الموضوع: محطة أخيرة
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-12-2001, 02:33 AM
radi radi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 245
إفتراضي محطة أخيرة

يصعب الاشتباه بأن أسامة بن لادن صار مراسلاً لدى محطة <<الجزيرة>> الفضائية في أفغانستان، وبات أحد أهم المراسلين الذين أنتجهم عصر التلفزيون في العالم كله.. لكن الفكرة تخطر في البال، عند سماع شريطه الأخير المخصص للفضائية العربية الأهم، التي واجهت في الآونة الأخيرة تحديات لم يسبق لها مثيل، أدت إلى انخفاض معدل مشاهديها.
شريط بن لادن سبق صحافي عالمي، لن يتكرّر سوى مرة واحدة، عند التثبت من مقتل المطلوب الرقم واحد من قبل الجيوش وأجهزة الاستخبارات في دول العالم أجمع.. وهو يعيد <<الجزيرة>> إلى مكانتها المرموقة بالمقارنة مع جميع الفضائيات العربية والعالمية، وإلى جمهورها الواسع الذي كادت تفقده.
لكن مغزى الشريط أبعد من ذلك بكثير، لكنه ليس أعمق من أي من الصور المذهلة التي عرضتها الشاشات منذ 11 أيلول الماضي، وحتى اليوم. لعله أكثرها إثارة للجدل لما يعكسه من سطحية سياسية، تصل إلى حدود البلاهة. وهي ليست مسؤولية <<الجزيرة>>، التي تصرفت بطريقة مهنية متطورة، لا سيما عندما اختارت أن تقطع البث الجزئي الأول للشريط عند الدعم الأميركي <<لإسرائيل التي تقتل أبناءنا>>.
أما لماذا خرج بن لادن من الكهف، فإن التحدي أو النكاية لا تصلح مبرراً، ولا تخدم أي غرض سياسي أو عسكري، بل تعكس نظرة بدائية إلى الحرب، وبالتالي إلى السياسة التي تحكمها.. والتي يفترض الحد الأدنى من المنطق أن يكون هدفها هو الحد الأدنى من الخسائر، وخصوصاً أنها ليست مبارزة بالسيوف بين فارسين في الصحراء.
قد يكون بن لادن تقمّص شخصية المراسل الصحافي، أو بالتحديد ذلك المصور الصحافي الشهير الذي نال جائزة دولية في مطلع الثمانينيات لأنه صوّر لحظات موته برصاص المقاتلين في الحرب الأهلية السلفادورية التي كان يغطيها.. ولم يتمكّن بالطبع من تسلّم الجائزة!
ما زال بإمكان بن لادن أن يطالب <<الجزيرة>> بما هو أكبر من تلك الجائزة.