكو نجدتها إذ كانت تعاني هي الأخرى مثل ذلك وخاصة مع القيود الإقتصادية الأمريكية عليها وهنا جاء دور الدول الموالية لأمريكا التي اشترت ولاء أكثر تلك الدول وحولتها تلقائياً إلى المعسكر الغربي بعد أن نالت لقاحاً يعتبر حصانة أبدية من الشيوعية، ولم تخسر أمريكا شيئاً.

(ولم يقتصر ذلك على الدول بل تعداه إلى الحركات التحررية أيضاً).

وفي ظل تلك الأوضاع المتقلبة والإدارة الأمريكية الضعيفة ظهرت دعوات قوية في أمريكا تنقد ضعف بلادها وتنذر أمتها بالخطر المحدق إن لم تعد العدة كاملة لإحتلال الخليج. كما صرح بعضهم أو لحماية أمن الخليج كما يعللها الأكثرون. ونشير هنا إلى بعض المُتَرجَم المتداول في الأوساط العربية منها، ونوجز ما احتوت عليه مما لا تخفى دلالته على مثلكم:-
1- دراسة عسكرية استراتيجية نشرتها مجلة فورتشون الأمريكية في مايو 1979م بعنوان "التدخل العسكري في منابع النفط، الاحتمالات والخطط " ومما ورد فيها ص 4: "إن نزاعاً بين العراق والكويت أو السعودية نابعاً من الخلافات القائمة منذ زمن حول الأراضي هو خطر حقيقي".
ثم تقول الدراسة :-
"لقد أوضح كل من براون وبريجينسكي - مساعدا الرئيس كارتر لشؤون الأمن القومي - مؤخراً أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات من بينها استخدام القوات العسكرية لحماية مصالحنا في العربية السعودية".
وتجمل الدراسة الاستراتيجية الأمريكية العسكرية في شقين قائلة :-

الشق الأول: تعزيز الأمن الداخلي في دول الخليج ضد ما تشعر إدارة كارتر أنه مد متنامٍ من عدم الاستقرار السياسي، ويرى المسؤولون في واشنطن أن عدم الاستقرار هذا يتفاقم من خلال الفساد المنتشر والتفاوت الكبير في الثروات، ووجود أعداد هائلة من العمال الفلسطينيين واليمنيين والأجانب الآخرين.. ويتمتع العمال المهاجرون بقليل فقط من الامتيازات التي يتمتع بها المواطنون.

أما الشق الثاني من تلك الاستراتيجية: فيقضي بإيجاد طرق من أجل زيادة حجم الوجود الأمريكي في دول الخليج أو على الأقل التحرك بسرعة أكبر في أوقات الأزمات. ص 6.

وبعد أن تشير الدراسة إلى الصعوبات الإمدادية وعدم تملك أمريكا لقواعد في أراضي الخليج تقول: "أحد الاحتمالات هو محاولة التوصل إلى اتفاق مع السعودية من أجل توسيع القواعد القائمة حالياً في تلك البلاد حتى تستطيع استيعاب قوات أمريكية، وهناك خيار آخر هو الحصول على إذن للسماح بإيداع مسبق للمعدات والإمدادات في السعودية للاستخدامات الطارئة"(2*) ص 7.

وتقول الدراسة :-
"أظهر استفتاء للرأي، أُجري مؤخراً بين سفراء الولايات المتحدة في المنطقة، أن هناك إجماعاً على القول بأن تمركز قوات برية، أو زيادة القوات البحرية (الأمريكية) في المنطقة قد يؤدي الى إضعاف الدول التي ستتمركز فيها هذه القوات، بدلاً من أن تقويها. فمن شأن المجموعات المتطرفة أن تستغل العواطف "المعادية للاستعمار" المتبقية منذ الأيام التي كانت فيها الأراضي العربية مستعمرات أو محميات لبريطانيا وللدول الأوروبية". (التدخل العسكري في منابع النفط ص 7).
واُذكِّر سماحتكم وأصحابَ الفضيلة أن هذا الكلام نشر قبل إحدى عشر سنة وأحيلكم إلى الخرائط العسكرية التي اشتملت عليها الدراسة عن الاحتمالات والخطط وهي مرفقة هنا.

