عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 30-12-2005, 01:30 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


ما حدث في القصيم تصرفات حمقاء
تدل على ضعف الإيمان وقلة الوفاء وعدم احترام المحرمات



مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ / عبد العزيز آل الشيخ

الرياض : واس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اسأل الله أن يوفقني وإياكم إلى صالح القول والعمل وأن يجعلنا جميعا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.

أيها الإخوة..

في صباح يوم الثلاثاء الموافق الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة الشهر الحرام لعام 1426هـ حصل اعتداء وظلم من أناس فقدوا بالحقيقة آثار الإيمان من نفوسهم وتصرفوا تصرفات حمقاوية دالة على ضعف الإيمان وقلة الوفاء وعدم احترام المحرمات، دالة تصرفاتهم على سوء طويتهم وقبح سريرتهم، وأن هذا التصرف لا يصدر من مسلم يخاف الله ويتقيه ويوقن حقا بحرمة دماء المسلمين، وأن دماء المسلمين محترمة في شرع الله.. يقول الله جلا وعلا {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} انظر كيف توعد الله القاتل بهذه العقوبات الخمس العظيمة بقوله {فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} فمن يسمع لهذا الوعيد كيف يرميه خلف ظهره وكيف لا يبالى به يقدم على سفك دماء محترمة معصومة دماء إخوانهم المسلمين المعصومة.. الذين يزاولون أداء واجبهم آمنين مطمئنين ثم يفاجئون بهذا المجرم الذي يفجؤهم في حياتهم فيقضى عليهم ويفاجئهم بإطلاق النار عليهم ظلما وعدوانا.. أرمل نسائهم.. أيتم اطفالهم.. أخل بالأمن.. فعل فعلا إجراميا وما أظن مسلما يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبرر مواقفهم تلك ولا أن يحسن بهم الظن ولا أن يجد عذرا فيما فعلوه فالفعل أصلا خطئا وعدوانا وظلما.

نحن في شهر ذي القعدة أحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} وأي ظلم بعد الشرك بالله أعظم من ظلم قاتل النفس بغير حق ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام" ويقول صلى الله عليه وسلم "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله إلا الله وأني رسول الله إلا بأحد ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة" فيا من تلوثوا بهذه الأفكار السيئة ويا من اعتنقوا هذه الآراء الشاطة الخاطئة ويا من انغمسوا في هذه الرذائل أنقذوا أنفسكم من عذاب الله وتوبوا إلى الله وانظروا مصير أمثالكم الذين ختم لهم بسوء والعياذ بالله خاتمة الشر إن آخر أعمالهم سفك دماء معصومة بغير حق قتل مسلم بغير حق.. في الأثر لزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق.. دماء المسلمين ودماء المعاهدين والمستأمنين محرم في شريعة الإسلام بإجماع الأمة.. من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة.

يا إخواني اتقوا الله في أنفسكم وتبصروا في واقعكم ويا شبابنا أوصيكم بتقوى الله والتمسك بدينه والحذر الحذر من هذه الفئة الضالة الحذر من أن تتعلقوا بهم أو تحسنوا الظن بهم أو تمتحلوا لهم عذرا أو تبرروا خطأهم فخطأهم مردود عليهم مرفوض بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خطأ جور وظلم وعدوان.

يا أيها المسلمون عموما إن كل فرد مسئول عن أمن هذا البلد لا تقروا صاحب خطأ على خطئه ولا تستروا عليه ولا تشفقوا عليه ولا ترحموه إذا أراد أن يزاول جريمته، فلا يرحم هؤلاء بل يبلغ عنهم ويحذر من شرهم ويبلغوا عن خبثهم، لأن هؤلاء دعاة فساد ساعين في الأرض فساداً {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض} فيا خطباء المساجد.. الله الله في خطبكم أن تبصروا أمتكم وتنصحوهم وتحذروهم من كيد أولئك وجرم أولئك وتوضحوا لهم أن هؤلاء مجرمون آثمون ويا يها الصحفيون والإعلاميون بصروا عباد الله من خلال صحافتكم وإعلامكم بطريقة حقه فيها توسط لا انحراف و لا انجراف ولكن بيان الحق وتوضيح هذه الجريمة ويا أيها المعلمون ويا أيتها المعلمات ليتق كل منا ربه بتبصير أبنائنا وبناتنا وتحذيرهم من هذه المكائد وتبصيرهم بالواقع وتحذيرهم من الانخداع بأولئك وما تستروا به من كونهم دعاة إصلاح كما يزعمون والله يعلم إنهم لكاذبون ليس إصلاحا سفك الدماء ليس الإصلاح قتل الأبرياء ليس الإصلاح قتل العيون الساهرة على مصالح الأمة إنما الإصلاح من يدعو إلى الخير بحكمة وبصيرة أما الذين يحملون السلاح على الإسلام فهم مناوئون الإسلام بحديث من غشنا فليس منا ومن حمل السلاح فليس منا إياكم يا شباب الإسلام أن يندس بين صفوفكم أعداء يظهرون لكم الوطنية والمحبة وهم كاذبون في دعواهم هم رسل لأهل الشر ليفرقوا بين الأمة ويقذفوا في قلوبهم الفرقة والاختلاف ويفصلوا بين الأمة وقيادتها بهذه الطرق الخبيثة، فلنكن على حذر جميعاً منهم.

أسال الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وأن يؤمنا في أوطاننا وأن يصلح قادتنا وولاة أمرنا وأن يرحم شهداءنا وأن يسكنهم فسيح جنته وأن يوفق بقية جندنا للخير والثبات على الحق والاستقامة عليه والصبر والثبات، وليعلموا أن دولتهم لن تألو جهدا في إكرامهم ورفعة منزلتهم.

أسأل الله أن يصلح قيادتنا ويهديها لما فيها الخير ويدفع عنها كل سوء ويرد عنا كيد الكائدين وظلم الظالمين وفساد المفسدين وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

المصدر

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }