عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-12-2003, 05:22 PM
sary111 sary111 غير متصل
كاتب قدير ومحترم
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: بلاد المخبرين
المشاركات: 239
إفتراضي

(ج2)

من ناحية العلماء :
هم أفاضل ولاشك في ذلك ولهم مكانتهم في قلوب الشعب كله إلا ماشذ عن ذلك من بقية الشعب وهم فئة منافقة معلومة النفاق ، وحتى البعيد عن الدين يحاول التمسح بهم لإعطاء نفسه شرعية أو لنفي معاداته للدين ، لكن الذي نعرفه أن العلماء هم القادة الحقيقيين للمجتمع وهم الموجه وهو صمام الأمان من الفتن والشرور ، لكننا لم نعد نرى لهم ذلك التدخل الواضح في شؤون المجتمع ككل ، ولم نعد نرى مشائخنا الأفاضل بيننا في مساجدنا داخل أحيائنا بمحاضراتهم كما كان ذلك في السابق ، ولم نعد نرى بعضهم وبالأخص الفطاحل منهم داخل مراكز ابنائنا الصيفية وانا واحد ممن احبهم في تلك الأمكنة برغم صغر سني في ذلك الوقت حين جائنا شيخ فاضل حببنا بنفسه وعممنا فضله وخلقه وتعامله على البقية الفاضلة منهم فأنا أراهم بنظرتي لذلك الشيخ الوقور رحمه الله ، يريد الشاب أو المستطلع لحقيقة الأمور من منظار الشرع أن يجتمع بهم داخل مكاتبهم دون رقيب من السلطة ليقال لهم مايجول في الصدور من أسئلة تعتبرها السلطة خروج عليها وما علمت أن الخروج عليها لن يأتيها إلا مع البعد عن الدين وعن مشائخنا الأفاضل ، ما يريده الناس هو حق طبيعي لهم فلم نسمع من قبل منذ أن وحد الملك عبدالعزيز هذه البلاد أن هناك عالماً منع الناس من الدخول عليه أو الالتقاء به لمناقشته في أمر أو التجمع لتقديم عريضة له أو الاستئناس برأيه والأخذ به أو استفتاءه إلا في هذه الأيام ، يوم أن اصبحت البطانة سوداء علمانية تثير الناس على الولاة في السر بتصرفاتها المشبوهه وتأكل أموال الناس بالباطل ..

ما يريده الناس أو الشعب هو عالم يحبهم ويحبونه يثق بهم ويثقون به يعرف أن الشعب المسلم يريد دينه في المقام الأول ومن ثم الحياة بكرامة وحرية كما كان آبائهم وأجدادهم من قبل على مر العصور في هـذه البلاد ، وإن كانوا ثلاثين عالماً بارك الله فيهم فهم خير وبركة فما الذي يمنع من تجوالهم على جامعات ومدارس ابنائنا لتبيان الحقيقة لهم وراء ما يحدث بكل وضوح وليسمعوا من عامة الشعب المسلم ما يحب أن يوصلوه لقيادة البلاد فهم القناة المأمونة والموثوقة لدى الشعب المسلم في هذه البلاد ولا اختلاف عليهم رغم ما يقال عن مداهنتهم ووقوفهم في صف الحاكم لكن لو تعقلنا ونظرنا الأمر من زاوية أخرى لوجدنا أن ما بالإمكان أحسن مما كان ..

وهذا الشعب لن يسمع ولن يستمر مع سلطته تماماً إلا بعودتها إليه ، الشعب لم يرتمي في حضن أمريكا ولم يقدم التنازلات لها وكان على استعداد أن يضحي بالغالي والنفيس عندما حاول صدام غزو أرضهم بدل استقدام القوات الأجنبية التي هي مفتاح الشر كله وببركة النظام البعثي العميل البائد ، فلماذا هذا الجحود من حكامه !! هل ركنوا إلى أمريكا وباعوه بثمن بخس وما قيمة الأرض بلا إنسان حر يعيش عليها بكرامة ، هل فعلاً كما قال أحدهم أن الأرض تنساح من تحت أرجلهم وهم لايشعرون ؟ شيء عجيب ..

وإذا نظرنا للواقع الحالي ، فالسلطة تريد أن تستمر بنفس وتيرة العمل السابق صرف بغير حساب وبدون ضوابط لأفرادها مع منحهم صلاحيات واسعة للتدخل في أمور البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهذا يجر تناقض واضح وتضارب في القرار وفقدان لهيبة السلطة فمن غير المعقول أن يكون هناك قائدين في وقت واحد فما بالك بعشرات القادة في وقت واحد ، هذا يأمر بكذا وهذا يأمر بكذا وهذا يأخذ من هنا وهذا يأخذ من هنا وبالنهاية سقوط مالي وسياسي داخل البلاد وذهاب لهيبة الحكم وسقوطه من أعين الناس ، وتشجيع للقفز على السلطة إن كان من أفراد مقربين أو غير ذلك وهذا ما نراه الآن في حوادث التفجيرات الأخيرة ولو عدنا إلى صميم إعترافاتهم لوجدنا شيء مما نقوله هنا لازال عالقاً في نفوسهم رغم عمليات غسيل المخ التي تعرضوا لها من أشخاص اتخذوهم مطية لهم لنشر مبادئ لانختلف عليها في الجملة لكن الطريقة ليست هكذا بل بالحكمة والموعظة الحسنة والمجتمع يتغير مع الزمن إلى الأفضل لكن دون إتكالية وتشاؤوم ،،،

هذه بلادنا كلنا وأمرها يهمنا ويهم جميع المسلمين والعالم أيضاً فهي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ونظرتهم لها بدأت تأخذ منحى غير طيب هذه الأيام مع ما يشاهد ويقال من كون بلادنا منطلق لضرب الأشقاء العرب والمسلمين في حروب الغرب الكافر رغم النفي الرسمي ، لكن للحقيقة أكثر من وجه وقد تكون إشاعة صغيرة كاذبة أو صادقة أقوى من خبر يغطى في كل وسائل إعلام العالم ..

ما يهمنا الآن هو الالتفات إلى الداخل بإصلاح وضعنا بعد سنين من تراجع التنمية بشكل لايصدق رغم الأقوال الرسمية لكن الواقع غير ذلك ، فلا خطط طوارئ للبلاد في حال الكوارث وهذا ما شاهدناه في جازان مرتين متتاليتين (متتاليتين!!) الأولى حمى الوادع المتصدع والثانية تلك السيول التي طمرت أماكن شاسعة من تلك المنطقة ، ورأينا العجز الرسمي في الإمكانيات رغم توفر المادة لكن سوء الإدارة والتخطيط وعجز من مختلف اجهزة الدولة واتكالية وتقاذف للمسؤوليات وتنازع صلاحيات فارغة ..


ولايوجد تقرير مالي صادر عن مؤسسة النقد العربي السعودي يمكن الركون إليه يطمئن الشعب أن الاقتصاد في أيدي أمينة تعرف كيف تديره ، بل سمعنا نائب محافظ المؤسسة يدلي بتصريح خطير وخطير جداً عن حالة الإقتصالد المتردية والعوائد الواردة للخزينة العامة والتي أصبحت (غامة) ، فما هو معلوم أن المتنفذين لديهم أموال ضخمة جداً حولت من من خزينة الدولة لحسابات في الداخل والخارج ، وبدأ بعض التجار في إخراج رؤوس أموالهم إما لدول مجاورة أكثر إنضباطاً في التعامل وأقل تدخلاً من الدولة والمحسوبين عليها في أمور التجارة التي هي المحرك الأساسي لاقتصاد البلدان ..

أما التصنيع فلم يتم التركيز إلا على أنواع معينة من السلع البعيدة عن استقدام التكنولوجيا التي لو تم استقدامها فيما مضى لكانت ستنقل البلاد من حال إلى حال كما هو مشاهد في الصين وفي سنغافورة وماليزيا والكوريتين ، رغم أن قواعدهم الصناعية الثقيلة والخفيفة والتكنولوجية بدأت بعد توحيد بلادنا بكثير إلا أن الوضع لدينا لم يتعدى الاستيراد فقط ، فأين الدعم العلمي لأصحاب الابتكارات وأين الدعم المالي لأصحاب المشاريع التنموية الحقيقية وليس المجمعات التجارية الفارغة التي هي أماكن هدر حقيقية لثروة البلاد .