2- دراسة استراتيجية بعنوان "تحديات الأمن القومي في العربية السعودية في العقد المقبل" ( أي الثمانينيات الميلادية ) كتبت سنة 1978م قبل نجاح الثورة الإيرا نية.
وحين تحدثت الدراسة عن النزاعات المحتملة قالت: "من المحتمل أن تصبح العراق وإيران أعداء للسعودية في منطقة الخليج فالرياض قلقة بشأن المطالبة القديمة بالكويت وبشأن حوادث إطلاق النار المتفرقة على طول الحدود المبهمة بين هاتين الدولتين".
ويعود الصراع بين العراق والكويت إلى ما قبل حصول الكويت على استقلالها التام في عام 1961م. وتدعي العراق أن لها الحق في المناطق التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية التي تدعي أنها وريثتها القانونية، ولو قبلنا هذا المنطق لأصبحت الكويت جزءاً لا يتجزأ من العراق.
أما الكويتيون فيقولون إنهم كانوا دوماً محافظين على وضعهم ككيان مستقل....
وقد تقرر العراق أن تحل مشاكل الحدود عسكرياً فتلجأ إلى الاستيلاء على البلاد بأسرها وهو أمر يمكن إنجازه بسرعة إلا إذا تدخلت دول أخرى لتساند الكويت.
والسعودية لا تستطيع أن تفعل الكثير من وجهة النظر العسكرية لإيقاف أي غزو عراقي للكويت، ويتم الآن إنشاء مركز عسكري سعودي قرب الحدود العراقية العسكرية (يقصد مدينة حفر الباطن العسكرية). لكن السعوديين قد لا يستطيعون أن يتحدوا قوة بغداد العسكرية. (ص 6، 7.(
وفي موضع آخر تتحدث عن الخطر العراقي أيضاً واحتمال إقدام العراق على اتخاذ بعض الإجراءات الجوية لمعاقبة المملكة لأسباب ذكرت منها "دعمها للأنظمة التقليدية" أو لأنها تنتج النفط أكثر مما ينبغي أو لأنها تعرقل الحصول على أسعار أعلى للنفط، أو من جراء دعم السعودية المحدود للكويتيين في نزاعهم الإقليمي مع العراق... "يلاحظ أيضأ هذا الكلام كتب قبل 12 سنة" ومع ذلك فإن الأسباب الأولى الواردة هنا هي ما تضمنته مذكرة الاحتجاج العراقية ضد الكويت والإمارات المقدمة لجامعة الدول العربية والتي أعقبها الغزو العراقي ثم تقول: "أما احتياط النفط السعودي فمن المحتمل أن لا يلعب دوراً في أي هجوم تشنه العراق. إذ أن احتياط النفط العراقي قد لا يفوقه سوى احتياط النفط السعودي، والصراع العراقي الكويتي يرجع على الأرجح إلى رغبة العراق في تسهيل الوصول إلى البصرة وهي مرفأ العراق الرئيسي على الخليج لا إلى الحصول على موارد الكويت النفطية الكبيرة" ص 22-23.

3- دراسة استراتيجية بعنوان "خيارات السياسة الأمريكية في إيران والخليج"
نشرت أيضأ في أوائل عام 1979م وهي تشمل المساحة الزمنية التي أشرنا إليها أي فترة إدارة كارتر الضعيفة وتخبط الآراء الأمريكية حينئذ قبيل سقوط الشاه وقد وضعت ثماني خيارات للسياسة الأمريكية واهتمت جداً بموضوع الخليج كالعادة ومما أوردته بشأنه (عقب الحديث عن مشكلة شط العرب
"يمكن لإيران أن تتورط في عداوة ضد الكويت وقد وقعت حوادث على الحدود العراقية الكويتية، وإذا ألحت العراق في مطالبتها بتلك الدولة الغنية بالنفط بأساليب عسكرية سيكون من المدهش بعض الشيء أن تتخذ إيران موقف المتفرج. وحتى مع خروج الشاه عن السلطة قد لا يتغير تصور إيران لأمنها القومي بشكل ملحوظ على الأقل في الخليج الفارسي إلا إذا تغيرت الحكومة الإيرانية بدرجة متطرفة إما إلى اليمين وإما إلى اليسار.
وعلى افتراض أن توجهات إيران العسكرية الحالية ستظل ثابتة في الخليج حتى مع رحيل الشاه فقد تتحرك إيران عسكريأ إذا هدّد الاضطراب المحلي في الكويت بتولي السلطة نظام متطرف، ومن الصعب التكهن بما يمكن أن تفعل بغداد أو موسكو ولكن يجب عدم استبعاد احتمال القيام برد عسكري، وربما تم تدخل أمريكي لدعم إيران بشكل مباشر سواء رداً على تدخل خارجي أو بدونه. (ص 18،19(.
( من الدلالات المهمة لهذا الكلام استعداد أمريكا للنزول في إيران أيضاً لو حكم الكويت نظام متطرف وعجزت إيران عن القضاء عليه بسبب تدخل العراق أو غيرها لدعمه وذلك لأن إيران هي شرطي الخليج آنذاك والمهم أن التدخل العسكري المباشر وارد وأن الكويت هي الطعم في أي سيناريو قد يتم تنفيذه).
وتقول الدراسة :-
إن بعض الأدلة على أن السياسة الأمريكية كانت تتحرك بدقة نحو وقف تدخل عسكري مباشر في الخليج الفارسي ظهرت في التقرير السنوي المقدم إلى الكونجرس من وزير الدفاع هارولد براون يوم 2/2/1978م، هو يعتبر "حالة طوارىء" ترتبط بالعمل العسكري الأمريكي في الخليج الفارسي حالة ملائمة للتخطيط الأمريكي لاستخدام القوة. ويستمر قائل اً:
إن هذه الطوارىء ليست مجرد أوضاع ملائمة منهجية نستخدمها قاعدة لتطوير موقف دفاعي غير نووي إنها حالات طوارىء جدية حقيقية يجب أن نستعد لها بشكل محدد.
وأهم ما في الدراسة هو الخيار المشار إليه وقبل عرض ما يهمنا منها نذكر ما جاء في ديباجتها بشأن المملكة:-
"مالت الولايات المتحدة إلى الربط بين مصالحها في إيران وعلاقاتها مع السعودية، وهو ما وصف أحياناً بسياسة - العمودين- رغم أنه اسم لاينطبق على الحقيقة، إن أقدم حليف لأمريكا في الخليج الفارسي هو السعودية، ففي السعودية وليس إيران قامت شركات النفط الأمريكية بزعامة أرامكو بعمل رائد في إرساء القوة الاقتصادية الأمريكية في الشرق الأوسط... ومن الواضح أنه مع اعتماد الولايات المتحدة والغرب عموماً بهذا القدر على النفط السعودي يصبح من الضروري بحث الدور المحتمل للمملكة السعودية فيما يتعلق بأمن أمريكا القومي في الخليج الفارسي، خاصة في إطار المصاعب الإيرانية (يعني قلاقل الثورة الإيرانية حينئذ) إن جميع الخيارات الثمانية المقدمة هنا للسياسة الأمريكية في إيران لها علاقة بالسعودية أيضاً، وهي تتراوح من علاقات عسكرية وثيقة بين واشنطن والرياض إلى انسحاب عسكري كامل من الخليج واستخدام إسرائيل كقوتنا الوكيلة في هذه المنطقة. ص 52.
وهذا موجز للخيارات- مع الاقتضاب فيما أسقطه الواقع منها:-

الخيار الأول:

موجزه استمرار السياسة الأمريكية في الخليج كما هي-أي الاعتماد على ايران- حتى بدون نظام الشاه، واستمرار العلاقة مع النظام البديل أيَّاً كان نوعه "ويعني هذا الخيار أيضاً عدم تغيير العلاقة الأمريكية السعودية القائمة وسيستمر برنامج التحديث العسكري في المملكة بنفس السرعة المعتمدة الحالية، ولن تكون ثمة خطة لاستخدام التسهيلات العسكرية السعودية من جانب أمريكا - ص 52،53.

الخيار الثاني:

موجزه التحول من الاعتماد على إيران إلى الاعتماد على السعودية، وتقول الدراسة "وتحت هذا الخيار ستغيِّر الولايات المتحدة علاقتها العسكرية بالسعودية من المساعدة غير المباشرة إلى نوع من الوجود المباشر، وبكلمة أخرى ستقوم واشنطن بأكثر من التركيز على الدفاع عن المنطقة الأساسية المنتجة للنفط (الشرقية) وعن العاصمة ومجمع جدة – مكة - المدينة كما تفعل سياستنا الحالية....
"وقد تقوم الولايات المتحدة ببناء تسهيلات للسعودية بدعم مالي من الأخير ويمكن للولايات المتحدة أيضاً أن تستخدم هذه التسهيلات للحفاظ على إمكانات عسكرية غير متوفرة الآن في المنطقة بقصد استعمالها في وقت الأزمات، وسيتطلب هذا مطارات متسعة كثيراً وتسهيلات أكثر في الموانيء ومناطق تخزين عسكرية أكثر اتساعاً كما سيؤدي إلى وجود المزيد من المستخدمين العسكريين الأمريكيين " .

