عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-03-2001, 09:54 AM
العويني العويني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 177
Exclamation ما فعلته طالبان = موضوع للمناقشة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

وبعد

فهذه محاورة جرت في خاطري بيني وبين نفسي ، حاولت من خلالها أن أستجلي ما حدث من حكومة طالبان وتحطيمها لأصنام بوذا ، فأحببت أن أشرك أخوة لي في الله لعلي أوفق للصواب ،
وسأجعل هذا المقال على شكل حوار بين مؤيد ومعارض :

ولنبدأ بتقسيم الموضوع إلى محاور ،

المحور الأول : حكم الشريعة في هذه الأصنام .

المحور الثاني : النتائج المرتقبة جراء هذا الفعل .

المحور الثالث : موقفنا من حكومة طالبان .

فنبدأ بعونه تعالى في الكلام على المحور الأول ، ألا وهو حكم الشريعة في هذه الأصنام ، فمن المعروف أن شريعة الإسلام جاءت لتهدم كل الأوثان الحسية والمعنوية ، وهذا مما لا جدال فيه بين من أيد فعل طالبان أو عارضه أو تحفظ عليه ،

- فقد يستند المؤيد لمثل هذا الغرض الشرعي ليجعل من فعل طالبان عملا يخدم دين الإسلام .
- ولكن قد يعترض عليه المخالف بأن الصحابة مروا بهذه الآثار والأصنام ولم يعيروها اهتماما .
- فيرد عليه المؤيد بأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة وتحطيمه الأصنام دليل على صحة ما فعله طالبان .
- فيقول له المعارض بأن الأصنام التي حطمها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تعبد ولها روادها ، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدائن صالح ولم يأمر بإزالتها .
- فيرد المؤيد بأن هذه الأوثان ما زالت تعبد ، وما زالت أمم بكاملها تعبد بوذا ، وحتى آثار الفراعنة التي يُظَن أن لا أحد يعبدها ، فقد ظهرت طوائف في أمريكا وأوروبا أعادت طقوس العبادة الفرعونية ، فبطل الاحتجاج بأن هذه الأصنام لم تعد تعبد ولم تعد تشكل فتنة لأحد .

المحور الثاني : النتائج المرتقبة جراء هذا الفعل :

- قد يقول المعترض بأن هذا الفعل حتى لو سلمنا جدلا بصحته ، فإن القيام به بهذه الصورة يشوه صورة الإسلام لدى العالم أجمع ويظهرنا بصورة الهمجي الذي لا يعترف بالآخر .
- فيرد عليه المؤيد بأنه منذ متى احترمنا هؤلاء الكفار حتى نقيم لهم وزنا ، وأين كانوا عندما دمر الإسرائيليون وشوهوا عشرات المساجد والمباني الأثرية الإسلامية ؟ أين هم من أعمال التخريب التي تمارسها إسرائيل منذ ثلاثين سنة ، بل أين هم من القتل والتشريد الذي يتعرض له البشر الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون ؟
- فيرد المعترض بأن ما قلته أيها المؤيد صواب ، ولكن هناك جانب ينبغي أن لا نغفل دوره الحيوي ، ألا وهو الجانب الإعلامي ، فهؤلاء القوم – بحكم قوتهم – يستطيعون التأثير على وسائل الإعلام بحيث تنقل للعالم صورتنا بالصورة التي يردونها هم ، فمهما عملوا ومهما ارتكبوا من جرائم فلديهم إعلام قوي يصل إلى أصغر قرية في العالم ليشرح لهم وجهة النظر التي يريدونها ، فلماذا نخسر سلاحا جربناه أثناء انتفاضة الأقصى الثانية ، التي حركت المياه الراكدة في الإعلام الغربي ، وبدأ هذا الإعلام يطرح قضيتنا بطريقة أقرب إلى الإنصاف ؟ فمنذ خمسين سنة وأكثر ونحن نخسر معاركنا على جميع الأصعدة ، أفلا نحاول هذه المرة أن نربح الجولة ولو على الصعيد الإعلامي ؟ .
- فيرد المؤيد بأننا إذا أردنا أن يحترمنا العالم الذي لا يحترم إلا منطق القوي فلن نجد أفضل من طالبان التي لم تخضع لكل الضغوط العالمية لكي تتراجع عن موقفها ، فمسايرتنا لما يريده العالم منا لن ينتج عنها إلا المزيد من الذل المهانة ، والعالم لا يحترم إلا من يقف من مبادئه موقفا صلبا ، حتى لو اختلف معه .
- فيرد عليه المعترض بأنه بهذا المنطق سيعطي للطرف المعادي للإسلام – وهو الطرف الأقوي – المبررات الكافية لتدمير مساجد المسلمين وقتل أبناء المسلمين وتشريدهم ، من باب المعاملة بالمثل ، وقد طالعتنا الصحف بصور الهندوس والسيخ وهم يدنسون المصحف الشريف ويحرقونه ، ولا ندري إلى أين قد تصل بهم هجمتهم على الإسلام والمسلمين ، فطالبان بهذا الفعل تكون قد حكمت على المسلمين في الأقطار التي يعيشون فيها مع البوذيين بدخول أتون حرن لا هوادة فيها ، فلو قلنا أن ما فعلته بأنه من باب تغيير المنكر ، فقد تجر على المسلمين منكرا أعظم منه .

المحور الثالث : موقفنا من طالبان :

وفي هذا المحور الأخير أحب أن أسأل الأخوة المشاركين عن انطباعاتهم عن هذه الحركة ، هل هم صادقون في توجهاتهم الإسلامية ؟ وهل ما يفعلونه بدافع خدمة الإسلام أم له دوافع أخرى ؟ لقد قامت هذه الحركة فيما سبق بأعمال توحي (وأقول توحي) وكأنهم يتعمدون الإساءة للإسلام ، ومن ذلك منعهم المرأة من التعليم ، والضجة التي أثيرت حول هذه القضية ، وطبعا لم تقصر القنوات الغربية في نسبة هذا الأمر إلى أنه يمثل الالتزام بتعاليم الإسلام ، فكانت الرسالة واضحة ، أي إذا أردتم أن تعيشوا في بلاد تطبق الإسلام فلا يحق لكم أن تعلموا بناتكم ، أضف إلى ذلك ما تتناقله وسائل الإعلام عن متاجرة طالبان بالمخدرات ، وإن كنت لا أدري عن مدى صحة هذه الأخبار إلا أن وسائل الإعلام تتناولها كمسلمات .

وفي الختام أرجو المعذرة عن الإطالة وعن سذاجة الطرح ، ولكنني أحببت أن أطرح الموضوع لمناقشة هادئة بعيدة عن التشنج والتعصب ، والله الموفق .