عرض مشاركة مفردة
  #45  
قديم 21-01-2006, 06:13 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الرسالةُ الثالثة

للإعلام

لرجالِ الإعلامِ وحملةِ الأقلامِ الأمناءِ على الكلمةِ، والأوصياءِ على الحرفِ، إن العالمَ الآن يُخاطبُ بالشاشةِ العابرةِ للقارات؛ لتكون أقوى من الصواريخِ وأكثرَ أثراً من الدبابات، يقولُ أحدُ أساطينِ السلطةِ الرابعة: أصبحَ العالمُ الآن يحتلُ بالشاشةِ والصحيفةِ لا بالقنبلةِ والقذيفة، ونقلَ الطنطاوي عن أستالين أنه قال: أعطوني شاشةً أُغير بها وجه العالم!! إنَّ من يخطُّ سطراً في صحيفة، أو جملةً في مجلة، أو يقولُ كلمةً في إذاعة، أو يطلقُ عبارةً في شاشةٍ إنما يسهم في الإصلاحِ، أو يشاركُ في الإفساد ستُكتب شهادتهم ويسألون إننا بحاجةٍ إلى صحوةِ ضميرٍ أمامَ رسالةِ الإعلام، وهل خُرقت السفينةُ إلا بتعبئةٍ فكريةٍ سواءٌ في الإفراطِ والتفريط، فالتحللُ من الدين، والتنصلُ من القيمِ، والكفرُ باللهِ، ومحاربةُ شرعه، نتاجٌ أوليٌّ لإقناعٍ ذهنيٍ وغسلٍ للمخِ عن طريق مؤثراتٍ دعائيةٍ ومنابرَ إعلامية، والتطرفُ والإرهابُ وتهديدُ الأمنِ وسفكُ الدمِ المحرمِ وقتلُ النفسِ المعصومةِ أصلُه ثقافةٌ عوجاءُ مريضةٌ مشوهةٌ خارجةٌ عن الدينِ الصحيحِ، ويبقى للإعلامِ الراشدِ الهادفِ مسؤوليةُ البناءِ والترشيدِ والتربية.

والصحيحُ أن رسالتَنا الإعلاميةَ عالميةً ربانيةً تتبنى الوسطيةَ وتنقلُ الرحمةَ والعدلَ والسلامَ إلى العالم، فليس عندَنا وقتٌ لتضييعِ وقتِ الأمةِ بالإغواءِ والإغراءِ والتنكرِ للقيمِ وإهمالِ الفضيلة، ولا يجوز لنا تقديمُ خطابٍ متشددٍ متشنجٍ متطرفٍ بل خطابِ عقلٍ يَسْنُدُه النقلُ ورسالةَ محبةٍ توافقُ الفطرة .





الرسالةُ الرابعة

لأهلِ الغلو

أُرسلُها لمن غَلا في الدينِ، وتطرَّفَ في فكرهِ وخرجَ على إجماعِ الأمةِ وروحِ الشريعة، أُطالبُه فيها بالتوبةِ إلى الله، والعودةِ إلى جماعةِ المسلمين، وإلى صحوةِ الضمير، فقد آن لمن ركبَ موجةَ التكفيرِ والتفجيرِ أن يتقيَ ربَّهُ في دماءِ الأمةِ وأموالِها وأعراضِها وأمنِها واستقرارِها، وليعلمَ أن الأمةَ بأسرِها ضدَّهُ وأنّه الوحيد مع نفر قليل هم نشاز ونكره في أمة الإسلام، وهل يظن من هذا فعله أن الله لن يسأله عن الأرواح التي أُزهِقَتْ، والدماءِ التي سُفِكت، والأموالِ التي ذهبت، والأسرِ التي تهدمَتْ بسببِ أفعالِه ومَنْ هو على شاكلتِه، أخبرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ الله عذَّبَ امرأةً حسبتْ هرةً في البيتِ حتى ماتتْ الهرةُ، بأن أدخلَ اللهَ المرأةَ نارَ جهنم، فكيفَ بمن قتلَ مسلماً أو مَعاهداً أو بريئاً من الأطفالِ والشيوخِ والنساءِ؟! لقد حاورَنا هؤلاءِ في السجونِ فكانت -والله- حججُهم واهيةٌ، أوهى من بيتِ العنكبوت، ما لبثتْ أن تهاوتْ وسقطتْ أمامَ الحقائقِ والأدلةِ الشرعيةِ، وقد عادَ أكثرُهُم نادماً وتائباً؛ لأنه أدركَ أنه عصى ربَّه، وخالفَ دينَه، وعقَّ أمَّتَه، وأدخلَ الضررَ على مجتمعِه، وأشمتَ بنا الأعداء، إن طريقَ التكفيرِ والغلوِ والإفسادِ في الأرضِ مشروعٌ فاشل، وخطةٌ مشؤومةٌ، وطريقةٌ عابثةٌ لا تبنِي حضارةً، ولا تخدمُ رسالةً، ولا تسعدُ أمةً، ولا تحققُ هدفاً إلا الدمارَ والخوفَ والشقاءَ والهدمَ وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد لقد قُلنا لهؤلاءِ لقد ارتكبتُم أخطاءَ عظيمةً، وأغلاطَ جسيمةً من أعظمِها الإضرارُ بالدينِ الصحيحِ وتشويهِه وتنفيرِ الناسِ منه، ثم السعيُ في الأرضِ بالفسادِ من قتلٍ ونهبٍ وسلبٍ وتخويفٍ وتدمير، ثم مخالفةُ جماعةِ المؤمنين وجمهورِ المسلمين وشقاقِ علماءِ الأمةِ وأئمةِ الملة، فهل لمن حملَ هذا الفكرَ أن يتوبَ ويؤوبَ ويعودَ إلى مجتمعِ السلمِ والإسلامِ ليشاركَ في النفعِ؛ ويسهم في الخيرِ، ويكون لبنةً صالحةً في بناءِ الإسلامِ العظيم؟

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس