الموضوع: طواف..(2)..
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-01-2003, 12:56 AM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي طواف..(2)..

بسم الله الرحمن الرحيم..
الإحرام..
يقال أحرم الرجل :إذا أهل بالحج والعمرة..وسمى محرما لأنه يحرم ما أحل الله له من اللباس والصيد والنساء..ويترك الدنيا وراءه ويتوجه بقلبه وعقله وروحه وجسده لرب العزة.. لا يبتغى إلا وجهه..ولايروم إلا رضاه وحبه..يخلع الدنيا وزينتها كما يخلع ثيابه ويستبدلها بلباس التقوى والإيمان..يفزع إلى سنن الفطرة قبل أن يحرم ليذهب إلى الله كما خلقه أول مرة.. وكأنه يطلب منه حياة جديدة نظيفة خالية من الذنوب والمعاصى والفتن..يتوضأ فينفض عنه أدران ظاهره ورين باطنه..يغسل أعضاءه بالماء كما يغسل قلبه بالقرآن والذكر..ويلهج لسانه بالدعاء فتُبعث روحه بالتلبية والفكر..
(رَبَنَا مَاخَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانك َ فَقِنَا عَذَابَ النَّار)
وتنادى أنفاسه ونبضاته : (لبيك اللهم لبيك)فزعا إلى الله..وفرارا منه إليه..ومن أحسن منه ملجأ..ومن أعظم منه ملاذا..وهو الركن الشديد..ذو العرش المجيد..الفعال لما يريد..(لبيك لاشريك لك لبيك..إن الحمد والنعمة لك والملك..لاشريك لك)..إقرارا بالوحدانية وبراءة من الشرك ..الجلى منه والخفى..ولئن مات فينا الجلى فمازالت الدنيا تزين لنا الخفى بعون من شياطين الإنس والجن تارة ونفسنا الأمارة تارة أخرى..لكنا عندما نعود إلى الحق..وإلى اليقين لا نسمع إلا صوت الأمانة التى حملناها..(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)...فنهرع إليه علَّنا نستطيع أن نؤدى أمانتنا قبل فوات الأوان..وقبل أن يتفلت من بين أصابعنا الزمان..ولا نجد فرصة نستدرك بها مافات..فإذا هى أعمالنا حسرات..أعاذنا الله وإياكم من خزى المحيا والممات..وحمدا لرب العزة الحنان المنان بديع السماوات والأرض على كل ما أسبغه علينا من نعم ظاهرة وباطنة واعترافا بذلنا إليه وحاجتنا واعتمادنا عليه..فلاحياة لنا بدونه ولا مقام لنا على أرضه بغير إذنه ..فهو الملك..وهو الرحيم...وهو العزيز ..وهو الحكيم..ولارزق لنا إلا منه..ولاعيش لنا إلا به...فسبحان من يصبر على معاصينا وهو القادر بكلمة(كُنْ) أن يفنينا..ويأتى بخلق جديد يحبهم ويحبونه..ويعترفون بفضله ويشكرونه..وهو الغنى عنا وعنهم وعن خلقه أجمعين..
ويقول الكفار والمشركين يوم القيامة :..(رَبَنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْن وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْن)..فهل وهب الله لعباده المؤمنين فرصة الحياة الثالثة؟؟إننا حين نحرم تكون حالتنا أشبه بحالة الطفل الذى ولد فوهبت له الحياة الأولى..غير أنه محرم إحراما إجباريا..لم يختره..فهولايعرف بعد معنى الشهوات اللهم إلا شهوة الطعام الذى لايخرج عن اللبن ..ولا يعرف معنى شهوة النساء...ولايستطيع الصيد..وليعى ما الرفث والفسوق والجدال..وكذلك حين يحيينا الله الحياة الثانية يوم القيامة..حيث لا شهوة ولا كلمة ولا حتى طرفة عين إلا بإذن الله..فهل يكون الإحرام بداية حياة ثالثة يعطيها الله تعالى ويهبها للعائد لرحابه الفار منه إليه خوفا وطمعا؟؟...هل هو الأمل فى نور يسعى بين أيدينا وبأيماننا بعد أن أغرقنا نفسنا فى ظلمات الجهل والبعد والظلم؟؟هل هو البعث..بعد موت تعودناه وسبات ألفناه ونحن بعيدون عن رحاب الله؟؟؟أم هل هو رحمة مهداه ..وهرولة رب العزة جل جلاله لعبده حين علم أنه أتاه يمشى على استحياء مثقل الأوزار ..خائف من الخسار ..راجيا رضاه والجنة ..عائذا به من غضبه والنار؟؟


__________________

لا إله إلا الله محمد رسول الله...
اشهد يارب ..اشهد يارب..اشهد يارب...
الرد مع إقتباس