الخيار الثالث:

" بإمكان الولايات المتحدة مضاعفة و جودها العسكري المباشر في السعودية بدون إقامة علاقات أوثق بالضرورة وقد يكون هناك المزيد من الزيارات من قبل القوات البحرية الأمريكية والقوات الأخرى " .
وضمنه "ويمكن أيضاً بذل جهود لزيارة دول أخرى في الخليج كالعراق وستظل الفكرة الأساسية هي وجو عسكري أمريكي ثابت ولكن غير مخيف وبحري بصورة أساسية وهذا الاستعراض المتزايد للعلم الأمريكي في الخليج الفارسي(3*) يمكن توسيعه ليشمل الشواطئ الجنوبية لشبه الجزيرة العربية حتى البحر الأحمر ثم حتى قناة السويس شمالاً.
" ويتطلب هذا الخيار تسهيلات في الموانئ خارج تلك التي نستخدمها في إيران والبحرين ومرة أخرى تظهر أهمية السعودية بوضوح من حيث الفوائد والتكاليف فالتسهيلات الجديدة في -جدة- على البحر الأحمر كتلك التي في-الجبيل- على الخليج الفارسي سيكون بمقدورها في النهاية استقبال السفن البحرية حتى حجم الفرقاطة" ص ه ه.
وهنا تلتفت الدراسة إلى موضوع في غاية الأهمية فتقول:
وسيؤدي الوجود المتزايد تحت هذا الخيار إلى جمع معلومات استخبارية أفضل نتيجة لتحسن نشاطات جمع المعلومات من قِبَل الولايات المتحدة ونتيجة للاتصالات المكثفة مع القوى المحلية بشأن التهديدات الخارجية.
بل إن الولايات المتحدة قد تقرر أن التسهيلات المشتركة في جمع المعلومات الاستخبارية ستكون مفيدة.
وفي الحقيقة إن العمليات الحالية لجمع المعلومات الاستخبارية في إيران قد يصبح من الضروري إيجاد مكان جديد لها وإعادة النظر فيها وإذا حدث ذلك فسيكون للسعودية أهمية كبرى من جديد أو من المحتمل أن يكون نظامها أكثر استقراراً في المستقبل من الأنظمة الأخرى في منطقة الخليج" ص ه ه، 56.
ثم ترجع الدراسة لتواصل الحديث "ويمكن دمج الخيار الثالث مع الثاني طالما أن أية زيادة للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة قد تعتمد على التعاون السعودي " .

الخيار الرابع:

موجزه العمل من أجل إرجاع الشاه ولكن مع سلطة أقل، ومن الواضح استبعاد هذا الخيار لأن الشاه قد رحل. ص 56.

الخيار الخامس:

موجزه الجمع بين قوة مقلصة للشاه العائد إلى إيران وبين تعويضات متزايدة في السعودية، وقد سقط هذا الخيار كسابقه. ص 56.

الخيار السادس:

موجزه إعادة الشاه قوياً بواسطة قوات عسكرية أمريكية بالتعاون مع الجيش الإيراني أو غيره من الجهات، وفائدة هذا الخيار إظهار أمريكا بموقف الملتزم الوفي لحلفائها، لكن سلبياته كثيرة. ص 56، 57.

الخيار السابع:

موجزه التخلي عن المنطقة بسبب الوجود العسكري، ووقف مبيعات الأسلحة وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، إلا أن الدراسة تستبعد هذا الخيار وإيراده هو من باب الاحتمال العقلي المجرد. ص 57.

الخيار الثامن:

موجزه الاحتلال المباشر الصريح لحقول النفط والإطاحة بأنظمة الخليج الفارسي بمساعدة الحليفة إسرائيل !! .
وفي النهاية توصي الدراسة بأن مزيجاً من الخيارين الثاني والثالث هو أحكم سياسة تتبعها الولايات المتحدة مع إعادة التأكيد على أهمية الدور السعودي ص58.

