عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 12-06-2006, 11:22 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Smile و ماذا بعد ؟

بسم الله ،
و الحمد لله ،
و الصلاة و السلام على رسول الله .

***-***

أخي العزيز أحمد ياسين : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

و بعد ،

فمن الأكيد أنك على علم بوجاهة آراء و عقل المفكر الفلسطيني منير شفيق ،
و بما أني أراك أصبحت متخصصا أكثر في تخصيب أشرطة الفيديو
بأجهزة الطرد الخيمية ( )

التقنية التي يجهلها تماما و لا يملكها أخوك صلاح الدين كشأن العرب بالنسبة للتقنية النووية ( )

ها أنذا أحيلك إلى قراءة مهمة جدا إلى ما وصلت إليه الملف النووي الإيراني و التجاذبات مع الطرف الأمريكي و الغرب عموما كما يراها المفكر منير شفيق .

فقراءة ممفيدة :
إقتباس:


الصراع الأميركي الإيراني والاحتمالات








مع العرض الذي قدمته إدارة بوش من خلال وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لمشاركة الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بل وقيادتها كما أعلنت الوزيرة، تكون أزمة البرنامج النووي الإيراني قد دخلت مرحلة جديدة.
مهما سيعلق لاحقا عن مرامي هذه الخطوة الأميركية يجب أن ينظر إليها كخطوة تراجع في الموقف الأميركي، والدليل أن إدارة بوش رفضت دوما اقتراح المشاركة وتركت أمر المفاوضات ولو شكليا للترويكا الأوروبية، فكيف يفسّر هذا التراجع الآن؟

"
تخشى أميركا وأوروبا أن تتحركا ضد إيران في ظل معارضة روسية صينية، الأمر الذي فرض على إدارة بوش التراجع خطوة من أجل كسب الموقف الروسي والصيني في حالة رفض إيران أن تدخل المفاوضات تحت شرط وقف تخصيب اليورانيوم
"



الجواب ببساطة: نتيجة فشل إصدار قرار من مجلس الأمن بالعقوبات ضد إيران بعدما أخفقت كل محاولات "إقناع" روسيا والصين بالموافقة على إصدار قرار العقوبات بناء على البند السابع، وهو البند الذي قد يستند إليه في استخدام القوة العسكرية كذلك.

وبالطبع تخشى أميركا وأوروبا أن تتحركا ضد إيران في ظل معارضة روسية-صينية، الأمر الذي فرض على إدارة بوش التراجع خطوة من أجل كسب الموقف الروسي والصيني في حالة رفض إيران أن تدخل المفاوضات تحت الشرط المسبق بوقف تخصيب اليورانيوم.

علما أن هذه الخطوة التي رحب بها روسياً وصينياً وأوروبياً ليست من بعض أوجهها مسّرة لهؤلاء، لا سيما إذا ما نجحت المفاوضات الأميركية-الإيرانية التي لن تقتصر عندئذ على اللقاءات المشتركة، أو على مرجعية لقاءات الدول الكبرى الخمس في مجلس الأمن زائدا ألمانيا، لكن هذا الاحتمال هو الأبعد قياساً لزيادة أهمية دور الدول الكبرى في تقرير مصير البرنامج النووي الإيراني.
هنا يجب التذكير أن كلا من أوروبا -وعلى التحديد فرنسا وألمانيا- وروسيا والصين تريد نظاماً عالمياً متعدد القطبية، في حين سيظل الهدف الأميركي إقامته على أساس أحادي.

فالترحيب بقبول إدارة بوش مشاركة الدول الكبرى وألمانيا في تقرير القضايا العالمية العالقة يلتقي مع هدف إقامة نظام عالمي متعدد القطبية، بينما تنبع المخاوف في حالة تفاهم أميركي-إيراني ثنائي أو من وراء الظهر، من رفض الانفراد الأميركي أو من السعي الأميركي لإقامة نظام أحادي.

ومن ثم فالجولة الحالية تميل في مصلحة تعدد القطبية نتيجة فشل أميركا في العراق، كما الفشل في مفاوضات الترويكا مع إيران بمعزل عن روسيا والصين.

