إقتباس:
الخليفة العادل
غصب أحد الولاة ضيعة لرجل ؛ فشكا أمره إلى المنصور ( هو الثاني من خلفاء بني العباس ) و قال له : " أصلحك الله يا أمير المؤمنين ، أأذكر حاجتي أم أضر لك قبلها مثلاً ؟" .
- "اضرب لي قبلها مثلاً " .
- إن الطفل إذا أصابه ما يكره يشكو إلى أُمه ؛ ظناً منه أنه لا ناصر له غيرها ، فإذا ترعرع ( أي كبر ) ، شكا إلى أبيه ؛ لاعتقاده أن أباه أقوى من أمه على نصرته ، فإذا صار رجلاً ، و وقع به ( أصابه ) أمر ، شكا إلى الوالي ؛ لعلمه أنه أقوى من أبيه ، فإن ازداد عقله ، شكا إلى السلطان ؛ لعلمه أنه أقوى من جميع الناس ، فإن لم ينصفه شكا إلى الله تعالى . و قد نزلت ( مصيبة ) ، إذ غصب الوالي ضيعتي ، و ليس فوقك أحد من الخلق أقوى منك ، فإن أنصفتني فيها ، و إلا رفعت أمري إلى الله ؛ إذ ليس أقوى منك إلا هو .
- " بل ننصفك " .
و كتب إلى واليه - و هو الذي غصب الضيعة - بأن يردَّ إليه ضيعته ، و يهيِّئ له أسباب راحته ، و يؤمن له شؤون معيشته... فما أعدله ! و ما أكرمه !
|
إذا كان لديكَ استنكار لوضعية أي علامة
فقل
، حينها سأجيبك حسب فهمي أو يجيبك أحد آخر أكثر معرفةً مني .