عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-10-2004, 01:19 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي العاقبة وخيمة والصمت جريمة!

[size=5]لقد ترددتُ كثيرا في كتابة هذا الموضوع، ظنا مني أن المصلحة الراجحة تقتضي تأجيله، وأن مفسدة تأجيله أقل من مفسدة تعجيله، تلك المصلحة الراجحة هي وقوف المسلمين على ما بين طوائفهم من خلاف شديد قد يصل ببعضهم إلى تكفير بعض، وتلك المفسدة العظمى هي السعي في زيادة أسباب الشقاق والنزاع المؤديين إلى مزيد من الفشل، ومنح أعداء الإسلام والمسلمين مزيدا من الفرص التي تتيح لهم الاستمرار في العدوان والظلم، ذلك هو سبب التردد، وليس لشك في أن الكتابة في الموضوع حق، وأن بيان الحق واجب.

ولشدة حرصي على تعاون العراقيين كلهم سنيهم وشيعيهم، وكرديهم وتركيهم، ومسلمهم ومسيحيهم على ما يعود عليهم جميعا بالخير ويدفع عنهم الشر، كتبت موضوعا عند سقوط بغداد، بعنوان: " وبقي العراق!"

http://www.al-rawdah.net/r.php?show=...a5_hadath&p=22

ولكن المصلحة التي كانت راجحة أصبحت عندي مرجوحة، يجب اطراحها، والمفسدة العظمى التي كانت عندي راجحة، أصبحت مرجوحة يجب ارتكابها، والحق أحق أن يتبع، وبيان الحق عند الحاجة واجب لا يجوز تأخيره لغير ضرورة، بل الضرورة هنا تقتضي تعجيل بيانه.

فما هو هذا الموضوع الذي حصل التردد في الكتابة فيه؟ ولما ذا انقلبت المصلحة والمفسدة الراجحتان مرجوحتين، فزال بذلك التردد في الكتابة وترجح الإقدام عليها؟

الموضوع بصراحة ودون مجاملة هو تواطؤ عامة الشيعة في العراق وخارج العراق على محاربة أهل السنة وإذلالهم، وكسر شوكتهم، وإقامة دولة عراقية تكون الهيمنة فيها للشيعة، الذين تدل القرائن على أنهم سيضطهدون أهل السنة، كما اضطهدوا في في دولة مجاورة، سبق أن قامت لهم فيها دولة.

وأنبه قبل البدء في ذكر الأسباب التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع، إلى أربعة أمور:

الأمر الأول: أن الشيعة ينالون دعما ماديا ومعنويا قويا، ليس لأهل السنة أقل القليل منه:
دعم من حكومة شيعية قوية، هي إيران.
ودعم من مرجعياتهم ذات الكلمة النافذة التي يسمعون لها ويطيعون دون تلكؤ أو سؤال، ولهذا تكون لها كلمة الفصل عندما يحصل بينهم خلاف.
ودعم مالي مستمر وكبير، وهو الخمس الذي يدفعه كل فرد منهم، بحسب ما يملك...
ودعم عسكري معد ينتظر اللحظة المناسبة التي يظهر فيها جيش بدر وأسلحته الثقيلة التي نقلها من إيران بعد سقوط بغداد... وتشير التعليقات والأخبار أن زعماء هذا الجيش مرشحون لحكم العراق، بتخطيط صامت بينهم وبين الاحتلال الأمريكي، ودعم من المراجع الشيعية القوية في العراق.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004...politics02.htm

ودعم أمريكي بريطاني، يظهر في الاتجاه الذي ساروا عليه منذ سقوط بغداد إلى الآن...

الأمر الثاني: أن أهل السنة في العراق مضطرون إلى إظهار المداراة للشيعة بعدم إظهار الشكوى من تحيزهم وتعاونهم مع المحتلين الأمريكان، اتقاء لمزيد من الظلم والاضطهاد، وحرصا على ما أمكن من رأب الصدع والتعاون ضد المعتدي...

الأمر الثالث: أن الحكومات المجاورة للعراق، لها وضعها الخاص في ظروف سياسية وعسكرية يفرض عليها اتباع الدبلوماسية المعتادة، التي لا تتيح لها التدخل في موضوع الطائفية، ولهذا يجب على العلماء والمفكرين بيان الواقع والتحذير من عواقبه.

