[البائع نفسه]

السلام عليكم ورحمة الله

شاهدت على قناة المجد الوثائقية برنامج عن الحُمر الوحشية وكيف أنها عندما تريد أن تقطع النهر المليء بالتماسيح الجائعة فإنها تتقارب وتتراص وتقطع النهر كأنها حمار واحد عملاق لا يستطيع أحد أن يقف أمامه وهذا ما يجعلها تقطع النهر بأقل الخسائر .

فالحمير في إجتماعها أخافت التماسيح

فهل الملوك في اللقمة العربية السائغة أخافوا أحدا ً .؟؟

وأعجبني أيضا ً في البرنامج الوثائقي أن ذكور الثيران البرية تقف سدا ً منيعا ً أمام بعض الأسود المفترسة ولا تهرب لكي تأمن الحماية للإناث والصغار . فعجبت من جرأتها .

فهل الرؤساء في اللقمة العربية السائغة يدافعوا عن بني جلدتهم.؟؟

وعندما كنت أتابع هذا البرنامج يوما ً من الأيام ظهر لي أن الكلاب البرية لا تهاجم إلا في جماعة يرئسها زعيم وهذا ما يسبب لها المهابة في المجتمع الذي تعيش فيه .

فهل الحكام في اللقمة العربية السائغة مجتمعون أم متفرقون .؟؟

ولقد جاء في نفس البرنامج أن هناك فصيلة من القرود تمشي مئات الكيلو مترات حتى تجد الطعام المناسب للمجموعة والغريب في الأمر أنها ترجع إلى منطقتها دون أن تتوه أو تضيع ومن نفس الطريق , ولا تسمح لأي حيوان أن يقتحم ويحتل منطقتها , وإذا حصل ذلك فهي عندئذ مستعدة للموت في سبيل طرد الغريب .

فهل حكام وملوك ورؤساء اللقمة العربية السائغة يستطيعوا ان يرجعوا إلى الصراط المستقيم الذي تنكبوه وحادوا عنه ؟؟

وهل عندهم أن الخيار الوحيد لإرجاع البلاد التي أخذت بالقوة هو إرجاعها بالقوة ؟؟

حمار وثور وكلب وقرد..حاكم ورئيس وملك وأمير ... مالفرق ؟؟

الفرق هو (( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ))

قال لي أحدهم : هؤلاء الحكام الذين تكفرونهم جاءو لكم بالمأكل والمشرب والملبس والسيارة والخدمات و و و...الخ

فقلت له : هذه الأمور كلها بأحسن ماذكرت وفرتها حكومات الغرب الكافر لشعوبها ومع هذا هم الذين يأمروا وينهوا وهم الذين يلعبون بالحكام كيف ما شاؤ , فإذا كان هذا القياس الذي تقيس به فعندها يصبح أمراء الخليج الفسقة والفجرة أفضل من الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي جاع الناس في زمنه في عام الرمادة وقس على ذلك حاكم سوريا وليبيا ومصر ....الخ . هل هؤلاء أفضل من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟؟؟

أعوذ بالله من هذه النظرة السقيمة وهذا القياس الغبي .

إلى حكام المسلمين خذوا مني دمي وعرضي ومالي ...ولكن إسقوني كأس عزة ولو كان من الحنظل المرير.

قلب المسلم الغيور لا يريد طعام ولا شراب

يموت جوعا ولا يموت ذلا ً .