[محمد حيدر]

خواطرمُغَرَّبْ في رأس السنة الجديدة

1\1\2003\

********

غيومٌ كجنحِ الليل سوداءُ تُرعِدُ

وثلجٌ كوجهِ الصبح يزهو به الغدُ

وقلبي هنا في مأمن غير أنه

يَخَافُ لِما يُرغِي هناك ويُزبِد

تجمّعت البلوى على رأس موطني

وليس له مما يعانيه مُنُجِد

وأخطر ما تشقى به اليوم أمّتي

وأقتله في الدّاءِ شملٌ مبدّ د

تخطّفها الحكام شتى ممالكٍ

تَقُومُ إذا هبّ النّسيم وتَقعُدُ

جحافلها جبّارةٌ ضدّ شعبها

وتعنو أمام الغزو ذلا وتَسجُدُ

تُقيمُ مع الأغراب أقوى صِلاتِهَا

وتَقطعُ حبل الأقربين وتُبعِدُ

ورغم خضوع الذل يبقى ولاتنا

(مفشّة خلُقٍ) عندما الغزو يحرد

غُزاةُ بلادي مَن يولي وُلاتهَا

عليها ومن يُبقي الولاة ويَطرد

ولست أرى في الحالتين مبررا

لأي شعور فيه نشقى ونُسعَدُ

إذا الشعب لم يملك زمام أموره

فليس مُلاما حين يُغضي ويَقعُد

*********

أحذركم ياأولياء أمورنا

من الغزوآتٍ مسرعا يتوعد

فأنتم كما يبدو ستلقون حتفكم

على يده نيرانُهُ تتوقد

وليس لكم منه حمىً غير شعبكم

ولو أنكم مَنَ همّشوه وقيّد وا

فشعبكمُ يعطي الأمان لخوفكم

ولم أرشعبا يُستتاب فيحقد

أعيدوا رعاياكم إلى حيث ترتقي

مُواطَنَةٌ تَلقَى الغزاة وتَصمَد

وتدحرهم عن كل ساحٍ تنمّروا

على عجزكم عن صونه وتبغدد وا

وساعتها لن تبصروا حول قدسنا

ولو باسم موسى غاصبين تهودوا

وسوف تعود القدس قدسا طهورة

يطوف بها عيسى ويرقى محمد

وتغدو كما كانت فلسطين قبلة

لأمتنا ترنو إليها وتقصد

تناضل من أجل استعادة أرضها

إليها ونصر المؤمنين مؤكد

فتحريرها وقف على كل أمتي

وليس صحيحا زعم من يتفرد

**********

وبغداد مَن (هارونُهَا) اليوم قابعٌ

بِخَشيَتِهِ مِن راصدٍ يترصّدُ

تعود كما كانت وأقوى مناعةً

وهارُونُها لايعتدي ويوحِّد

**********

محمد حيدر- توليدو أوهايو1\1\2003\