الأمر الرابع: أن زعماء الأكراد يلتقون مع زعماء الشيعة في الوقوف ضد المقاومة الجهادية التي غالب من يقوم بها هم أهل السنة، فزعماء الأكراد والشيعة والمحتل الأمريكي كلهم متفقون على القضاء على المقاومة، وإن زعموا كلهم أن الذين يقومون بالوقوف ضد الاحتلال، هم إرهابيون أجانب.
ومن هنا يبدو خذلان أهل السنة وتعاونهم جميعا ضدهم، مع العلم أن غالب الشعب الكردي هم من أهل السنة، والذين يتعاطفون من الأكراد مع إخوانهم المجاهدين السنة، يحاربهم الأمريكان والشيعة والأكراد جميعا، ونحن لا قدرة لنا على نصر مادي لإخواننا أهل السنة المظلومين من جميع تلك الجهات، ولكن يجب أن ننصرهم بكلمة الحق التي لا يجوز لنا السكوت عنها: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)

ما سبب ترجيح الكتابة في الموضوع؟
وإنما انقلبت كل من المصلحة والمفسدة الراجحتين إلى مرجوحتين عندي، للأسباب الآتية:

السبب الأول: تاريخي تجلى في العراق نفسه، عندما تواطأ ابن العلقمي الرافضي مع قادة التتار على أهل السنة، وقصتهم معروفة مسطرة في مصادر التاريخ…

السبب الثاني: أن الذين نقلتهم الدبابات الأمريكية ومكنتهم من السلطة المؤقتة، هم من الشيعة الذين استضافتهم الاستخبارات الأمريكية [C.I.A] .

السبب الثالث: أن الشيعة والمحتلين الأمريكان، صرحوا جميعا عندما سقطت بغداد أن الشيعة هم الأغلبية في العراق، ولا زالوا يكررون ذلك ليقنعوا الناس بنتيجة الانتخابات التي سيجرونها في ظل الاحتلال الأمريكي، وفي الوقت الذي لا تكف القوات الأمريكية عن عدوانها على مناطق أهل السنة كما سيأتي، وهذه دعوى تحتاج إلى تمحيص.

فهناك من يرى أن أهل السنة هم الأغلبية وليس العكس، وبخاصة أن غالب الأكراد هم من السنة، يضاف إلى ذلك أن أعدادا كثيرة من العراقيين يعيشون في خارج العراق، ولا يوجد إحصاء يعتمد عليه في ذلك، والأصل في مثل هذه الدعاوى إثباتها بالإحصاء الذي تيسرت سبله في هذا العصر، ولا يصدق من يدعي الأغلبية بدون برهان...

السبب الرابع: الصمت المطبق من المرجعية الشيعية على ما يجري من قتل أهل السنة رجالا ونساء وأطفالا، ومن تهديم قراهم ومدنهم بالقصف المستمر من الجو والبر، بل هدم مساجدهم في نهار شهر رمضان ولياليه و، وهم يتلون كتاب الله من مآذنها، ويكبرون ويهللون ويبتهلون إلى الله ليدفع عنهم ما هم فيه من الأذى والفتنة، دون أن يجدوا من ينكر ذلك باللسان من تلك المراجع...مع أن المرجع المشهور "السستاني" غادر سريره الأبيض من لندن لينهي الأزمة التي كانت شيعية في كربلاء...
ومعلوم ما قام به أهل السنة من تأييد معنوي ومادي لجماعة الصدر، في كربلاء عندما حصلت المعركة بينه وبين المحتلين الأمريكان...

السبب الخامس: الصمت الإيراني الرسمي المطبق على ما يجري في المناطق السنية من تدمير، بخلاف موقفهم مما يجري في كربلاء ومدينة الصدر وكل ما يحدث في المناطق الشيعية...

السبب السادس: الصمت المطبق من زعماء بعض أحزاب الشيعة في بلدان عربية عرفوا بإلقاء البيانات الحماسية في المناسبات المشابهة لما يعانيه أهل السنة في العراق، وبخاصة الفلوجة والقرى المجاورة لها، صمت مطبق على ما يجري في في تلك المناطق، وقد كانت لهم صولات وجولات عندما كانت أمريكا تقصف جماعة الصدر في مدينة النجف...!

السبب السابع: تهديد الحكومة المؤقتة لأهل السنة بالتدمير إذا لم يستسلموا ويسلموا من يسمونهم بالإرهابيين الأجانب الذين يدعون وجودهم في تلك المناطق المجاهدة للاحتلال، واستعداء القوات الأمريكية لتنفيذ ذلك التهديد الذي تنقل بعض مآسيه القنوات الفضائية...

السبب الثامن: إصرار كل من المحتل الأمريكي والحكومة المؤقتة والمرجعية الشيعية، على إجراء الانتخابات في وقتها المحدد، في مطلع العام الجديد 2005 ولو حرم من المشاركة في تلك الانتخابات المجاهدون الذين يقاومون الاحتلال، بحجة أن المصلحة العامة تقتضي إجراء تلك الانتخابات، تحت أزيز الطائرات الحربية وطائرات الهيلوكبتر، وهدير الدبابات وقصف الصواريخ الأمريكية...

SIZE]
__________________
الأهدل