4- دراسة للدكتور بيتر تبزجر حول خطط التدخل العسكري الأمريكي في منابع النفط:
نشرها الأستاذ أحمد المصري في شئون فلسطينية العد 112 آذار مارس 1981م ذكر فيها أنه في بداية السبعينيات وخاصة بعد حرب رمضان "بدأت المصادر العسكرية الأمريكية تتحدث بوضوح عن أنه إذا تعاظم اعتمادنا على النفط الخارجي أو تدهورت سيطرتنا في السياسة الخارجية والنفوذ الدولي فإن البديل قد يكون إرسال حملة عسكرية إلى الشرق الأوسط تجعل فيتنام تبدو بالمقارنة كنزهة" الفكر الاستراتيجي 3/ 76 يناير 1982م.

5- مذكرات الرئيس نيكسون أو الحرب الحقيقية:-
وهو كتاب ألفه نيكسون الذي يتميز بمقدرته التنظيرية وتُرجم للعربية سنة (1403هـ –1983م) تحدث نيكسون عن أهمية النفط والخليج وعن قضية الفراغ الأمني وحظر النفط العربي عام 1973م وخطر الزحف اليساري الموالي للسوفييت ومما قال:
وبدلاً من أن تبدِّل الوجود البريطاني بوجود أمريكي مباشر عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاعتماد على قوى محلية وهي إيران والعربية السعودية بالدرجة الأولى لتوفر أمناً للخليج وذلك عندما قمنا بتقديم المساعدات والعون العسكري، وقد سارت سياسة العمودين بشكل معقول إلى أن إنهار أحدهما وهو إيران (عام 1979 م)- ص 113.
ويتحدث عن الشاه قائلأ:-
( إضافة لرفضه المشاركة في فرض حظر النفط عامي 1967 و 1973- واصل الشاه اعترافه بإسرائيل وتزويد أسطولنا في البحر المتوسط بالوقود ومنع العراق من القيام بأي دور هام في حرب الغفران وذلك بتحريك قواته إلى الحدود الإيرانية العراقية ) ص ه11.
ويستمر في تعداد مآثر الشاه على أمريكا والغرب إلى أن يقول: (فالشاه كان يشكل الزند الذي حمى السعوديين الأغنياء المعرضين للخطر وقام بتسوية النزاعات الإقليمية مع البحرين والعراق وشجع على قيام الترتيبات من أجل الأمن الإقليمي مع دول الخليج الأخرى وانتهت الآن تلك الجهود بكاملها بعد أن طار حكم الشاه) ص 116.. وينقل عن أحد مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية في أوائل عام 1979م قوله :

(إن تفكك الجيش الإيراني أصبح حقيقة واقعة سببت تغييراً هائلاً في ميزان القوى في المنطقة بأسرها فقد ظل جيش إيران لسنوات عديدة يقوم بدور وضع المطامح العراقية ضد إسرائيل والكويت تحت المراقبة وقام بحماية سلطان عمان ضد عصابات ظفار الذين تزودهم اليمن الجنوبية بالسلاح وأكد ضمان السادات في مصر والأمراء السعوديين وقد حدث الآن فراغ مُغرٍ حيث كان جيش الشاه واقفاً بالمرصاد) ص116.
وتتلخص نظرة نيكسون إلى المستقبل (أي في الثمانينات) لضمان مصالح أمريكا والغرب المتسترة بغلاف أمن الخليج في أمرين :-

الأول: استمرار سياسة العمودين مع إحلال العراق محل إيران وهذا ما سيأتي تفصيل الحديث عنه.

الثاني: الوجود العسكري المباشر حيث يقول : (وبما أن النفط ضرورة وليست حاجة كمالية للغرب فإن على الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا واليابان أن يجعلوا تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لحكومات المنطقة أفضلية ويولوا هذا الأمر أولوية في اهتماماتهم وذلك لصد أي عدوان عليها داخلياً كان أو خارجياً وينبغي علينا أن نكون على استعداد وراغبين في اتخاذ أي إجراءات -بما في ذلك الوجود العسكري القوي وحتى العمل العسكري- من شأنها أن تحمي مصالحنا وينبغي علينا أن نكون على استعداد لتأييد أقوالنا بالأفعال.
وإعلان مبدأ العظمة بأن الولايات المتحدة ستقاوم أي تهديد للمنطقة بالرد العسكري لن يعدو أكثر من كونه مدفعاً فارغاً ما لم يكن لدينا قوات في موقعها لكي تجعل تعهدنا محطاً للثقة به... وإنه لمن الضرورة بمكان أن يكون للولايات المتحدة وسائل أساسية بحيث تساعدنا على عرض قوتنا بشكل مقنع في المنطقة وأن ترد بشكل سريع على أية تهديدات مفاجئة)ص 131 إلى أن يقول:

(وفوق كل شيء يجب أن نؤكد بشكل واضح لا غموض فيه لزعماء العربية السعودية وعمان والكويت والدول الرئيسة الأخرى في المنطقة بأنه في حال تهديدها من قبل القوات الثورية سواءاً كانت تهديداً من الداخل أو الخارج فإن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبهم بكل حزم وهكذا لن يعانوا المصير الذي لقيه الشاه...

وعلينا أيضاً أن تكون لدينا القوات التي يمكننا أن نستخدمها، فقد نركب المخاطر في الدفاع عن مصالحنا في الخليج العربي لكننا سنعرض أنفسنا لركب مخاطر أكثر جسامة إذا ما أخفقنا في الدفاع عن تلك المصالح) ص 132..
وهذه الخطة من نيكسون التي كانت عماد سياسته هي ما يسميه البعض "مبدأ نيكسون" القائم على الجمع بين المشاركة الإقليمية المدعومة، والاستعداد للتدخل المباشر) -انظر الوجود العسكري الغربي في الشرق الأوسط ص 30 ) .
ومن المؤلم المثال الذي ضربه نيكسون للمملكة نقلاً عن مسؤول أمريكي كبير وهو قوله: (والخطاب موجه لإحدى الصحفيات) : -
"افترضي أنكِ إمرأة ثريَّة تعيشين لوحدك في بلدة صغيرة محاطة بالمداخن كل واحد يدري أن تحت وسادتك مجوهرات بالملايين وليس من شرطة تحميكِ فلا بد أن يأتي "الشريف" من حين لآخر ويعطيك قبلة كبيرة ويولي أدباره أفلا يشعرك هذا بالأمان" ص 19 (ويعني بالشريف: الولايات المتحدة ) .

إن ما ذكرناه آنفاً بإجمال قد دفع مخططي السياسة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات متعددة لضمان الأهداف الاستراتيجية ومن هنا شرعت أمريكا في إنشاء قوة عسكرية خاصة مهمتها الانتقال السريع إلى الخليج والانتشار فيه سبقاً لأي حدث وفي الوقت نفسه استمرت سياسة العمودين المتساندين كأمر واقع في المنطقة.
والكلام عن هذه القوة كثير جداً وأكثره مترجم متداول ولذلك سأقتصر على ذكر المعالم البارزة عنها والإشارة إلى بعض المصادر فقط.

- يرجع كثير من الباحثين تكوين هذه القوة إلى التوجيه الرئيسي "رقم 18" الصادر في أغسطس 1977م (أي قبل 13 عاماً من الغزو بالضبط) بعد تولي كارتر بمدة وجيزة (انظر مثلاً قوة الانتشار السريع عبد الهادي ناصف ص 91 ) .
- ثم كان التقرير السنوي لعام 1977م المقدم في أوائل عام 1978م من وزير الدفاع المتضمن أن حالة طوارىء حقيقية مفتعلة من أمريكا هي المبرر للتدخل العسكري في الخليج وقد سبق نقله.
- وفي نوفمبر 1979م تم اعتقال الرهائن الأمريكيين في طهران الخميني وبعد ذلك بستة أسابيع اقتحم الروس أرض أفغانستان المسلمة وهذا ما عجل بإظهار قوة الانتشار السريع ورصد الميزانيات الضخمة لها، (ص 91 قوة الانتشار...).

(2*) و بالفعل أنشئت قواعد عسكرية لا نظير لها في أكثر دول العالم ، و فوجئ الأمريكيون عند مزولهم فيها بتطورها و استيعابها و مضاهاتها لأكبر القواعد في بلادهم ، و المؤلم أن أحد خبراء البنتاجون قال : " يجب أن تكون هذه القواعد مناسبة لنزول قواتنا و إنه ينظر إليها كقواعد أمريكية لأننا سننزل فيها إن بطلب من السعودية و أن بغير طلب"!
(3*) كل الدراسات الأجنبية تصر عمداً على تسميته بالخليج الفارسي !!

[ 31-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عندي أمل ]

[ 31-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عندي أمل ]