عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 16-12-2003, 08:50 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

افتتاحية الحياة العربية الاسترالية

تفاجأنا من رؤية صدام حسين معتقلا! ومن قبل وقع عمر المختار أسيرا وتم إعدامه ولم يكن ذلك انهزاما لما يمثله من مواجهة للاحتلال وللقوى الاستعمارية.
من ناحية ثانية يستغرب الكثير اعتقال صدام! بينما لم يستغرب أحد بقاءه يف العراق طيلة ثمانية أشهر أو تسعة أشهر، وبحوزته المال الكافي ليتم استقباله حيث يريد متنكرا أو غير متنكر، وربما مع تشكيل جبهة سياسية في المنفى إلا أنه رجل قال إنه يريد أن يموت في العراق وإنه لن يهرب كالنساء وهكذا كان، فهل من منصف لهذا الصدق!
كلما تكلم كاتبٌ بموضوعية في تـحليله للحدث، تنطع لنا الاغرار العاجزين عن تناول الحدث بالموضوعية التحليلية ووصل بهم التنطع إلى تفاصيل عملية الأنفال أو إلى أي حادثة بعيدة عن الحدث أبعد ما يمكن، ليس لشيء سوى أنهم عجزوا امام صدق هذا الرجل وثبات مبادئه ولو كان غير محق فيها...
لقد اكتشف الاغرار اليوم ان صدام حسين رجل جبان لأنه لم يقاوم عملية اعتقاله! هذه العملية التي ليس لأي أحد منهم فمن هم الشجعان الذين اعتقلوه!
لقد اكتشف الاغرار اليوم ان صدام حسين رجل جبان لأنه لم يقاوم عملية اعتقاله! فما هي هذه المقاومة التي يطالبون بها من رجل على أبواب السبعين من العمر!
لقد اكتشف الاغرار اليوم ان في نفوسهم طبع الشتيمة، وادعاء ما يحققه الاخرون من شرف، فبعد خنوع وخضوع طيلة خمس وثلاثين عاما قام خلالها البعض بمحاولة الانقلاب عليه اثر العدوان الاسرائيلي على المفاعل النووي وقام آخرون بمحاولة الانقلاب عليه بينما العراق في مواجهة ثلاثة وثلاثين دولة فكان أن محق الخيانة المجرمة بـجريمة اكبر!
دائما كانت المعارضة العراقية خائنة ليس بيدها سوى العمالة سلاحا في مواجهة صدام حسين، فمن هم اولئك الشرفاء الذين اعتقلوا صدام حسين!
رجال مجلس الحكم الانتقالي الذين لا يشعرون بالامان والراحة بالرغم من وصول صدام حسين الى السجن الاميركي ولان السجن اميركيا فانهم لن يشعروا بهذا الامان..
من هو العربي الذي يفرح باعتقال الرئيس العربي الوحيد الذي بقي حتى بعد زوال نظامه يؤكد الحدود الحقيقية لفلسطين من البحر الى النهر!
ومن هو العربي الذي يفرح باعتقال الرئيس العربي الوحيد الذي بنى مفاعلا نوويا كان من شأنه تحقيق التوازن العسكري مع الكيان الاسرائيلي الغاصب بل مع القوى الاستعمارية الطامعة في ثروات بلادنا!!
يتنطع الكثيرون ويتشدق الكثيرون اليوم ان صدام دمّر فوق رؤوسنا ما كان بناه من عراق تحيا فيها العلوم المتطورة والتيكنولوجيا الصناعية ونسي الاغرار ان لقوى الشر إرادة في تدمير ما تبنيه إرادة الخير والبناء، وإن كان صدام (بأخطائه المجمع عليها) قد تسبب بهدم ما بنته يده فمن الذي بنى!؟ وما الذي بناه الاخرون!؟ وما الذي سيبنيه خلفاؤه في حكم العراق!؟ الشلبي ام الباجه جي ام الربيعي ام الحكيم هو الذي لن يهرع الى إعادة خصخصة مشاريع النفط التي كان صدام حسين قام بتأميمها كاسرا ارادة القوى الاستعمارية في العالم!
ومن هو صاحب الشخصية الفذة الذي سيتمكن من حكم بلد لا يوجد فيه أدنى معدلات التجانس القومي والطائفي كالعراق بهذه الصلابة التي حكم فيها صدام حسين طيلة هذه السنوات!
ومن هو الرئيس العراقي الذي سيقف في وجه أي استحداث لتصدير الثورة الايرانية الى جنوب العراق والكويت وشمال المملكة العربية السعودية! وهل ان التيار المحافظ في ايران قد تخلى عن هذه الشعارات!
وهل ان عملاء ايران في الحكم الانتقالي اليوم سيحملون السلاح في وجه الاحتلال ام سيعتمدون على ما يقدمه المثلث الصدامي من تضحيات قومية ووطنية في سبيل جلاء الاحتلال عن كامل ارض العراق!
ومن هو الرئيس العربي الذي سيجرؤ –ولو صوريا- على اسقاط صواريخ "الحسين" فوق تل ابيب ومدن الكيان الاسرائيلي الغاصب بينما يخضع لمواجهة ثلاثة ارباع جيوش العالم في معركة وجود!
ومن هو الرمز العربي في معاداة الاميركية والصهيونية بعد زوال نظام صدام حسين!
وبعد كل هذا الشرح المتطاول سنجد من يتنطع بالرد علينا دون تناول موضوعي لما تناولناه من نقاط واحداث مصيرية كان من شانها تغيير مسار الأمة الذليل في هذا الزمن من التاريخ، سنجد من يـختبئ وراء ما أراد الإعلام الاستعماري ان نراه دون ان يفكر في مدى مصداقية الاحتلال، ودون ان يفكر من الفائدة التي طلبها الاحتلال من اعلان الطريقة والكيفية التي تم من خلالها اعتقال صدام حسين اهم اعظم حرب في التاريخ.
حب صدام وكره صدام وما يؤثر في الامرين من مصالح قومية ودينية وشخصية، لم يعد هو المشروع القومي او الديني او الشخصي اليوم، ولم يتبقى من المشروع الا معاداة اميركا، ولكن ما هي الرايات التي يرفعها اليوم المسرورون باعتقال صدام على ايدي غيرهم!؟ وهل إنهم يجدون الخلاص في ظلال الرايات السوداء الاعجمية المتهادنة مع المحتل أم الحمراء الشيوعية الكافرة أم الخضراء المتلونة على مقاييس حساباتهم المرصودة بالدولار الأميركي!!!
وللحديث صلة