لكن كسب هذه الجولة في مصلحة تعدد القطبية لا يعني أن نظاماً عالمياً على ذلك الأساس أخذ يترسخ ويتثبت، فما زال الطريق طويلاً دون ذلك، كما هو طويل دون ترسيخ إقامة نظام عالمي أحادي القطبية، فالتأرجح والفوضى هما الأغلب عليه.

ولهذا فإن الوفاق والانقسام حول معالجة الملف النووي الإيراني بين الدول الكبرى، يعبران من حيث الجوهر عن اتجاه تطور التناقضات التي تشكل أساس العلاقات بين دول متنافسة وذات مصالح متضاربة أو غير متطابقة، حيث تلعب موازين القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية دوراً حاسماً في معالجة تلك التناقضات، مثلا أكان مساومة أم مواجهة أم عبر الصراع المتذبذب بين هذه وتلك، كما هي سمة العلاقات الدولية في هذه المرحلة.

فالموقف من الملف النووي الإيراني يعكس إشكالية العلاقات الدولية لا سيما بين الغرب وكل من روسيا والصين و-إلى حد ما- الهند، وإذا وصل الأمر إلى المواجهة العسكرية سيعكس إشكالية العلاقات الأميركية-الأوروبية عندئذ كذلك.

من البديهي أن أياً من روسيا أو الصين أو الهند لا تنطلق في تحديد موقفها إزاء الملف النووي الإيراني من إشكالية الحق أو عدم الحق مهما يكن حق طهران صريحا بموجب اتفاقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإنما يحدد الموقف على ضوء العلاقة بأميركا والغرب أساساً.
ولهذا فأميركا تحت الابتزاز إذا أرادت أن تكسب إلى جانبها مواقف تلك الدول -ما دامت بحاجة إلى تأييدها- أو عدم معارضتها لها، وهذا ما يفسّر ما حدث ويحدث من خلاف أو وفاق حول الملف النووي الإيراني.
علماً أنه ما من أحد من هؤلاء يحب لإيران الإسلامية أن تصبح دولة نووية حتى بمستوى امتلاك الدورة النووية في حدود الاستخدام السلمي فقط. وإن كان هذا الجانب ليس المحدد الأول للموقف أثناء إدارة الصراع من الملف النووي الإيراني، وإلا لما أمكن ابتزاز إدارة بوش إذا كان المقرر الأول للموقف هو الحذر الخاص من امتلاك إيران القدرة النووية طبعاً مع عدم تغييبه تماماً.

"
البعض منذ البداية لم يصدق -ولا يريد أن يصدق- وجود تناقض أو صراع أميركي إيراني أصلا، وإنما يعتبر أن الطرفين متفاهمان إلى حد التعاون الكامل إن لم يكن التحالف، وسيظل هؤلاء على رأيهم حتى لو رأوا الصواريخ الأميركية تضرب إيران
"



ومن هنا يفهم اضطرار إدارة بوش للإقدام على تلك الخطوة التي تتسم بالتراجع بعد كل ذلك الرفض السابق لها. لكن هذه الخطوة التراجعية وبعد تثبيت جانب التراجع فيها، تحمل في طياتها خطوة هجومية ليس بما حملته من شرط مسبق فحسب وإنما أيضاً لما تبيته من إحراج للروس والصينيين إذا فشلت المفاوضات بحجة ذلك الشرط، أو إذا فشلت بعد انطلاقتها، إذ سيطلب منهما الموافقة مقابل ذلك على العقوبات في مجلس الأمن.

وهذا ما حاولت إدارة بوش إلزام روسيا والصين به وحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التنصل منه بالقول إن الإشارة إلى العقوبات في غير مكانها الآن أو سابقة لأوانها.

في بداية الأمر رفض الرئيس الإيراني العرض الأوروبي والشرط الأميركي، ثم وجد أن من الحكمة عدم الرفض قبل الاطلاع والدراسة، لا سيما بعد الترحيب الحار الروسي والصيني بالخطوة الأميركية واعتبارها نزولاً عند رأيهم.



(( يتبع لضيق المساحة الخيمية ))