برغم كل التناقضات التي نعيشها في هذه البلاد من دعم ولا دعم ومشاريع ولا مشاريع والتركيز على منطقة معينة أو ثلاث مناطق من البلاد إلا أن إنسان هذه البلاد استطاع وبذكائه الفطري أن يحاول مسايرة السلطة قدر الإمكان عبر التودد إليها وإبداء كامل الولاء لها وفق قناعته ومصلحته المعيشية ، لكن السلطة رأت فيه مواطن لايمكن الركون إليه أو الإعتماد عليه إما لجهله كما كان يروج في السابق وعدم تعلمه ، وإما لولاءه القبلي والعشائري والرغبة في عدم تزويده بمصادر القوة النفسية والإجتماعية والمادية بشكل كافي خوفاً من استغلال تلك المصادر ضدها ، هذه المصادر تتمثل في حصول ابن هذه البلاد على الحرية المنضبطة بضوابط الشرع الحنيف والتي تمكنه من التسليم لولي الأمر عن قناعة ورضا لا عن خوف وشك وريبة وترويج إشاعات ..

وتتمثل أيضاً في تنميته تنمية حقيقية عبر إخضاعه لبرامج تأهيل صناعية إن كانت رغبته كذلك والاعتماد عليه كيد عاملة بعيداً عن العمالة الأجنبية التي أضرت بالبلاد وسمعتها وأحدثت تغيرات غير طبيعية في بنية المجتمع وركونه إلى الكسل والدعة والخمول وهذا كانت تفكر فيه السلطة ، أي بإعطاءه نوع من مظاهر الراحة والرفاهية لينشغل بها عن المطالبة بحقوقه الأصلية المتمثلة في المشاركة السياسية والاجتماعية مثل بعض البلاد المجاورة عبر النقابات المهنية والعمالية ، لكن خوف السلطة من أن يستثمر ذلك كله ضدها أجهض كل محاولة للتنمية الحقيقية وأصبح الهاجس الأمني للسلطة هو المسيطر والشك والريبة في المواطن هي النظرة تجاهه ، وهاهي الدولة من جديد تقر بخطأها وتعلن أن القطاع الخاص هو المكان الأنسب لعمل شبابانا بعد أن ترهل الجهاز الحكومي (باستثناء أرامكو السعودية) بموظفين لانفع منهم .

لا ادعي فهمي بكل أمور بلادي .. لكنني أرى ما ذكرت موجوداً لدى أغلب شرائح المجتمع ، فهم لم يعودوا ذلك القاصر في الفهم والمعرفة مع توفر وسائل المواصلات والاتصالات الحديثة ، ولدينا شباب رائع لو أحسنا استغلاله وتوجيهه التوجيه الصحيح بعيداً عن الزج به في دوامات البطالة لتأديبه وإرغامه على البحث عن عمل مع عدم تأهيله لذلك من قبل السلطة وهو الواجب الأول لها تجاهه بعد حفظ عقيدته ، وبعيداً عن فتح المجال لإنحرافه سلوكياً أو أخلاقياً أو عقائدياً فمن كان يصدق أنه سيصبح لدينا مسيحيين سعوديين من أهل هذه البلاد !! ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم ، قد فقد بعض شبابنا الثقة في مجتمعه إلى الدرجة التي حدت به إلى تغيير معتقده ودينه وهذه مصيبة المصائب أن يكفر إنسان لعدم توفر حريه منضبطة ولعدم توفر مصدر عيش كريم ولعدم الحفاظ على ماتبقى من العلاقات الاجتماعية التي هي أمان نفسي لهذا المضطرب ، فأصبح البعض مشغولاً بنفسه ولايهمه غيره من جيرانه واقربائه ومعارفه ..

مرة أخرى لم يفت الوقت كثيراً على سلطة بلادنا .. لازال الوقت يقول بإمكانكم لكن أخلصوا النيه واعتمدوا على أنفسكم قبل غيركم فما حك جلدك مثل ظفرك ، فالولاية مسؤولية عظيمة أمانة كبرى تحتاج إلى ضبط لمحيط السلطة وأطرافها ، وعدل بين الرعيه ، وسماع للرأي دون استخفاف والإدعاء الحصري للمعرفة ، وكما أن للحكم أساليبه وحاجته للقوة الظاهرية أحياناً ، لكن حاجته للشورى الحقيقية أكبر ، وهؤلاء الأعضاء لديكم وهم من يقدمون لكم الشورى بينهم ناس ليسوا أهلاً لذلك ونتمنى إزاحتهم بدل حضورهم للجلسات لأخذ المخصصات المالية للجلسات والنوم في غرف الأعضاء وقت الجلسات بدعوى القدوم من سفر طويل بينما كان في سهرته الخاصة .. مع التحيه ..