عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 27-10-2005, 04:30 AM
عمر الشافعي عمر الشافعي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 15
إفتراضي

الضغوط الدولية على سوريا لم تبلغ حد الخطر الداهم، والرئيس السوري بشار الأسد ليس أقل شعبية في سوريا من أي رئيس عربي ءاخر في بلده!
كذلك فإن مما تسبب بتهاوي تقرير القاضي ديتليف ميليس كان خروج القرار الظني عن الوظيفة القانونية التي تقتصر على توجيه اتهام ظني مبني على أدلة أو قرائن وليس على تحليلات سياسية واستنتاجات منحازة..
لذلك ليس من مجال في الوقت الراهن أن يقدم مجلس الأمن على رفع وتيرة التحدي مع سوريا لا سيما عندما وجد ممثلو الدول دائمة العضوية أنفسهم أمام تقرير لا يستند سوى إلى روايات شهود مجهولين بدرجة أولى وغير موثوقين بدرجة ثانية..

نعم، كلنا يتذكر الصور التي رفعها وزير خارجية أميركا (باول) إبان غزوهم للعراق والتي قيل يومها أن أقمارا اصطناعية أميركية التقطتها لأسلحة الدمار الشامل العراقية ليتبين بعد ذلك بطلان وتزوير وتزييف تلك الوثائق التي استخدمت في إقناع الرأي العام الدولي بغزو العراق، بينما لم يبلغ تقرير ميليس الدرجة نفسها من التزييف الوقائعي ولكنه شمل على وقاحة غربية لم تُسبق عندما أشار بالاشتباه إلى الكثير من الجهات المحلية يمينا ويسارا كما في إشارته الى ((تنظيم ذات امكانيات مرتفعة "حزب الله")) وغيره وإن بطرق مختلفة تسمح له بفتح ملف كل فصيل لبنان في وقت يجده "السفير الاميركي الحاكم" في لبنان: مناسبا..

كما نشرت جريدة الديار اللبنانية من أيام ما سربه مندوب إحدى الدول الكبرى عن أن "تيري رود لارسن" هو من طلب من "ديتليف ميليس" إضافة اسم "أحمد جبريل" ليتسنى للأول التأكيد على خطورة وجود سلاح فلسطيني في لبنان في تقريره حول تنفيذ قرارات الامم المتحدة! مما يدفع بالأمور إلى مزيد من التأزم!
فمن الذي طلب من ميليس وضع الاسماء الاخرى في التقرير!
الشعب في لبنان ليس بعيدا عن مشاعر إخوانه العرب والمسلمين وهو ليس لقمة سائغة كما توهم بذلك وسائل الإعلام المشبوه والمتهم بالترويج للمشروع الصهيوأميركي..

نعم، الاستفراد الاميركي في النيل من الوطن العربي تدفع الى عنوان مثل التي استخدمته الأخت العنود: "أكلت يوم أُكِلَ أخي!".. ولكن ما الذي يمنع العرب الرسميون من رؤية هذا الواقع غير "عمى القلوب" التي تحتاج إلى بصائر تتصل بضمائر حية ليست هي ضمائر الغائب في حال..

المملكة العربية السعودية، مصر، وغير ذلك من البلدان العربية تقع تحت فحوصات مستمرة من قبل الصهاينة الذين يقومون باستغلال ميل الشعوب إلى تغيير الواقع إلى أحسن، ليستثمروا الشعور بالانتهاض قبل أن يقوموا بتحويله إلى تغيير من سيء إلى .. أسوأ.. من هنا كان لا بدّ من انتهاض في الاتجاه الصحيح..

السؤال الكبير الذي تطلب العنود جوابه منا هل قتل السوريون رفيقَ الحريري أم أنه جاء مصادفة! والحقيقة أنه لم يأتِ بمصادفة وإنما كان بهدف اغتيال علاقات الأخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسورية بالدرجة الأولى واغتنام حالة الهيجان الإعلامي –المباع والمشترى- للضغط على سورية بغرض إخضاعها إلى مزيد من التنازلات، والشعب اللبناني يدرك هذه المعادلات وإن كان المال الذي يوزع على المشاركين في مظاهرات المطالبة بالحقيقة – 200 دولار أميركي لراكبي سيارة- يحتاجه أولئك المشاركون –الذين يبيعون جزءا من كرامتهم الوطنية بالرخيص- ولكن وكما أكّد اللبنانيون غير مرة فإنهم شعب لا يخلو من الرجال الرجال الذين إنما يظهرون في المواقف العصيبة التي تلم بأمتهم ومن يكتب له فيعيش فإنه سيرى في لبنان ومن اللبنانيين عجبا!
ءاخر ما أشير إليه هو كذب وسائل الإعلام وكذب التقارير الصادرة عن الإعلاميين وغيرهم، نحن في لبنان نتابع هذه الوسائل ولكننا ندرك أنهم كاذبون، وأن ملايين الدولارات التي تنفق يوميا على إدارة هذه الحملات الإعلامية المسعورة، والتي لا تجد لها عوضا أو بدلا في إعلان تجاري فقير مهترئ، إنما هو مال مشبوه يصرف في تحقيق مصالح أعداء الأمة، والكذب الإعلامي –الكيدي- يصل إلى التقارير الرسمية بل والأممية كما في ما تضمنه تقرير ميليس من الاشارة إلى تلقي وزير الدفاع الأسبق "عبدالرحيم مراد" اتصالا من إحدى الأرقام المشبوهة في التحقيق باغتيال الرئيس الحريري بتاريخ 12 شباط ليتبين بعدها أن الوزير المذكور كان في هذا التاريخ في الإمارات وأن هاتفه الخليوي كان في بيروت لأنه ليس "رومينغ" أي ليس فيه صلاحية الاستخدام خارج لبنان..

الإعلام يكذب لا تصدقوه
القضية في لبنان لن تموت